أخبار العربمستجدات

الدكتور وجدى كامل وحديث الذكريات عن تأسيس مركز مالك عقار الثقافي.

السودان/المصطفى عمر

مقدمة

كانت البداية حين إطلع الدكتور وجدي كامل على مقال لي نشر في موقع حره بريس يختص بالثقافة والفنون في إقليم النيل الأزرق ودورهما في الإرتقاء بالمجتمع لا سيما وأن الإقليم قد نال الحكم الذاتي موخراََ .
فكان أن أطلق الدكتور وجدي العنان لذاكرته وعاد إلي أحداث ومواقف أكملت حوالى عشرة أعوام.
والدكتور وجدي كامل هو مخرج سوداني وكاتب مْجيد ورسام بارع ومن عرابي تيار السودان اولاََ، الذين يعكفون هذه الايام لوضع لمسات مهمة في خارطة العمل العام بتفرعاته المختلفة ونتمنى لهم التوفيق .
قلت لدكتور وجدي أنه بالإضافة للثراء الثقافى فإن النيل الازرق تمثل مركزاََ سياحياََ يجب الإهتمام به ماذا تقول في هذا الجانب.
د/ وجدي أؤيد كلامك وفعلاََ النيل الازرق وخاصة جنوبها به طبيعة ساحرة وخاصة في هذه الايام/ ايام الخريف وتحتاج لراسمال ضخم يستثمر فيها كمشروعات سياحية اذا ما تمت بعض المعالجات للطرق والمواصلات ومنها السفريات الجوية بتهيئة افضل لمطار الدمازين.
وماذا عن تجربتك الثرة في العمل الثقافي بالنيل الأزرق ،وخصوصاََ أنك من الشخصيات الفاعلة التي أسست مركز مالك عقار الثقافي؟
يقول الدكتور وجدي كامل

لدينا تجربة عملية في العمل الثقافي بالنيل الازرق إنتهت بتدمير المؤسسة التي كانت تعنى بصناعة محتوى ثقافي خاص بالنيل الازرق. تم التدمير بالدبابات والاسلحة الثقيلة عندما تاكدوا من النتائج الباهرة التي حققها مركز مالك الثقافي.
واعتقد أن حكومة الانقاذ(البشير) كانت عدوة للتقدم والنهضة الثقافية وحان الان استنهاض همم وجهود اهل النيل الازرق لاعادة بناء مؤسسة ثقافية تعنى بثقافاتهم.
أسسنا السينما والمسرح والجماعات الشعرية، والقصصية والمكتبة، والقاعات والمتاحف الثابتة، واقمنا ما يتجاوز المائة فعالية في عامين، ولكن لاحظنا ان كل ما زارنا مسؤول انقاذي من البشير وحتى على عثمان، ونافع، وبكري فانهم كانوا يعودون غاضبين على ما نفعل من انشطة ،وتجد كل الالتفاف من شباب النيل الازرق. لقد تشرفت كثيرا بالتأسيس والادراة لهذا المركز الفخم المغتال من جهاز امن الانقاذ بالشائعات المضادة والسلاح.

بدأنا ومالك عقار في تاسيس المركز منذ ٢٠٠٧وتم الافتتاح ٢٠٠٨ وكان الافتتاح مناسبة تداعى لها اكثر من مائة شخصية ما بين مثقفين وفنانين غنائيتين وتشكيليين وشخصيات اكاديمية و سياسية متنوعة وقدم الافتتاح معارض وندوات وحفلات وقراءات شعرية. واستمرينا يوميا بفعالية وزوار من الشعراء والفنانين والأكاديميين والموسيقيين والتشكيليين وكتاب القصة والرواية وساعدني في ادارة المناشط الاستاذ الناقد الراحل احمد عبد المكرم عليه الرحمة.
اقمنا ندواتنا ايضا خارج النيل الازرق في بعض الاحيان وكان من اميزها ندوة لثلاثة ايام عن الطيب صالح دعونا لها ناقدة ومترجمة من هولندا وناقد من مصر وشارك عدد من الادباء والنقاد السودانيين. ايضا اقمنا ليالي سينمائية واستضفنا سينمائيين سودانيين ومخرج مصري معروف هو المخرج الراحل الدكتور محمد كامل القليوبي. جاءنا القدال وحميد ومكثا لايام وايام وفوجئوا بحفظ الشباب لشعرهم وكذلك جاءنا زيدان وحمد الريح وعبد القادر سالم والبلابل ومحمود عبد العزيز وعلى اللحو ومجذوب اونسه وفرق محلية شاركتنا وكان لنا في نحو عامين فعاليات جذبت اهل الدمازين والرصيرص واصبحت الناس تتكلم في منافسة المركز من حيث الوجهة السياحية لخزان الرصيرص و( سحرونا) حتى فوجئنا بالدبابات والاسلحة الثقيلة تلقي بمدفعيتها وتهدم المركز وتبحث للقبض علينا. حتى سخر الله لنا خروجا امناََ من البلاد والالتحاق بقناة الجزيرة بعد ان فقدت عملي الاساسي بجامعة الخرطوم.
وأذكر أن الروائي عبد العزيز بركة ساكن كان دائم التواجد والمشاركة معنا بالندوات وتدريب الشباب على كتابة القصة والرواية وكان صديقاََ وسيظل.

ماذا عن المضايقات التي تعرضتم لها أثناء تتفيذكم لهذا المشروع الملهم؟

جهاز الامن فرع الدمازين سخر كل الجهود في ما جرى وعمل على اساءة سمعة المركز اعلامياََ ومحاربته محلياََ ولكن تثبت الحياة اننا اخترنا التجريب الصحيح ووفرنا الوعى والخدمات المعرفية لكثير من شباب وشابات الدمازين.
معلومة مهمة: لم يكن للمركز اية علاقة بالحركة الشعبية او بهوية صاحبه السياسية إذ ظل ذلك شرطاََ اساسياََ في التعاقد بيننا.
اهم ما في التجربة اننى كسبت اخاََ لم تلده امي هو مالك عقار الذي لم يكتشف الناس بعد قدراته الثقافية المهولة. يكفي أن معظم كتب المكتبة ال١٤٠٠ ونيف كتاب كانت من مكتبته الخاصة وقرأ أغلبها ان لم تكن كلها. فقد إنتظم مجيئه من المكتب كوال الى المكتبة اما لاخذ كتاب او ارجاع اخر.

حكومةالانقاذ(البشير) حكمتنا بجهاز امن لم يكن عنيفا فقط مع الخصوم السياسين ولكنه كان فظاََ مع الافكار الحرة واصحابها لدرجة الكراهية والقتل احيانا.؟وتلك بعض من سيرة آلة القتل التي حكمتنا لثلاثين عاماََ.
السياسة الجاهلة دائما ما تسي الى
الثقافة العالمة
ما يضيق صدر تلك السياسة بمشروعات التنوير التي تفضح خططها البائسة.

تبقى وبعد الثورة نوافذ الامل مفتوحة لتأسيس مراكز جديدة ومبادرات ثقافية تشكل الضمان والضامن لنشر الوعى في كافة مدن وقرى السودان .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube