مستجداتمقالات الرأي

لماذا الحملة المسعورة على المغرب الآن؟

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

غير بعيد انكشف خيط التجسس الذي سمحت به الدنمارك ضد مجموعة من الدول من بينها الدول الإسكندنافية والمستشارة الألمانية والرئيس الفرنسي الحالي ماكرون. كل المكالمات آلتي كان يجريها العديد من المسؤولين في السويد والنرويج وألمانيا وفرنسا كان يتم التصنت عليها من طرف المخابرات الأمريكية.
قضية التصنت أكدتها الحكومة الدنماركية. ورغم أن هذا الاعتراف صك اتهام ضدها كدولة عضو في الإتحاد الأوروبي .فإن الملف طوي ولم يعد أحد يتحدث عنه، ولا حصل توتر في العلاقات بين الدول المستهدفة والحكومة الدنماركية الحالية. لماذا تم طي هذا الملف ولم يعد أحد من الصحفيين في الدول المتضررة إثارته على مستوى الصحافة في الدول المتضررة من التجسس الذي تعرض له مسؤولون بارزون يأتي على رأسهم المستشارة الألمانية والرئيس الفرنسي الحالي ماكرون . الضجة التي تعرض لها الدنمارك مرت دون أن تخلف تبعات. وما تعرضت له الدنمارك يتعرض له المغرب حاليا ،بحيث أن جهات عدة وجهت اتهامات بالتجسس على العديد من المسؤولين في فرنسا وعلى رأسها الرئيس الفرنسي ماكرون. أعتقد أن ما وصلت إليه الأجهزة الأمنية المغربية من معطيات متقدمة فيما يخص محاربة التطرف والإرهاب. وبفضل التعاون الأمني مع العديد من الدول الأوروبية تم إحباط العديد من العمليات ،التي :آن سيذهب ضحيتها العديد من الأبرياء . وهذا يعكس حقيقة أن المغرب لم يصل لمجموعة من المعطيات من دون استعمال منظومة تصنت متطورة. والمغرب كباقي دول العالم من حقه استعمال كل الوسائل التي تمكنه من حماية البلاد ولهذا الغرض يمتلك حاليا قمرين صناعين .يزودان بلادنا بالعديد من المعطيات والمعلومات الحساسة، ليس المغرب وحده الذي يمتلك القمرين الصناعين ،بل دول أخرى. وما يتعرض له المغرب حاليا من حملة قوية من الصحافة الدولية، هو مسلسل بدأ منذ مدة ،من طرف ألمانيا نفسها التي تعرضت مستشارتها مركل للتجسس من طرف الولايات المتحدة عبر الدنمارك ،وكذا الرئيس الفرنسي الحالي ماكرون، لكن لماذا سكت الإعلام الفرنسي والألماني عن الفضيحة، التي تورطت فيها الدنمارك. وقامت الآن ضجة عن المغرب البلد الذي أصبح يسير بخطى ثابتة لينافس الدول الكبرى. وما قلناه منذ ٬مدة ،نكرره مرة أخرى ،المغرب أصبح مستهدف ،وسيكرر البعض مرة أخرى مقولة مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس. ونؤكد مرة أخرى أننا في حاجة لتقوية الجبهة الداخلية لمواجهة إعصار قادم ،لأن لا أحد من الدول آلتي تم استهدافها من التنصت قد تسكت ،عن ما حدث ،لاعتبارات عدة ،منها أن المغرب بلد إسلامي، وأن استعماله لمنظومة للتجسس على مسؤولين كبار يعتبر تطور خطير يضر بهبتها وسمعتها كدول .وبلادنا في ظل ما يجري من تطورات ،ليس في مصلحتنا فقدان حلفاء استراتيجيين كالولايات المتحدة وفرنسا العضوين الدائمين في مجلس الأمن. وكل خطوة نخطوها يجب أن تكون محسوبة. فالصين التي استطاع المغرب إقناعها بالاستثمار في مدينة محمد السادس. بدأت الجزائر في الدخول في حوار معها وتقديم تسهيلات لها وإقناعها للإستثمار في الجزائر لمنافسة المغرب وربما دفعها لإلغاء المشاريع التي أقرتها للمغرب من خلال تقديم تسهيلات كبيرة للإستثمار في الجزائر .وعلينا مرة أخرى أن نستوعب قمة الحقد الذي يكنه النظام في الجزائر والذي بات المغرب شغله الشاغل. ويحاول بشتى الطرق والوسائل عرقلة كل تعاون وشراكة بينه وبين الصين كما فعل مع نجيريا حول مشروع نقل غازها إلى أوروبا. وشقه طريقا سيارا نحو العمق الإفريقي ،والتقارب الذي يجمعه بين دول الساحل بالخصوص مالي والنيجر .
ليس في مصلحتنا الدخول في صراع مع حلفاؤنا التقليديون وبالخصوص فرنسا والولايات المتحدة وليس من مصلحتنا الدخول في مواجهة مع منظمات حقوقية دولية، وأبلغ رد وجواب عليها هو وقف الإنتهاكات والتراجع الذي حصل في مجال حقوق الإنسان من خلال انفراج سياسي عن طريق إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين والصحفيين حتى لانترك أي فرصة لانتقاد المغرب واتهامه بانتهاك حقوق الإنسان. إننا بحاجة لتقوية الجبهة الداخلية وقطع الطريق على كل المتآمرين على مصالح بلادنا .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube