سياسةمستجدات

في الاتحاد قوة…إن ينصركم الله فلا غالب لكم.

في الاتحاد قوة…إن ينصركم الله فلا غالب لكم.
بقلم: عمر بنشقرون، مدير مركز المال والأعمال بالدارالبيضاء

في خضم المشاكل الإقليمية الداخلية لبعض بلدان المغرب الغربي، يحاول المغرب الحبيب لعب دور الريادة في الأمن والأمان في المنطقة و تقوية مصالحه مع شركائه لبناء حلف أو تكتل قادر على رفع تحديات ما يخبؤه المستقبل.
لقد سبق لي أن أشارت في أحد مقالاتي السابقة إلى فكرة ولادة كتلة أنجلو سكسونية تجمع بين الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى. و أظن أن معالم الفكرة بدأت تتضح لتخرج من الظل إلى العلن في الشهور القليلة المقبلة.
هذا التكتل سيكون بحاجة إلى دول رافعة للتنمية في أفريقيا و في الشرق الأوسط، ولن يجد خيرا من المغرب وإسرائيل.
فحسب رؤيتي، أصبح من المؤكد أن بريطانيا العظمى تستعد للإعتراف بالطابع المغربي للصحراء وفتح قنصلية لها في الداخلة. ويمكن تلخيص الأسباب كالتالي علما أنها متنوعة و متعددة:
أولاً، لأن الإعتراف الأمريكي بالطابع المغربي للصحراء ربما لم يكن أحادي الجانب، فعلى مر التاريخ، وبموجب اتفاقية “العلاقة الخاصة” التي أبرمت عام 1940، أضحت ابريطانيا العظمى حليفًا تاريخيًا واستراتيجيًا للولايات المتحدة الأمريكية. وهذا يثبت أن الأمريكيين ربما اتخذوا هذا القرار بالتشاور وبموافقة حليفهم البريطاني.
ثانيا، يجب أن نتذكر أن الإنجليز قد وقعوا، بعد خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي مباشرة، عددًا من الاتفاقيات الإقتصادية والتجارية مع المغرب، فلا ينبغي أن ننسى أن أغلب شركات التنقيب عن الغاز والنفط في المغرب هي شركات إنجليزية.
ثالثا، يجب أن نتذكر كذلك، أن الإنجليز نظموا مؤخرًا مناورات عسكرية مشتركة مع بلدنا الحبيب. وهذا يثبت أن إهتمام الإنجليز بالمغرب ليس بالسهل ولا بالهين.
و من هذا، أصبح من شبه المؤكد أن كل هذه القرائن تدعم خيار التقارب الأقوى بين المملكة المتحدة البريطانية والمملكة المغربية الشريفة: تقارب من المحتمل أن يتوج باعتراف كامل وصريح للبريطانيين على مغربية أقاليمنا الجنوبية.
كذلك، يجب أن لا ننسى، أن الأنجلو سكسون هم أناس براغماتيون: لا يتخذون قرارات متسرعة أبدًا وعندما يقررون، فقد أخذوا بالفعل عناء النظر في جميع الاحتمالات والمخاطر، ويقررون رؤاهم على أساس تقارير دقيقة، جميع الخيارات لتنفيذ البرنامج أو المشروع والقرار فيه. حيث، غالبًا ما يتم استدعاء مكاتب الدراسات الاستراتيجية في المجالات السياسية والإقتصادية لإجراء مثل هذه الأبحاث و التحليلات السياسية.
وبتحليلنا لما آل إليه الوضع السياسي اليوم، أثبتت الأحداث الأخيرة أكثر من وجهة نظر، أن الجزائر لم تعد لديها أية فرصة للعب دور رئيسي أو حتى دور ثانوي في إفريقيا: إنها دولة تعيش في خضم انهيار اجتماعي وسياسي واقتصادي.
لكن والحمد لله، يواصل المغرب جذب المستثمرين الأجانب بالعشرات على الرغم من أزمة الوباء، مما يثبت أن إمكاناته هائلة. و من المؤكد أن التقارب السلس مع إسرائيل دون أي معارضة شعبية سيزيد من ثقة الدول الإنجلو سكسونية في مدى إمكانية التعايش الأفضل لكل مكونات المجتمع المغربي. ويجب ألا نخدع أنفسنا، لأن كل حدث يتم متابعته عن كثب من قبل المراقبين والمحللين لهذه القوى العظمى. كذلك، فتح الحدود أمام اليهود من الجالية الإسرائيلية واستقبالهم بحفاوة كبيرة من قبل الشعب المغربي، و الذين طافت مقاطع الفيديو الخاصة بهم حول العالم بفضل الشبكات الاجتماعية؛ قد أعطى بالتأكيد الراحة لعدد كبير من المستثمرين في جميع أنحاء العالم. لذلك أثبت المغرب أنه قادر، من خلال تسامحه، على العيش في شراكة مع كل أطياف الشرائع الأخرى والجماعات العرقية الأجنبية. وهذا هو بالضبط الشعار الذي تقدره الدول الأنجلو سكسونية. وبالتأكيد، هذه هي الصيغة الرابحة للبلدان النامية في العقود القادمة. ألم يحن الأوان لتستفيق الجزائر من سباتها؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube