المملكة المغربية دولة ذات حضارة عريقة
تاريخ المغرب حافل بالأحداث،لن نعود إلى الوراء كثيرا ،سوف نذكر الأجيال فقط التي سمعت عن المرحوم محمد الخامس طيب الله ثراه الذي لعب دورا كبيرا في تحرير ليس فقط المغرب وإنما باقي دول المغرب العربي الأخرى من ربقة الإستعمار الفرنسي،محمد الخامس دعم بشكل كبير حزب جبهة التحرير الجزائري بالسلاح واحتضنهم في مدن المنطقة الشرقية، و سكان المنطقة الشرقية الذين عاصروهم لازالوا يحتفظون بالعديد من الذكريات والصور،لم يكن الملوك المغاربة داعمون لحركة التحرير في الجزائر بل دعم المغرب حركة التحرر في دول إفريقية كذلك و الزعيم نلسون مانديلا له ذكريات في المنطقة التي كان يتدرب فيها ثوار جبهة التحرير على حمل السلاح لمقاومة الإستعمار الفرنسي ،في جبال بني يسناسن كذلك.المرحوم محمد الخامس لم يهدأ له بال ،بعد استقلال المغرب واستمر في دعم حركات التحرر في المغرب العربي لأنه كان يؤمن بوحدة المصير ووحدةشعوب شمال إفريقيا.كانت الرسالة آلتي اضطلع بها الراحل ،كفاحه من أجل استقلال المغرب وعاش في خدمة الشعب وبنى مجد المغرب بمواقفه الشجاعة لحماية اليهود الهاربين من الأندلس ،والذين اختاروا العيش في المغرب ،عندما حاول الجنرال فيشي نقلهم للمحرقة،لكن محمد الخامس وقف مدافعا عنهم واعتبر آلمس بهم هو اعتداء على الشعب المغربي ،وهذا ماجعل جاك لانغ بوصفه بالرجل الصالح ورحل ، محمد الخامس وخلفه ولي عهده المرحوم الحسن الثاني الذي أكمل مسيرة البناء والتحرير وعرف عهده ببناء السدود وتحرير ماتبقى من الأقاليم التي كانت خاضعة للإستعمار الإسباني في الجنوب.المرحوم الحسن الثاني طبع مرحلة حكمه بسياسة تختلف عن السياسة التي نهجها والده،فاستطاع بفضل تنظيم المسيرة الخضراء تحرير ماتبقى من الأراضي التي كانت خاضعة للإستعمار الإسباني.قاد المملكة بحكمة وتبصر وساهم بشكل كبير في تغيير واقع المغرب المعاصر ،وتميز عهده بتدبيره لقضايا عدة ،واستطاع المغرب بقيادته أن يكون أرض اللقاء والمؤتمرات العربية والإسلامية لمناقشة قضايا الأمة العربية والإسلامية ومنها قضية فلسطين.وعلى نهجه سار محمد السادس ليستكمل مشاريع البناء والتنمية،ولينتقل بالمغرب للسرعة القصوى ،في التنمية ،من خلال مشاريع كبرى غيرت وجه المغرب.والمتتبع لما يجري من تغيرات ،يلمس بالفعل أن المغرب أصبح قبلة المستثمرين في إفريقيا والعالم وأن الثورة التنموية التي يعرفها في عهد محمد السادس جعلت دول الجوار شرقا وشمالا تعتبر المغرب ومايعرفه أكبر تحدي يواجهونه.وهو حقيقة فمغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس.المغرب بقيادةملكه الرشيدة يسير بثبات ليدخل ،مصاف العمالقة ومزاحمة الدول التي كان لها ماضي استعماري في إفريقيا ،فالصين والولايات المتحدة سارعت لكي يكون الجسر الآمن للسوق الإفريقية الواعدة وحضور المغرب بالأمس واليوم القمة الصينية الإفريقية بالسنغال هي رسالة واضحة لإسبانيا .التي دخلت لعبة قذرة كشف خيوطها المغرب بالسماح لبن بطوش بالعلاج في إسبانيا .وبسبب سياسة التآمر فالمغرب سيركب التحدي وسيكون عهد محمد السادس نهاية الإستعمار الإسباني الجاثم على أرضنا .عهد محمد السادس سينهي احتلال الثغرين وباقي الجزر المحتلة من طرف إسبانيا.إذا معركة التحرير والتنمية متواصلة في المغرب ،والصحوة التنموية التي نعيشها يجب أن تكون مطبوعة بتحول ديمقراطي ملموس ،حتى تكون معركة الملوك الثلاثة الذين أسقطوا الأعداء في واقعة المخازن مشابهة لمعركة الملوك الثلاثة الذين ساهموا في تحرير المغرب من الإستعمار الفرنسي وساهموا بعد الإستقلال في مسيرة التنمية وترسيخ الديمقراطية وقيادة المغرب إلى مصاف الدول السائرة في طريق النمو.حتى تكون الطريق معبدة وفي أمان لعهد جديد.
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك