تربية وعلوممستجدات

عندما تتحول العطلة إلى مشكلة !

برعلا زكريا _ حرة بريس

تعتبر العطلة المدرسية محطة مهمة خلال الموسم الدراسي. فهي الوقت الذي يتوقف فيه المتعلمون في جميع الأسلاك عن الدراسة.

و ينتج عن ذلك تغيير كبير في أوقات النوم و الاستيقاظ و تناول وجبات الأكل. و مؤخرا صارت العطلة المدرسية تشكل كابوسا حقيقيا سواء للآباء أو الأبناء حتى صارت أزمة تستدعي البحث عن حلول. و يرجع ذلك أساسا لتغيرات جوهرية عرفها النسيج الإجتماعي بالمغرب. فأغلب الآباء و الأمهات صاروا ملتزمين بنمط زمني محدد في سعيهم للتوفيق بين العمل خارج البيت و الإلتزامات الأسرية. و قد لا يحصول بالضرورة على عطلة من المشغل تتزامن مع عطلة الأبناء، هؤلاء يجدون أنفسهم وحيدين بالمنزل خلال أوقات عمل الوالدين مما قد يشكل معضلة حقيقية و ضغطا إضافيا على الأسرة كلها.

من جهة أخرى انتبهت مجموعة من المؤسسات الخاصة لهذا المأزق من خلال الإستثمار في تنظيم أنشطة مخصصة للأطفال خلال العطلة المدرسية. هذه الأنشطة تكون إما ترفيهية كالغناء أو الرسم أو السباحة
أو بهدف تعليمي كحصص اللغات الأجنبية. و بالرغم من كونها متوسطة إلى باهضة الثمن حسب نوع المؤسسة إلا أن الآباء يضطرون لتسجيل أطفالهم بهذه البرامج لأنه لا حل لديهم.

كما لا ننسى أن الأطفال بوقتنا الحالي لم يعد بإمكانهم اللعب و الإستماع بحرية. فالإكراهات الأمنية و خطورة الشوارع جعلت الآباء يسجنون أبنائهم بالمنزل طوال اليوم. و حتى داخل المنزل فهم محرومون من اللعب بحرية لتجنب الضجيج الذي يشتكي منه الجيران خصوصا بالشقق السكنية . فلا يجد الأطفال أمامهم سوى الشاشات الإلكترونية و التي أثبتت الدراسات عن أضرارها الوخيمة خصوصا عند استعمالها لساعات.

كل الأسباب السالفة الذكر تجعل المنزل يتحول من مكان للسكينة و الراحة و الهدوء إلى قنبلة أعصاب و توتر بين جميع أفراد الأسرة الواحدة قد تنفجر في أي لحظة. و قد يتعرض الأبناء للعنف النفسي و الجسدي من طرف البالغين فتصبح العطلة جحيما.

و لكي يتغلب أولياء الأمور على هذا الوضع المقلق لا بد لهم من التخطيط مسبقا لطريقة تدبير عطلة الأبناء.
و أفضل ما يمكن القيام به هو البحث عن برامج تجمع بين ما هو ترفيهي و تعليمي كالمخيمات. دون إغفال تخصيص وقت للمراجعة و الإستعداد للموسم الدراسي المقبل.

كذلك يمكن البحث عن إشراك الأطفال في المسابقات الرياضيات و الفنية والثقافية التي تنظمها مجموعة من مؤسسات التنشئة الإجتماعية كدور الشباب و جمعيات المجتمع المدني التي تعنى بالأطفال.
و القاعدة الأساسية التي لا مفر منها للتعامل مع الأطفال هي الصبر و الصبر و مزيد من الصبر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube