محمد بوبكريمستجدات

انفعال جنرالات الجزائر يكشف عن غبائهم، وسيعجل بزوالهم

محمد بوبكري

لقد دفعتني وتيرة تطور الأحداث في الجزائر إلى توقع إمكانية
إقدام حكام الجزائر على اتخاذ قرارات عمياء قد يجنوا بها على أنفسهم وعلى بلادهم، حيث ضاق بهم الفضاء نتيجة خسارتهم المكعبة أمام المغرب على كل الواجهات. لذلك، ونتيجة انفعال هؤلاء الحكام، فإنهم قرروا قطع علاقاتهم مع المغرب، والحال أن المنفعل لا يتخذ قرارات صائبة، بل على العكس من ذلك، إن القرارات التي يتخذها لا تلحق الأضرار إلا بذاته، كما أنها تدل على فشله… لذلك، فإن ممارسة السياسة لا تنهض على الغضب والعنتريات الفروسية ا البدوية، لأن العنتريات تفضي إلى الانتحار، حيث ينبغي أن تنهض على العقل والروية والثبات والرصانة. لذلك، فإن الممارسة السياسية تقتضي خدمة مصالح الوطن والشعب، ما جعلها تتعارض جذريا مع ردو د الفعل التي تنهض على الأمزجة، حيث إن السياسة تستوجب استخدام العقل والخيال؛ فهي تتعارض مع اعتماد المزاج مصدرا للقرار..
يبدو لي أن هذه المقاطعة لا تضر بالمغرب في شيء، لأنه لم
تكن هناك علاقة سليمة بين حكام الجزائر والمغرب لمدة عقود قبل اتخاذ هؤلاء لقرارهم الأخير. فقد كانت هناك علاقات فارغة شكلية بينهم وبين المغرب، أدت إلى ارتفاع أسعار المواد الأساسية، ما تسسب في تعميق المشاكل الاجتماعية للشعب الجزائري، فأصبحت الأوضاع متفجرة هناك.
لكن ، بما أنه لم تكن هناك علاقات فعلية بين البلدين الشقيقين، فلماذا تم الحفاظ عليها شكليا، رغم أن الجزائر كانت متمادية في الاعتداء على الوحدة الترابية المغربية، ولا تترك مناسبة دون الإساءة إليها. لذلك، فقد اتخذ حكام الجزائر هذه العلاقة الشكلية للتغطية على أنهم كانوا هم الطرف الفعلي الأساس في الصراع مع المغرب، حيث لجؤوا إلى استعمال ورقة ما يسمى بـ “البوليساريو” للنيل من الوحدة الترابية المغربية بغية الاستحواذ على الصحراء المغربية وإلحاقها بهم لاحقا.
ونظرا لأن هذا الامر قد كان واضحا بالنسبة للمغرب، فلماذا قبل هذا الأخير استمرار هذه المؤامرة لعقود؟.لقد ارتأت حكمة المغرب وبعد نظره وقيمه أن يقبل بتلك العلاقات الشكلية، التي تسببت له في إضاعة الكثير من الوقت والجهد والمال، حيث اتخذ حكام الجزائر هذه العلاقة لتضليل الرأي الدولي بأنه لا مشاكل لهم مع المغرب، ويوجد فقط مشكل للمغرب مع ما يسمى بـ “البوليساريو”، وهم “محايدون في هذا الصراع”، لكنهم، في الواقع، هم الذين صنعوا مليشيات ” البوليساريو” ومولوها وسلحوها ودربوها، وحموها، حيث دفعهم حقدهم الدفين على المغرب إلى إنفاق ملايير خرافية عليها، فتخلوا عن تلبية الحاجات التنموية للشعب الجزائري من أجل النيل من الوحدة الترابية للمغرب، والتوسع على حسابه.
لكن المغرب كان مدركا لكل ذلك، لأن أخلاقه جعلته يرفض قطع
العلاقات مع جيرانه، أو الإساءة إليهم، بل إنه قد ظل دوما يمد يده إليهم، حيث إن العالم شاهد على ذلك.
وجدير بالذكر أن قطع الجنرالات لعلاقاتهم مع المغرب لا يضره في شيء، بل إنه يتأسف للجوء جنرالات الجزائر للفصل بين الشعبين الشقيقين. وبما أن هذين الشعبين توأمان، فأنا متأكد من أن الشعب المغربي يحمل الشعب الجزائري في عقله ووجدانه، والشعب الجزائري كذلك. ولن يستطيع حكام الجزائر الفصل بينهما مهما تعددت المؤامرات، ومهما طال الزمن؛ فالشعب المغربي يتعاطف كثيرا مع الشعب الجزائري في كل المحن التي يعيشها، ويتمنى له الخلاص مما يتعرض لهم من ظلم ومآس.
إضافة إلى ذلك، لم تكن هذه الأمور غائبة كلها عن المغرب، بل إنه فضل العمل بصمت ورصانة، وانكب على الانخراط في مشاريع تنموية تؤهل البلاد للعب أدوار تنموية مهمة في محيطها الإفريقي والشرق أوسطي والدولي، كما أن المغرب بذل مجهودا كبيرا على مستوى العلاقات الدولية، ما مكنه من بناء علاقات مثمرة مع العالم، قائمة على التعاون والاحترام، كما أنه قام بالتعريف بقضاياه الوطنية وإقناع الرأي العام الدولي بعدالتها. نتيجة ذلك، كاد حكام الجزائر أن يصيبوا بالإغماء، بسسب شعورهم بهزيمتهم وخسارتهم المدوية أمام المغرب ، فصارو يخبطون خبط عشواء
فضلا عن ذلك، فإن المغرب لا يخاف من أحد، لأنه استغل وقته لإعداد عدته لربح الرهان، ما يؤكد أنه مستعد لكل الاحتمالات وقادر على رد الصاع صاعين.
وقبل الدخول في قراءة مفصلة للبيان الذي قرأه “وزير خارجية
جنرالات الجزائر” “رمطان لعمامرة” ، يبدو ضروريا إبداء ملاحظتين شكليتين أساسيتين: أوهما، إن من شاهد علامات وجه “لعمامرة” وحركاته وهو يلقي بيان الجنرالات، سيكتشف أن هذا الرجل ليس هو من كتب هذا البيان، بل إنه قد تم فرضه عليه من قبل أسياده الجنرالات الذين يحتقرونه. وقد كانت علامة ذلك بادية على وجهه، حيث برز تناقض بين النص وعلامات وجهه وحركاته، ما يدل على أنه لم يكن من قام بتحريره، الامر الذي يؤكد أن هذا النص ليس نابعا من أعماقه.. وفكره…
والملاحظة الثانية تتمثل في أنه كان على “لعمامرة”، احترام احتراما القواعد الدبلوماسية، التي تقتضي أن يستدعي السفير المغربي في الجزائر ليطلعه على قرا حكام الجزائر الهادف إلى قطع علاقاتهم المتوهمة مع المغرب، لكنه لم يفعل ذلك، ما جعل السفير المغربي يرفض اللقاء به بعد إعلانه لقطع العلاقات مع المغرب. وهذا ما يؤكد أن حكام الجزائر لا يتمتعون بأية لياقة دبلوماسية ، لأنهم لا يحترمون القواعد والمبادئ المعمول بها دوليا، حيث يؤكد ذلك أن حكام الجزائر فقدوا صوابهم وأعصابهم، فأصبحوا لا يعرفون مصلحة الجزائر، ولا مصلحة شعبها. تبعا لذلك، يبدو أنه لا وجود لعاقل بينهم…
ويرى ملاحظون جزائريون أن “لعمامرة” قد تجنب عدم إخبار السفير المغرب بقرار قطع العلاقات مع المغرب، لأنه تخوف من رد السفير المغربي، لأن القرار ليس قراره، وهو لا يمتلك أية حجة للدفاع عنه، حيث صار حكام الجزائر يصابون بالهلع امام سفراء المغرب، لأن الأستاذ “عمر هلال ” قد جعلهم يعانون من هذه العقدة..
فوق ذلك، يبدو تخبط جنرالات الجزائر في إجرائهم لتعديل على مستوى المخابرات الداخلية، حيث غيروا مدير الأمن بشخص آخر.ويؤكد خبراء جزائريون ان الجنرالات قد أقدموا على ذلك، لانهم ورطوا هذه المخابرات في اغتيال الشاب”جمال بلحن إسماعيل”، واردوا طي هذا الملف عبر قيامهم بهذا التغيير على رأس المخابرات. لكن ما لا يعلمه جنرالات الجزائر هو أن كلا من الرأي العام المحلي والدولي يدركان تورط الجنرالات في اغتياله، لانهم دبروا اغتياله، حيث تخوفوامنتأجيجهللحراكالشعبيالسلميفيمنطقة “القبايل”، لانهم يحقدون على أهالي هذه المنطقة، كما أنهم يكرهون الشعب الجزائري الذي يطالب بدولة مدنية ديمقراطية حديثة…
وجدير بالذكر ان قضية اغتيال هذا الشاب لن يطالها النسيان،
لانه كان حمالا لقضية يدافع عنها سلميا، والقضية لا تموت، بل ستظل تقط مضجع الجنرالات حتى رحيلهمانفعال جنرالات الجزائر يكشف عن غبائهم، وسيعجل بزوالهم

فوق ذلك، يبدو تخبط جنرالات الجزائر في إجرائهم لتعديل على مستوى المخابرات الداخلية، حيث غيروا مدير الأمن بشخص آخر.ويؤكد خبراء جزائريون ان الجنرالات قد أقدموا على ذلك، لانهم ورطوا هذه المخابرات في اغتيال الشاب”جمال بلحن إسماعيل”، واردوا طي هذا الملف عبر قيامهم بهذا التغيير على رأس المخابرات. لكن ما لا يعلمه جنرالات الجزائر هو أن كلا من الرأي العام المحلي والدولي يدركان تورط الجنرالات في اغتياله، لانهم دبروا اغتياله، حيث تخوفوا من تأجيجه للحراك الشعبي السلمي في منطقة “القبايل”، لانهم يحقدون على أهالي هذه المنطقة، كما أنهم يكرهون الشعب الجزائري الذي يطالب بدولة مدنية ديمقراطية حديثة…
وجدير بالذكر ان قضية اغتيال هذا الشاب لن يطالها النسيان،
لانه كان حمالا لقضية يدافع عنها سلميا، والقضية لا تموت، بل ستظل تقط مضجع الجنرالات حتى رحيلهم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube