القضية الوطنيةمقالات الرأي

لفهم مايجري في إسبانيا وماوقع في البرلمان يوم زيارة سانشيس للمغرب ويد الجزائر فيما يقع

يوم زيارة بيدرو سانشيس للمغرب في زيارة تاريخية لطي صفحة الجمود التي عرفتها العلاقات المغربية الإسبانية.بادرت ثلاثة أحزاب إسبانية صغيرة لمعارضة هذه الزيارةوإصدار مواقف مشتركة.أحزاب تدافع عن مشاريعها الإنفصاليةفي إقليمي كتلونيا والباسك.وحزب بوديموس الماركسي الداعم الرئيسي للبوليساريو.في حين اختار حزب فوكس الإمتناع عن التصويت في هذه الجلسة،مع العلم أن هذا الحزب معروف بمواقفه العدائية ضد المغرب والإسلام. إذا الأحزاب التي تعارض سياسة الحزب الإشتراكي الحاكم والذي يمتلك أكبر عدد من المقاعد أصبحت في الحقيقة دمى في يد النظام الجزائري تستعملها كورقة للضغط على الحزب الإشتراكي الحاكم في إسبانيا والتي البعض منها له أجندة انفصالية أصلا كالحزب الكتلاني والباسكي .الإعلام الجزائري سارع كعادته لترويج الأخبار الكاذبة وللتهويل من تصويت هذه الأحزاب ضد قرار الحزب الإشتراكي المتعلق بالصحراء والداعم لمشروع الحكم الذاتي كخيار لحل النزاع الذي طال في الصحراء.كان من الضروري توضيح ماجرى في البرلمان الإسباني والردود التي كانت بعد هذه الزيارة التاريخية وبنود الإتفاقية المبرمة بين الطرفين للخروج من الأزمة الإقتصادية التي تتخبط فيها إسبانيا وبناء الثقة من جديد بين بلدين وشعبين تجمعهما الجغرافية والتاريخ المشترك والمصالح الإقتصادية،بالإضافة إلى أن المغرب أصبح يلعب دورا استراتيجي مهما لمحاربة الهجرة السرية،والتطرف والإرهاب.الذي تعاني منه إسبانيا كذلك.إذا واضح جدا أن كلا من حزبا كتالونيا والباسك يسعيان للإنفصال عن إسبانيا وطبيعيأن يكونا من أشد المناصرين للبوليساريو، أما حزب بوديموس فهو حزب يحمل نفس الأفكار اليسارية المتطرفة التي يحملها شردمة البوليساريو وهو حزب ماركسي يحمل قواسم مشتركة مع العديد من الأحزاب في فرنسا وهولندة وبلجيكا وألمانيا والدول الإسكندنافية ،وهي في مجموعها تدعم أطروحة انفصال البوليساريو عن المغرب.إلا أنها غير قادرة على التأثير داخل برلمان الإتحاد الأوروبي ولكنها تبقى مواقفها تشكل إزعاجا للمغاربة والحكومة المغرب .وعودة للساحة السياسية الإسبانية فمعروف أن الحزب الشعبي الإسباني دائما عبر تاريخ الصراع الإسباني المغربي لم تكن له مواقف معادية للمغرب وداعية للإنفصال لأن اتخاذ مثل هذا الموقف ضد المغرب ودعم انفصال البوليساريو ،يفقده التنافسية على الحكم مع الحزب الإشتراكي الإسباني وهما الحزبان اللذان يحكمان إسبانيا بالتناوب بدعم أحزاب صغيرة.إذا معارضة حزب بوديموس وحزب كتلونيا والباسك ذا النزعة الإنفصالية لا يشكلان أي أثر على سياسة الحزب الإشتراكي وقراراته التي اتخذها فيما يخص الصحراء المغربية.ومايروجه الإعلام الجزائري مجرد أخبار زائفة لا مصداقية لها بل تضرب أصلا في وحدة إسبانيا ،وهذا في حد ذاته انتقاذا وهجوما على سياسة الحزب الإشتراكي الإسباني الحاكم والمبادرة التي اتخذها بيدرو سانشيس لإعادة العلاقات المغربية الإسبانية إلى طبيعتها والمساهمة في إنهاء الصراع في الصحراء المغربية بدعم مشروع الحكم الذاتي.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube