مستجداتمقالات الرأي

من مظاهر تحديات ملك : حكمة ملك المغرب تعري حقيقة الخصوم وتربك حساباتهم

الدكتور مصطفى بنعلة

لم تعد السياسة ذلك السلوك الانفعالي الذي يشبه “الصرعة” و الذي يضرب له الف حساب ، بل السياسية سلوك حضاري هادئ يكتسبه صاحبه من عدة عوامل من بينها:
.طبيعة شخصيته وقوتها واتزانها.
.محيطه الذي ترعرع ونشأ فيه.
.ثقافته العميقة و معرفته الدقيقة بما جد في عالم السياسة وماتتطلبه المواقف من تدابير معقلنة وإجراءات استباقيةجريئة وذات جدوى.
.استفادته مما راكمه من تجارب ذاتية و كونية وتأسيسه في ضوء ذلك مواقف خاصة به مناسبة لكل مقام لأنه كما يقال:” لكل مقام مقال”.
.مسايرته لكل المستجدات وقدرته على ربط الأسباب بالمسببات واستنتاج الخلاصات.
.قدرته على قراءة ما وراء السطور وإدراكه الخلفيات والابعاد في إطار جدلي قائم على الاعتدال واستثمار الفرص بالشكل المرغوب فيه مضافا إلى ذلك كله ربط الجأش وكظم الغيظ.
ان هذه العناصر وغيرها يعززها ويقويها كذلك نوعية التنشئة والتربية التي تلقاه ، فصاحب الجلالة محمد السادس لم يتول عرش أسلافه المنعمين الا بعد أن هيأت له جميع الظروف واكتملت فيه جميع شروط النضوج مما أهله لتدبير شؤون مملكة بكاملها مترامية الاطراف شعبها ذو تركيبة اجتماعية متميزة وأصيلة وعميقة عمق التاريخ . من هنا لاحظ كثير من المهتمين بالشؤون السياسية أن بوادر الأهلية و الحنكة والنبوغ قد أخذت تطبع جميع تصرفاته وهو مازال وليا للعهد فتنبأوا له بأن عهده سيكون جد متميز رداءه السلم والاعتدال والحداثة ، وأنه سيحقق عدة مكاسب لشعبه وللمحيط الإقليمي والدولي . وبالفعل فقد تحققت تلك الحدوس وتلك التنبؤات وأخذنا نلمس وعن قرب إنجازات تلو أخرى وانتصارات سياسية عم صيتها جميع أصقاع المعمور . لذا لم ترتح بعض دول الجوار لهذه السمعة وهذه المكانة التي اصبح يتبوؤها والثقة التي يحظى بها المغرب داخليا وخارجيا في عهد ملكه الشاب ، إضافة الى هذا نلمس ذلك التحول الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي بل الحضاري الذي واكب جميع الإصلاحات الكبرى… فلم يهنأ لها بال أي تلك الشرذمة ، واحست بتخلفها وعدم قدرتها على مسايرة هذه الإنجازات الفريدة ، فأخذت تختلق المواقف المغرضة وتدعي الادعاءات المزيفة ، بل تحاول عرقلة نماء المغرب وازدهاره وتشويه سمعته لاسيما أن المغرب في عهده قد عرف عدة تقليعات وطفرات نوعية واكتساب عدة تحديات في وقت وجيز وباتقان أبهر الكل… وقد اعترف له بذلك أكبر المحللين السياسيين والخبراء في مجالات عدة ، من ثمة أحس المسؤولون على السلطة في البلاد المجاورة على ان طموحهم في الهيمنة على المجال الجغرافي الذي يتموقعون فيه قد صار في خبر كان ، وأن هناك قوة منافسة تبني نفسها بنفسها معتمدة في ذلك على نفسها وامكانياتها الخاصة ، وعلى عبقرية ملكها وقوة التفاف شعب حوله ، وإخلاص حبه لاشقائه الجزائريين الذين تجمعه بهم روابط العقيدة والجوار والمصاهرة والنضال وهلم جرا وسحبا.
وأمام بوادر هذا المغرب القوة الآتي، لم يجد مسؤولو الجزائر الا منفذا سهلا وهو قطع العلاقة مع بلد شقيق ماتبث انه تدخل في شؤون غيره أو ساهم في خلق القلاقل لغيره من البلدان ، أو نهج سياسة الغابات المحروقة ، لأن هذا في نظره سلاح الضعفاء الجبناء ، وسلاح تقادم عهده والمغرب بملكه وشعبه عريق عراقة تاريخ البشرية وسجله حافل بالمواقف النبيلة رغم كيد الكائدين وزيف الخراصين الافاكين ، وأوهام من لا طعم لهم ولا رائحة ولا لون ولا موثوقية . فاهنأ يا شعب الجزائر الشقيق فيد أشقائكم المغاربة ستظل ممدودة اليكم وسنظل جسما واحدا قيمنا وأهدافنا واحدة ، اما شرذمة الغي الضالة فهي تعيش خارج التاريخ ومكان مواقفها وآرائها مطارح النفايات حتى تعود إلى جادة الطريق وتعرف أن المغرب موجود بقوة ملكه وإرادة شعبه وازدهار دواليب نهضته وعوائد نمائه ومكانته داخل النظيمة الدولية

.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube