فيسبوكياتمستجدات

جمال العسري يشخص أمراض وهبي كتضخم الأنا وجنون العظمة ويؤاخذ عليه التشويش على مفهوم العدل

أحمد رباص – حرة بريس

خص جمال العسري، القيادي في الاشتراكي الموحد، إحدى تدويناته الجديدة لعبد اللطيف وهبي، مسندا إليه دور كبير البصاصين في مسلسل “الزيني بركات”، مع تقديم كامل الاعتذار للعظيمين أحمد بدير ” ونبيل الحلفاوي.
بعد ذلك، يذكر المدون أن وزراء حكومة صعصوع (يقصد أخنوش) لازالوا يتحفوننا اليوم بتحفة وزير “التقاشر”، الذي يقصد به وهبي، هذا الذي لا يصدق أنه وزير، وأنه وزير للعدل بمفهوم آخر للعدل لم يسبق إليه لا الأولون و لا التابعون.
يتابع جمال بالقول إن السيد عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الپام وفي نفس الوقت وزير العدل في حكومة صعصوع، ظهر في مقطع ڤيديو قصير وهو يخاطب أحد الأشخاص وأمام حشد من الناس بالخطاب التالي:
“واش أنا وزير العدل ؟؟ غير جاوبني على هاد السؤال، غير جاوبني على هاد السؤال واشرح لي، واش أنا وزير العدل؟ انا وزير العدل على راس كلشي. أنا نقول لك واحد القضية: أنا وزير العدل. شنو هو الدور ديالي؟ هو الأمن، هو المحاكم. أنا المؤسسات كلها كتشتغل معايا. شوف كنعرف عليك كلشي، و كنعرف لون التقاشر اللي نتا لابس”. ثم أدار ظهره للشخص المخاطب و مضى في حال سبيله، كما يصف جمال.
والآن يدعو صديقه القارئ لتلقي ملاحظات سطحية على خطاب سطحي لأمين عام أحد أكثر الأحزاب عددا في قبة البرلمان، وهو في نفس الوقت وزير للعدل.
اول ملاحظة سجلها جمال العسري على وهبي هي أنه يعاني من تضخم الأنا، إذ وجد انه في حوالي خمسة أسطر، وفي حوالي ثلاثين ثانية، حضرت ذات الوزير وأناه المتضخمة مهيمنة على كلامه، ما يدل على نوع من الإعجاب بالذات والنفخ فيها.

لمزيد من التوضيح، يقول المدون إن سي وهبي المعجب بنفسه، المنفوخ ريشه، كرر ضمير المتكلم أكثر من 15 مرة؛ أي حوالي نصف كلامه حديث عن أناه المنفوخة باللاشيء.
الملاحظة الثانية هي أن وهبي وزير العدل لم يصدق بعد أنه وزيرا للعدل. فمن خلال تكرار السيد وهبي لسؤاله “واش أنا وزير العدل؟” كلازمة على لسانه حيث كرر على رأس كل جملة سؤاله، استنتج المدون النبيه أن السيد الوزير يتساءل و كأنه غير مصدق للواقع، و كأنه منكر له.
الملاحظة الثالثة هي ان وهبي مصاب بجنون العظمة، إذ أن السيد وزير العدل، وبعد حصوله على الجواب عن سؤاله السحري “واش أنا وزير العدل؟” يعود من جديد ليسأل نفس السؤال، و لكن هذه المرة يسأل و هو يعرف الحواب. فسؤاله الآن تحول إلى سؤال التعظيم. و ما يؤكد ذلك جوابه بنوع من العظمة: “أنا وزير العدل و على راس كلشي”.
وبلهجة ساخرة، يقول المدون:”هاد على راس كلشي…شخصيا لم أستوعب شكون هاد كلشي؟؟؟ واش كلشي … كلشي؟؟؟ واش من نيتو على راس كولشي … كولشي … حتى مول الكوتشي؟؟؟”
الملاحظة الرابعة تنصب على مفهوم العدل عند وزير العدل. فإذا إذا كان الجميع يدرك معنى العدل باعتباره ضد الظلم و الجور، فالعدل عين الإنصاف، ومعاملة جميع الناس معاملة متساوية، بعيدا عن الانحياز والظّلم والعنصرية. ولتحقيقه في أي مجتمع تم وضع قوانين وتشريعات تسري على الجميع. إذا كان هذا هو مفهوم العدل كما هو متعارف عليه، فالسيد وهبي له مفهوم آخر عن العدل. السيد الوزير يعرف دوره كوزير للعدل فيقول: “شنو الدور ديالي؟؟ هو الأمن، هو المحاكم. أنا المؤسسات كلها كتشتغل معايا” وهكذا يصبح العدل فجأة هو الأمن !!! أي أمن يقصده السيد الوزير ؟؟ الله وحده و الوزير من يعلمان . و يصبح العدل هو المحاكم … و ما معنى المحاكم ؟؟ نفس الأمر، لا علم لي بقصد السيد الوزير … ثم يضيف: “أنا المؤسسات كلها كتشتغل معايا”
هذا الكلام لا يمكن أن يصدر إلا عن وزير في حكومة نازية، أو فاشية … أو بوليسية. و إلا ما معنى أن تشتغل كل المؤسسات مع وزير العدل؟ وزير الإنصاف، وزير محاربة الظلم والجور، وزير الحفاظ على القوانين والتشريعات …
الملاحظة الأخيرة ارادها عضو المكتب السياسي للاشتراكي الموحد أن تكون خاتمة مسك. فعبد اللطيف وهبي لعب دور أحمد بدير في مسلسل “الزيني بركات” الذي يتذكره جيلنا والذي اقتبس من رواية بنفس العنوان لمؤلفها جمال الغيطاني ومن إخراج الرائع يحيى العلمي.

لعب دور بطولته الفنانان القديران أحمد بدير ونبيل الحلفاوي، و تجري أحداثه إبان فترة اضمحلال دولة المماليك و بداية صعود الدولة العثمانية،حيث كان الشعب يعاني من سطوة السلطان، وصراع الأمراء، واحتكار التجار، ونفوذ البصاصين.

في هذه الأجواء، يتم تعيين الزيني بركات بن موسى ليتولى أمور الحسبة في مدينة القاهرة خلفًا لـعلي بن أبي الجود. ومع تصاعد الآمال الكبرى حول الزيني بركات في تغيير الأمور للأفضل، يتضح أن كل شيء ليس كما يبدو.
يحكي المسلسل عن حياة من كانوا يسمون ب “البصاصين” وعن قدرتهم على التحكم في أمور الناس. واليوم السيد عبد اللطيف وهبي يريد أن يحيي رواية الزيني بركات، وأن يلعب دور أحد كبار البصاصين، وإلا أين يمكن أن نضع قوله و بفخر “شوف كنعرف عليك كلشي، وكنعرف لون التقاشر لي لابس”؟ في أي خانة ندخل وظيفة وزيرنا في العدل من خلال كلامه هذا؟ هل انتقلت وزارة العدل لتلعلب دور البصاصين’ ولتكشف عن لون “التقاشر لي كنلبسو”؟ هل دور وزير العدل أصبح هو أن يعرف عنا كل شيء؟ هل نحن في حكومك أم في جمعية للبصاصين ؟؟؟
وفي الأخير، يرى المدون إن المهم من هذه القضية أمران. الأمر الأول وهو الأهم نصيحته لنا بقراءة رواية الزيني بركات ومشاهدة المسلسل المقتبس منها في 21 حلقة. و الأمر الثاني و هو أقل أهمية من الأمر الأول إقالة وزير البصاصين، معذرة (وزير العدل) من حكومة صعصوع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube