سياسةمستجدات

هل سيعترف العالم بنسخة “طالبان” الجديد؟.

محمد الجميلي

على نحو غير متوقع، و في تطور سريع للأحداث في أفغانستان دخل مقاتلوا حركة طالبين أمس  العاصمة الأفغانية كابل دون مقاومة تذكر، و نقلت قناة الجزيرة القطرية مشاهد مباشرة لعناصر الحركة و هم يصولون و يجولون في أجنحة القصر الرئاسي معيدين بذلك مشهد سقوط أنظمة عربية، و اجتياح المتمردين للمقار الحكومية، و لعل الملاحظة الأهم ما  ألمح إليها  مراسل القناة القطرية أن عناصر الجماعة التي بسطت نفوذها على معظم التراب الأفغاني، و الممرات الحدودية في غضون أسبوع، دخلوا العاصمة وفق ترتيبات مع القوات الأمريكية، و الوفد المفاوض، و تمت عمت عملية “التسليم و الإستلام” بسلاسة و ذهول المراقبين!!!،  و كانت  “نيويورك تايمز” نقلت :”أن  واشنطن طلبت من “طالبان” عدم دخول كابل حتى انتهاء إجلاء القوات”. و بموازاة  مشهد السقوط المدوي للرئيس اشرف غني الذي غادر البلاد “تجنبا لإراقة الدماء”!، تتواصل عمليات إجلاء البعثاث الدبلوماسية، و المتعاونين دون تسجيل أي خرق أو إعتداء من طرف الحركة صاحبة اليد العليا، و تحاول الحركة الظهور بمظهر مخالف للصورة التي برزت بها في “غزوتها” السابقة للعاصمة سنة1996م حيث أعطت انطباعا سيئا، و سببت لها عزلة دولية، و متاعب عدة.

 فهل ستشهد المرحلة المقبلة تطور في الأداء السياسي للحركة، تبدد مخاوف القوى الغربية، و الدول المجاورة التي تخشى من تحلل الجماعة من إلتزاماتها بعد أن يتم لها الأمر؟.

 الروس المعنيون بتداعيات الوضع  يراقبون تطورات الأحداث و يتحدثون عن مستويين: المستوى  السياسي الذي يعبر عن المرونة، و الانفتاح ،  و مستوى عسكري متشدد له لغة مخالفة  عل  الأرض  فكل ما تم الحديث عنه “من شراكة و حكومة وحدة وطنية خلال المفاوضات أصبح في خبر كان” ، وهذا ما عبر عنه مسؤول في حركة طالبان ل”رويترز” :” لن تكون هناك حكومة انتقالية والحركة تتوقع تسليم الحكم لها بالكامل”!!. بالمقابل “طالبان” التزمت بالإنسحاب الآمن للقوات الأجنبية، و تتعهد ب” ضمان سلامة البعثات الدبلوماسية”، و بالفعل تم إجلاء معظم الدبلوماسيين الغربيين دون تسجيل أي “خطوة عدوانية” كما تعهدت للروس بحماية بعثتها، و ربطت روسيا و دول غربية الإعتراف بسلطة الأمر الواقع بكابل، بسلوكها و احترامها لحقوق الإنسان و المرأة… فهل نجحت الدوحة في مهمة الترويض، و قد سبق لها ان نظمت للمقاتلين الأفغان دورات تكوينية في محو الأمية الحضارية؟!.  

بالرغم من توجيه الحركة عناصرها بعدم “ترهيب المدنين”، إلا ان المئات من الافغان ينتظرون الفرار عبر مطار  كابل،  في هذا الجو من عدم الثقة و القلق حث غوتيريش  “طالبان” على ضبط النفس لحماية الأرواح.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube