أخبار المهجرضد التيارمجتمعمستجداتمقالات الرأي

القنصلية المغربية ببرشلونة… وكاري حنكو.

بقلم ذ. المصطفى القادري – لندن

فايروس كورونا لم يعد يعتبر ضيفا مفاجئا، فالكل يعلم بوجوده ومدى الخطورة التي يشكلها سواء على المستوى الصحي أو الإقتصادي و يتعداه إلى المستوى القانوني المرتبط بعالم الوثائق الإدارية حيث أضافت عنصرا جديدا إلى لائحة المعانات التي يواجهها المواطنون في شتى أصقاع البسيطة.
الدول التي تحترم نفسها ومواطنيها على حد سواء علمت مند فترة طويلة أن الإدراة العمومية ستواجه صعوبات حقيقية في تقديم خدماتها إلى المواطن المحترم الذي لا يمكن قبول تعطيل مصالحه بأي حال من الأحوال سواء تعلق الأمر بدراسته، عمله أو نشاطه الإقتصادي، بل لا و حتى رفاهيته.
لكن و للأسف الشديد، فحكومة دولة التعليمات التي لم تتوقف منذ بداية الجائحة من إطرابنا بشرح تفاصيل السياسات الرشيدة و الخطوات الحكيمة للإستثناء السحري الذي أدهش العالم شرقا وغربا و جعل المغرب يصنف ضمن دول الفضاء وكأنه بلد أت من أرض الأحلام الأليسية، ليستيقظ المواطنون على إيقاعات طبول العدو الصامت وهي تخترق الأسوار و الأبواب و النوافذ خلسة وبأرقام مهولة جعلت عنترية الدولة تتلاشى في وقت قياسي لتبدو سوأتها للناظرين في تقصير تام ومخجل يبدي مدى قزمية المسيريين في وطن يعاني من فقر مدقع في القدرة على التخطيط و إستباق الأزمات، هذا إن نحن أحسنا الظن و ابتعدنا عن التفكير في تفاصيل مقاربة قوامها: ليذهب المواطن إلى الجحيم.
حالة قنصلية برشلونة ماهي إلا أمتداد للكارثة التي أصابت كل قطاعات الدولة حيث الجمود هو العنوان البارز لدولة لا يجرؤ فيها أحد مهما علا شأنه على التفكير و تقديم المقترحات التي ترمي إلى حل المشاكل أو استشرافها، حتى و إن كانت الحلول في بعض المناسبات بسيطة و غاية في السهولة.
المواطن المغربي شأنه في ذلك شأن باقي مواطني كوكب الأرض يحتاج إلى وثائق إدارية لحماية مصالحه ووضعه القانوني خاصة ببلدان المهجر حيث سلطات بلدان الإقامة تتعامل بصرامة مع مقتضيات القانون و الإجراءات الإدراية، فعلى سبيل المثال لا الحصر، تجديد وثائق الإقامة، و الحصول على التعويضات سواء تلك المستحقة منها بقوة القانون كالبطالة أو المدرجة تحت إطار الإستفادة الإجتماعية، أو تلكم المرتبطة بحالات التعاقد بمختلف أشكاله تحتاج كشرط أساسي لتوفر المواطن على جواز سفر غير منتهي الصلاحية وفي بعض الاحيان بحسب موارد القانون أو نوعية المعاملة الإدراية أن تكون مدة صلاحيته لا تقل عن ستة أشهر و إلا فالمواطن المغربي بالمهجر يصبح عرضة لمشاكل لا حصر لها ابتداء من فقدانه للوضع القانوني أو عدم القدرة على تسجيل الأبناء في المدرسة و إنتهاء بقفدان مصدر إعالته الشئ الذي يجعله غير قادرا على إطعام أطفاله أو أداء مستحقات الكراء و مصاريف العيش.
لن أتوقف عند ضرورة قيام القنصلية المغربية باستباق الوضع و وضع الأليات المناسبة للحيلولة دون السقوط في حالة الشلل التي تعيشها حاليا اليوم عن طريق تقسيم الموظفين إلى فرق تشتغل خلال أيام مختلفة تفاديا للإصابة الجماعية كما تفعل الكثير من المؤسسات المالية مثلا أو توفير الشروط اللازمة لتمكين الموظفين من العمل ببيوتهم و المواطنين من التواصل عبر الإنترنت لتسهيل الأجراءات و تسريعها، لأنه ببساطة سيكون بمثابة ظلم في حق قنصلية لا تستطيع أن تقدم أو تؤخر مادامت لم تتوصل بالتعليمات و المذكرات من ديبلوماسيةكان جديرا بها و على غرار ما قامت به الدول التي تحترم مواطنيها التي عملت على تمديد صلاحيات البطائق و الجوازات بشكل إستثنائي لمدة سنة دونما الحاجة للقيام بأي إجراء مع إعلام الدول المظيفة بخصوص القرار، خطوة بهاته البساطة كانت كفيلة لتحل العديد من المشاكل و تمنع من الوصول إلى حالة الفوضى الحالية.
بالرغم من كل ما سبق، فالمستفز في الأمر هو قيام بعض المحسوبين على الصحافة على انتقاد سلوك المواطن المغربي و نعته بأفضع النعوت من قبيل عدم التعامل بسلوك حضاري و عدم وجود روح التضامن و المؤاساة، لا بل بلغت بهم الجرأة إلى انتقاد فعاليات المجتمع المدني و النسيج الجمعوي التي بحسب مذهبهم مطالبة بالحضور و الدفاع عن القنصلية المسكينة المظلومة المكلومة، و كيف لا وهم الذين يتوصلون بالمنح و الدعم المادي، في فهم سطحي لا بل و ساقط إلى أبعد الحدود لدور المجتمع المدني و إطاراته و في تعد سافر على إختصاصات الصحافة الموضوعية التي نتقل الخبر بإستقلالية و إحترافية.
كاري حنكو، لا يرى إلا بعين المصلحة، مصلحته الشخصية التي هو من أجلها مستعد للصراخ بالتفاهات، فلا يهم مادام صراخه يرضي أسياده و يعبر عن صوت حالهم، لا يهمه بأي حال من الأحوال أن تضيع مصالح المواطنين و أبنائهم، كاري حنكو يخاطبكم بمنطق القذافي: من أنتم؟ حتى تتجرأو على قنصلية برشلونة؟ كاري حنكو لا يستحي و الذي تعاقدوا معه أكثر منه خسة ونذالة.

نصيحتي الصادقة لكل كاري حنكو، هل انتم ممولين من القنصلية لكي تبرروا فشلها، ومن انتم لكي تستهزؤوا بالمهاجرين وتطالبوهم بالابتعاد عن القنصلية أغلقوا افواهكم المأجورة و أسسوا مشروع كوميسارية أو مقر قوات مساعدة، حينها فقط ستشفون غليلكم و غليل أسيادكم بإنزال الهراوات على رؤوس المغاربة، فالشرطة الإسبانية لن تفعل ذلك من أجلكم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube