مستجدات

أخنوش ربح. وعلاش لازم يربح؟

أخنوش يمثل ما يسمى بالبرجوازية الوطنية التي راهن عليها حكم محمد السادس. مجموعة من رجال الأعمال أو البروفيلات التقنوراط التي آتى بها من عائلات وتكتلات إقتصادية مخزنية. في إطار خلق الأبطال الوطنيين.
هاته البرجوازية ابنة الفرص الاقتصادية انطلقت بها وتوسعت بعد أن حصلت على امتيازات تفضيلية من مشاريع وصفقات الدولة في سبيل تقويتها في السلم الاقتصادي. في أفق الاعتماد عليها لكي تقود المشاريع وتساهم في تنزيل رؤية الإرادة العليا في البلاد.

وإن كانت هاته الفرص خلقت بشكل موجه وإقصائي للآخرين المنافسين من الداخل والخارج. فقد كان هذا الاختيار ضروريا . حتى لا ترهن الدولة اقتصادها كليا بالاعتماد على استثمارات من الخارج قد لا تستطيع الحفاظ عليها وتوجيهها بالشكل المطلوب لخدمة الرؤية الاقتصادية. فكانت الفكرة أتت من سؤال : لماذا لا نصع نحن هاته الثورة ونوجهها داخليا وحتى خارجيا. لتقود كذلك سياستنا الخارجية في الدول التي نتحالف معها إقليميا. وهانحن نرى ثمار هاته السياسة خصوصا في دول غرب ووسط إفريقيا.
والواضح أنه لم يكن بالضرورة أن هاته البرجوازية الوطنية ليس لها القدرة أن تتمتع بالرضا الشعبي أو تحوز التاريخ النضالي. لأنها أغلبها أتى من مدارس فرنكفونية وبيئات ليس لها امتداد داخلي أو خبرة سياسية أصيلة. ولهذا نتفهم الخرجة اليائسة لعبد الإله بنكيران التي كانت فقط لتمرير رسائل لمز وغمز في تاريخ وثروة أخنوش المالية ومكانته السيئة بين أطياف كثيرة في الشعب المغربي الفقير. والذي قاطع منتجاته قبل سنوات قليلة. وحتى يذكرنا كذلك بتاريخ أخنوش الصفري كزعيم سياسي . مع أنه مر من ثلاث حكومات كمسؤول على قطاع الفلاحة الحيوي. لكنه لن ينسى أنه نزل بالبارشوت في السياسة على ظهر حزب الحمامة بعد أن حرق أو أحرق صلاح الدين مزوار الذي كان يجهز لهذا السكريبت.

ثم يأتي الربيع العربي ليفرمل مشروع تنصيب هاته البرجوازية على هرم السلطة السياسية الصورية . و يضظر من له العقد الانحاء أمام العاصفة التي رآها كيف اقتلعت مشروع بنعلي في تونس والذي كان يشترك معه في كثير معالم هذا المشروع. فتم تأجيل هذا ” الزمر كامل” و البحث عن ورقة في الجيب الخلفي للمخزن تم تجهيزها قبل سنوات في الحديقة خلفية لفيلا لابن المخزن البار عبد الكريم الخطيب.

أخنوش ينتمي إلى نموذج سياسي، ظهر مع صعود الاقتصاد الحر وزحفه على السلطة من خلال المال واستغلال كل ما توفره الامكانات الاقتصادية في خلق اللوبيات والتكتلات. واستغلال الإعلام المستقل عن الدولة وفي المقابل موجه ومتحكم فيه من خلال الدعم المالي. نفس تجربة برلسكوني في إيطاليا ،ترامب في أمريكا والحريري في لبنان. بروفيلات أتت من المقاولة نحن الدولة.

المخزن الجديد يؤمن بنظرية قديمة ابنة الداروينية الاجتماعية . تسمى نظرية التحديث . والتي تفترض أن القسوة هي المحرك للإنتاج . وأن الثروة تصنعها قوة الاستبداد الاقتصادي. والنموذج الألماني في نهاية القرن التاسع عشر سبق الديمقراطية من أكبر الأدلة. لكن في التجربة المغربية يجب أن يكون نوع من التوازن أو الديمقراطية على المقاس على أن يقود مشروع التحديث هاته البرجوازية الوطنية اختيرت بعناية بعد أن أثبتت كفاءتها وولاءها. والنموذج المغربي حسب بعض المتابعين المتخصصين يعتمد على فكرة أن لا سياسة حقيقية ونهضة اقتصادية بدون صناعة نخبة وناخبة مستهلكة بعيدة عن الأدلجة. حتى وإن كانت في ظل ليبرالية اقتصادية وفي نفس الوقت موجهة على مقاس الاستثناء المغربي، بحيث يحميها القانون والقضاء. ولنبحث عن مصير قضايا مجلس المنافسة التي جمدت. والغرامات المجمدة لكبار الشركات أو الإدارات التي لا يمكن مواجهتها لأنها معينة من الفوق. ما يتردد في الصالونات الاقتصادية أنه على المغرب الاسراع في القطيعة مع الاختيارت الأيدلوجية التي تصنعها فئات هشة جاهلة تعرقل النمو والاقتصاد ولا تعرف مصالحها ومصالح مستقبل المغرب. والدليل حسب قولهم أن هاته الفئات الشعبية مكنت الاشتراكيين ثم الإسلاميين من الحكم وتأخر بسبب ذلك المغرب لعقدين لبناء النموذج الاقتصادي الحديث. رغم أن الجميع يعلم أن كل شيئ بتوجيه وتدبير لتنفيس الاحتقان الاجتماعي. وأن الطريق نحو هذه النظرية يمر عبر فترتين . الأولى تطغى فيها السياسة الاقتصادية و تتجلى الفروقات الاجتماعية ثم تليها فترة تنفيس وصعود صاحب الخزان الشعبوي. فنلاحظ أن بعد اليوسفي الاشتراكي الذي جاء للتنفيس بعد سنوات الاحتقان أتى جطو التقنوقراطي بالرؤية الاقتصادية وضرب الديمقراطية في الصميم. ثم الفاسي الفهري لانقاذ الوجه الديمقراطي مع المحافظة على التوازنات الاقتصادية. ثم الإسلامي بنكيران من أجل التنفيس وتطهير وجه النظام. والان العودة للتقنوقراط مرة أخرى,

وهذا يفسر لماذا أخنوش كان يجب أن يفوز . لانها ليست فقط لعبة أصوات وتحالفات . ولكن هو احياء لمشروع التحديث والبرجوازية الوطنية الذي بشر به قبل سنوات طويلة. فيعود التناغم المفقود في زمن الإخوان بين الاقتصاد والسلطة والأعوان مع القرار السياسي الأعلى الذي تشكله الدائرة الاستشارية التي كان البيجيدي في عداء وصراع مكتوم معها. و الأهم تجاوز البلوكاج في مجالات حيوية كثيرة تم فرضه بقوى خفية من أجل الضغط على حكومة الإسلاميين قصد إضعافها وتعريتها أمام المواطنين حتى نصل إلى ما وصلناه اليوم من عقاب إنتخابي مذل . ولعل ما صاحب تدبير مسألة الترويج للتطبيع مع إسرائيل وتمريره إعلاميا على أنه مكسب سياسي واقتصادي. يوضح هذا التوجه العام. ضرب العمق الأيدلوجي لهذا التيار و إعلاء فكرة أن لا كلمة تعلى فوق لغة الاقتصاد والمصلحة والدولة الوطنية. ولتذهب الأيدلوجية للجحيم. ولنتذكر كيف احتفت ما يصطلح عليه بالطبقة المثقفة بهذا الطرح والتوجه. حتى ندرك إلى مدى وصل تغلغل هذا المشروع والتجهيز له .

الحسن الثاني قال في حوار قديم فيما معناه: حين استيقظ في الصباح أستطيع أن أعين سائقي الخاص كوزير أول ولن يتغير شيئ في تدبير المغرب.

الفرق بين الأمس واليوم. أن في الماضي يعين السائق الخاص على رأس الحكومة. واليوم يعين سائق لكن برتبة رجل أعمال ناجح.

لانك : تستاهل أحسن 🦅

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube