سياسةمستجدات

اخنوش يتحدث في مجلس المستشارين عن الكفاءات واضعا المحراث أمام الدواب

أحمد رباص – حرة بريس

أتيحت البارحة لعزيز اخنوش كرئيس للحكومة الجديدة أول فرصة لإلقاء خطاب مرتجل أمام أعضاء الحكومة وأعضاء الغرفة الثانية لأجل الإجابة عن مجموعة من التساؤلات والاستفسارات التي تقدم بها بعض المستشارين.
في بداية كلمته، تحدث أخنوش عن البرنامج الحكومي المتكامل والمكون من 80 ورقة والمتضمن لأرقام مدققة خاصة بالبرامح والمراحل المستقبلية.
وعبر عزيز اخنوش عن يقينه من أن المستشارين اطلعوا عليه. ثم بعد ذلك انتقل إلى الحديث عن ظروف تشكيل الحكومة الجديدة وكيف التقت احزاب التجمع والبام والاستقلال بعد جولة من المفاوضات الأولية مع باقي الأحزاب الممثلة في البرلمان لصياغة برنامج حكومي استحضروا فيه الوعود التي قدموها للناخبين في برامجهم الخاصة.
في هذا السياق، أشار رئيس الحكومة إلى أن الأحزاب الثلاثة بحثت عن القواسم المشتركة التي تلتقي عندها برامجها والتي انطلاقا منها تمكنوا من صوغ برنامج حكومي متكامل. وهنا تقدم بالشكر لكل من عبد اللطيف وهبي ونزار البركة على مساهمتهما في تهيئ الشروط للوصول إلى هذه النتائج في ظروف الجائحة. كما شكر أعضاء اللجنة التي سهرت على إعداد البرنامج الحكومي.
وعن تقييمه لهذا البرنامج، قال أخنوش إنهم حاولوا الخروج ببرنامج مختلف عن برامج الحكومات السابقة.
وأنهى اخنوش كلمته المرتجلة في مجلس المستشارين مطلقا إشارات تدل على أن حكومته سوف تعتني بالحانب الاجتماعي وتعطي الأولوية للصحة والتعليم والشغل.
وفي ما يتعلق بالمطلب الأخير دعا السيد اخنوش المستثمرين ورجال الأعمال إلى أن يشمروا عن سواعدهم وينطلقوا إلى العمل لصالح وطنهم.
إلا أن المواطن البسيط لن يفهم الكلمات الفرنسية التي تخللت خطاب السيد عزيز أخنوش، ما سيؤدي إلى مزيد من نفور اغلبية المواطنين من السياسة والمشاركة السياسية، وإلى امتناع استرجاع ثقتهم في العمل السياسي..
وفي ذلك شرود واضح عن مقثضيات الفصل الخامس من دستور البلاد الذي جاء فيه أن اللغة العربية تظل اللغة الرسمية للدولة التي تعمل على حمايتها وتطويرها وتنمية استعمالها، وبالتالي فليس هناك ما يفرض على أخنوش استعمال العرنسية لمخاطبة المغاربة.
في هذه الحالة، لا يتواصل السيد اخنوش كرئيس حكومة مع الشعب المغربي بأكمله، بل يتواصل فقط مع فئة قليلة من الشعب سمحت لها ظروفها بتعلم الفرنسية.
على كل حال، تبقى اللغة وسيلة وليست غاية. لا يهمنا سوى النتيجة، لأن حكومتي بنكيران والعثماني استعملتا اللغة العربية والدارجة بدون نتيجة تذكر، كما قال أحد اصدقائي في تعليقه على فقرة من مقالي هذا كنت نشرتها في وقت متأخر من الليلة الأخيرة.
وفي الحقيقة، وحدها النتيجة هي الفيصل الوحيد في الحكم على أن الحكومة تتوفر على كفاءات، اما الحديث عن استقطابها للعمل الحكومي فهو سابق لأوانه وشبيه بوضع المحراث أمام الدواب؛ لأن الأمور بخواتمها، كما يقال.

استعملت استعارة “المحراث أمام الدواب” لأرد على الأسطوانة المشروخة التي ترددت وتتردد على لسان اخنوش وكل المطبلين لحكومته، والتي تتحدث عن كون الأخيرة استقطبت الكفاءات.
اريد أن أقول لعزيز أخنوش: أنت ومن معك تكلمتم من الآن عن الكفاءات مع أننا في الوقت الراهن لا نستطيع أن نحكم عليها بكونها كفاءات حقيقية إلا بعدما نرى الإنجازات اللي يتطلع إليها الشعب المغربي تتحقق على أرض الواقع.. لا ننكر أن الوزراء الجدد لديهم كفاءات في مجالات تخصصهم، ولكنها غير مهمة بالنسبة لانتظارات المواطن المغربي، بل المهم عنده هو أن تتحسن ظروف عيشه ويجد عناية صحية عندما يمرض، ويتلقى أبناؤه تعليما ذا جودة ويشتغلوا بعد تخرجهم، إلخ،، لهذا قلت إن عزيز أخنوش وضع المحراث أمام الدواب..
أحد الأصدقاء من إقليم الراشدية أيد رأيي خلال مروره، فكتب يقول: “لا يمكن الحكم على الكفاءات التي جاء بها أخنوش إلى حكومته بانها فعلا كذلك قولا و فعلا إلا إذا ظهر ونبت وربا ما زرعوه في الارض بعد حرثها بالمحراث الذي يجرونه وراءهم.”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube