مرثية البحر
للشاعر و الصحفي محمد رضا العبودي جيرونا
ها هنا
في صخب الموج
بضع جنازات
و قبر واحد…
ها هنا
حيث حرائق الروح
تقصف جبهات الصمت
يتلو البحر
مرثية لأحلام القوارب
صلاة لأجساد
معمّدة على الصخر…
وحده البحر
له حق الجنون
حين تباغته
عيون شاردة
لم ينشق لها الماء
بضربة عصى
و ما عادت لها
أندلس تفتحها…
فلما هذا القتال الخاسر
لما كل هذا الانهيار!!!
الخبز مملكة معاقة
جبهة لا تأبه بالحدود
و الواقع جمر
يلسع الحلم الشفيف
في وطن الطفولة…
و طارق ما زال يهتف
الموت أمامكم
الموت ورائكم
فسألوا النورس
عن الضفة البعيدة
يخبركم ما لونها,
ما شكلها?
إسألوا الغائبين
في زرقة المستحيل
ما أوسع البحر و الموت
و ما أضيق القلب
حين يكبر فيه ذهول الخرائط
و تفترش الرغبة
قوافي مالحة…
أيها الزمن المستعار
ألقي قناعك الغجري
فإذا هو فجيعة
تحفر في جسد الوطن
سواقي التعب و المتاهة
تطبخ لحم الأسئلة المؤجلة
على لهيب الحيرة
و تنسب الغد
لدائرة النسيان…
ها هنا
حيث عتبات العبور الزائف
نتوسد آلامنا
و نشرع في الجرح
بابا للانتظار…