حزبيات مغربيةمستجدات

عبد الكريم بنعتيق وحسناء أبو زيد يدخلان غمار السباق على منصب الأمين العام للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية

أحمد رباص – حرة بريس

أعلن السيد عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب السابق للمغاربة المقيمين بالخارج، ترشحه لمنصب الأمين العام لحزب الاتحاد الاشاراكي للقوات الشعبية، على أمل خلافة محتملة لإدريس لشكر.
وقال عبد الكريم بن عتيق في بيان له، إنه أبلغ يوم الجمعة 26 نوفمبر، الأمين العام الحالي، وكذلك رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحزب، بقراره الترشح للانتخابات المقبلة.
سيعقد المؤتمر الوطني الحادي عشر للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في الفترة من 28 إلى 30 يناير 2022.
بأعلان بنعتيق عن ترشحه للأمانة العامة، بدأ الصراع السياسي يحتد داخل “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية” المتموقع في صفوف المعارضة والمحسوب على الأحزاب التاريخية في المغرب. فيما كشفت كواليس حزبية عن احتمال ترشح البرلمانية السابقة حسناء أبو زيد، هي الأخرى، لمنافسة إدريس لشكر، الأمين العام الحالي.
وكتب بنعتيق في البيان السالف الذكر والذي نشر يوم أمس: “ينعقد في الفترة الممتدة ما بين 28 و30 يناير 2022، المؤتمر الحادي عشر للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وبهذه المناسبة أعلن لكل الاتحاديات والاتحاديين ومن خلالهم كل المتعاطفين مع حزبنا، أنني قررت الترشح للكتابة الأولى للحزب، كما أخبركم أنني بلغت هذا القرار للأخ إدريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ورئيس اللجنة التحضيرية يوم الجمعة الماضي”.
وهكذا تأكد للمتتبعين أن بنعتيق، الذي شغل منصب وزير مكلف بالمهاجرين المغاربة خلال حكومة سعد الدين العثماني الأولى، أول اسم يتقدم لمنافسة الأمين العام الحالي على تسيير الحزب الذي يعارض حكومة عزيز أخنوش.
وسبق للقيادي بنعتيق أن انشق عن الحزب الذي ترعرع في كنفه، واوجد بديلا له سنة 2005 اختار وزمرته له اسم “الحزب العمالي”. غير أنه ما لبث أن عاد أدراجه بعد ثماني سنوات إلى إلى خيمة الوردة كان ضال.
وسجل له التاريخ أنه أسندت له، في بداية الألفية الجديدة، حقيبتان وزاريتان ضمن “كتابة الدولة”، الأولى خاصة بالمقاولات الصغرى والمتوسطة، والثانية بالتجارة الخارجية. وهو الآن يرأس “مركز الوساطة والتحكيم المتخصص في القضايا المالية” وكذا “مكتب الاستشارة والاستثمارات” في مدينة ليون بفرنسا.
في علاقة بهذا السباق، كشف مصدر محلي عن احتمال دخول البرلمانية السابقة حسناء أبو زيد، هي الأخرى، إلى حلبة المنافسة على قيادة حزب “الاتحاد الاشتراكي”، مشيرة إلى أن لقاء سرياً جمع القيادي البارز الحبيب المالكي، رئيس المجلس الوطني، بالشخصية المذكورة المنتمية إلى مدينة كلميم “بوابة الصحراء”، الأسبوع الماضي، في سياق التحضيرات التنظيمية الجارية للمؤتمر المقبل.
وحين ورد اسم حسناء أبو زيد في حوار إذاعي مع إدريس لشكر، بُث منذ أيام، لم يتمالك الأخير نفسه، فبدأ يرغد ويزبد ويتهم صحافيين بـ”المأجورين”، بسبب إثارة موضوع الترشيحات داخل الحزب، للظفر بالكتابة الأولى، خلال المؤتمر المقبل، ومنها إثارة مبادرة تدعم القيادية حسناء أبوزيد لقيادة الحزب خلفاً له.
وبث موقع إخباري مغربي مشهداً مصوراً من البرنامج الإذاعي، حيث انبرى لشكر يهاجم الصحافيين بسبب طرحهم أسئلة، قال إنه لا أصل لها، اتهم لشكر كلاً من الإعلامي الصافي الناصري من الإذاعة المغربية، وعبد الحق بلشكر، مدير الموقع المومئ إليه بالعمل لفائدة حسن نجمي وحسناء أبو زيد، وقال إنهما “مأجوران”، ما أثار استغراب الصحافيين وغضبهما.
واعتبر إدريس لشكر، وهو يهاجم الصحافيين اللذين حاوراه، أن كلاً من حسن نجمي وحسناء أبوزيد ليسا عضوين في حزب “الاتحاد الاشتراكي” وأساءا للحزب، وقال: “هل تنوبان عن حسن نجمي، لقد قدم استقالته من المكتب السياسي، عليه أن يعود ويقدم عضويته مرة أخرى للحزب، الحزب مشي معندوش الأبواب”. (لا يمكن القول إن الحزب لا يتوفر على أبواب).
وأضاف قائلاً: “حتى ولو كان المرء مأجوراً ويتلقى مقابلاً على ما يقول فلا يمكنه أن يتفوه بهذا الكلام ضد الحزب. لا يعقل أن ترددوا نفس الأسماء التي لا صفة لها، وهو تحقير لمن في المراتب الأولى داخل الحزب” كما هدد بالانسحاب من البرنامج بقوله “إذا استمررتم في هذا النهج فسوف انسحب من اللقاء”.
يذكر أن حزب “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية” الذي عاش لسنين طويلة صراعاً مع السلطة في المغرب، توزع حضوره السياسي خلال 25 سنة الأخيرة بين المعارضة والحكومة، إذ قاد حكومة التناوب لفترتين ما بين 1998 و2002. وبعدما شارك في حكومة عباس الفاسي سنة 2007، وجد نفسه في المعارضة بعد صعود حزب “العدالة والتنمية” خلال انتخابات 2011، ثم رجع إلى الحكومة بفضل عزيز أخنوش عند تولي القيادي الإسلامي سعد الدين العثماني رئاسة الوزراء خلفاً لعبد الإله بن كيران الذي عصف به بلوكاج 2017.
وخلال هذا المسار كله، أفرزت نتائج الاستحقاقات الانتخابية المتوالية تراجعاً كبيراً لحزب “الاتحاد الاشتراكي”، ورغم تحسن موقعه في انتخابات مجلس النواب الأخيرة، بحصوله على المرتبة الرابعة، فإن ذلك لم يشفع له لدخول الحكومة الجديدة، إذ اكتفى رئيس الوزراء المكلف، عزيز أخنوش، أمين عام “التجمع الوطني للأحرار”، بالتحالف مع حزبين اثنين هما “الأصالة والمعاصرة” و”الاستقلال”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube