مستجداتمقالات الرأي

قصة وادو ومن معه.. وقاعدة الخطأ لا يصلحه الخطأ

ذ. مصطفى المنوزي محامي و رئيس منتدى التفكير و الدراسات و التوثيق

لقد عانينا كشباب ، في ظل سنوات الجمر وعانى معنا الرياضيون والصحافيون من حملات القهر والقمع جراء التعبير او توصيف وضع اجتماعي ما ، فبمجرد نقد سلوكات رياضي أو فنان ما ، ” عزيز ” على السلطات العليا أو يدعي القرب منها ، يتعرض الناقد أو الملاحظ إلى مضايقات ومتابعات باسم ” عايَرْتِ المخزن ” . وتحضرني واقعة تعليق أداء الصحافيين بجريدة لوبنيون ، أظنه فيلالي الأصل ، حول أداء المنتخب الوطني لكرة القدم ، وكان موضوعيا في نقده ، فجاءه التعقيب صريحا وواضحا وجارحا من أعلى ، وفهم الجمهور بأن النخبة الرياضية مقدسة لأن الرد مقدس ، كما تحضرني واقعة أننا في جريدة ” سوس بريس ” بأكادير التي كان مدير النشر فيها هو الزميل سعودي العمالكي ، وكنت اشغل مسؤولية رئيس التحرير ، نشرنا افتتاحية حول هيمنة الميز والزبونية في الجامعة الملكية لكرة القدم لفائدة فريق نادي الجيش الرياضي ، وكان يرأسها انذاك ضابط عسكري ومعه في المكتب الجامعي ضباط آخرين ، وهم من قدماء لاعبي فريق الجيش الملكي ، وكان المقال يحمل عنوان ” الجامعة العسكرية ” ، وأذكر أن المرحوم محمد نبرز الصحافي بجريدة الاتحاد الاشتراكي نصح مدير النشر بتغيير العنوان ، واستجبنا في هيأة التحرير ، وتمسكنا بالمضمون ، وتوصلنا بعدها بتهديدات وتنويهات في نفس الوقت ؛ ولأن النقد كان موضوعيا ويحرج العقل والضمير فلم تتعرض الجريدة لأي إجراء تعسفي ، ولربما كان السياق يوحي بانفتاح ومراجعات من فوق ، فالمقال حرر خلال منتصف التسعينيات . ولأن المناسبة شرط ، فأول إشارات العهد الجديد أن الملك محمد السادس ناشد السلطات العمومية ووزير العدل بعدم تحريك متابعات في حق من ينتقده شخصيا ، ترتب عنها أن المشرع الدستوري غير ” التقديس ” بالتوقير ، والجامعة الحالية دشن مدنيتها فوزي لقجع ، نفس الشيء حصل في هيأة الأطباء ، ولهذا أستغرب كيف أن اللاعب الدولي عبد السلام وادو تعرض لحملة تخوين واسعة لمجرد أنه أبدى وجهة نظره في حق مرشح المغرب المدني لعضوية المكتب التنفيذي بالفيفا ، وبذلك تم تقديس المرشح والتضخيم من موقف اللاعب الدولي وابراز قيمة لا يستحقها ، بل إن بعض الإعلام أدرج صورته واسمه إلى جانب صور واسماء بعض المناوئين للقضية الوطنية في الصفحة الأولى ؛ والحال أن الذاكرات الوطنية والعالمية شاهدات على أن كثيرا من المعارضين لأنظمة اوطانهم ما كانوا ليلتحقوا بضفاف الأعداء لولا التجريد من الحقوق الوطنية . وإذا كان لابد من محاسبة وادو أو غيره ممن قد يخطؤون ، فإن الخطأ لا يصلحه الخطأ ، فآليات المساءلة متوفرة ، قانونا وتأديبا وقضاء ، مع إعمال النسبية واللايقينية في الرهان ، وفي رأيي الشخصي لابد من رد الاعتبار لللاعب وادو ابن وادي درعة المغربي ، وأبناء المنطقة أبانوا عن وطنية متميزة ومستدامة تفوق ” أصداء ” اللحظة الوطنية ، لحظة الانتشاء العابرة والتي لن نسمح لها أن تفقدنا مواطنا بريئا لم يقصد ، عن سوء نية ، بتاتا أن يهزم الوطن وبالأحرى مواطنا وطنيا من طينة ممثلنا المدني ( الجامعة جمعية مدنية ) ، في أعلى هيأة كروية في الكون على علتها ، فالمطلوب الآن بعد تهنئة السيد فوزي لقجع ، دعمه وتعزيز دور المغرب في تأهيل الفيفا من أجل تخليق الحياة الرياضية وتطهير الصفوف ، فقضايانا المصيرية والحيوية تحتاج إلى صفاء الذهنيات و نظافة الأيادي خصوصا في عالم لا يؤمن بصداقات بلا مصالح

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube