مستجداتمقالات الرأي

تطورات قرار الإعتراف الأمريكي.. الجزائر تراهن على الظغط الروسي

بقلم شعيب جمال الدين

بعد مرورا ستة أشهر على تغريدة دولندا ترامب التي إعترف خلالها بإسم أمريكا بالسيادة المغربية على صحرائه .
وإستقبال الوفد الإسرائيلي الذي كان من نتائجه إعادة فتح مكتب الإتصال بالرباط المغلق منذ سنة 2002 وما تلاها من حدوث ثوتر في العلاقات الديبلوماسية مع ألمانيا ثم إسبانيا بسبب مواقفهم المعادية للوحدة الترابية للمغرب .

اليوم أظن أن المسؤوليين عن إدارة ملف الصحراء المغربية والسياسة الخارجية عموما في حاجة ماسة إلى من يصارحهم بالأخطاء التي إرتكبوها والفخخ الإستراتيجية التي سقطوا فيها أكثر من حاجتهم إلى مقالات التطبيل الفارغ والتحليلات التنويمية فليس بهذه الطريقة ياصحافة الطابور الخامس يتم التعبير على الوطنية والدفاع عن المصالح العليا لبلادنا .

عندما تكللت جهود رجال الدولة في الرباط على نزع إعتراف دولندا ترامب بسيادة المغرب على صحرائه كان الأمر بمتابة صدمة نفسية مفاجئة للجارة الجزائر التي لم تتوقع حدوث هذا التحول الإستراتيجي في المنطقة حيث كان أمامها وقت طويل حتى تستوعب الضربة القاسية وتشتغل بعد ذالك على إعداد ردة الفعل المضادة.

مخطط المخابرات الجزائرية و الإسبانية

قامت المخابرات الجزائرية بتطبيق تقنية( distraction ) يطلق عليها إستخباراتيا عملية إلهاء الخصم يقصد بها تشتيت مجهوداتك حيث تخلق لك أزمة سياسية مع بلد مجاور تجعل مؤسسات الدولة من أعلى سلطة إلى الإستخبارات وصولا إلى مصالح وزارة الخارجية منشغلة بشكل كامل مع تداعيات هذه المشكلة مما يؤدي اوتوماتيكا إلى إبتعادها مؤقتاً على إدارة الملف الرئيسي الذي يزعج العدو .

هذا بالضبط ماحدث للمغرب مع إسبانيا حيث منح الكثير من الإهتمام والوقت والطاقة لقضية إستقبال زعيم مرتزقة محمد بن بطوش بجواز وهوية مزورة للعلاج بمستشفياتها .
وهي خطة متعمدة بين المخابرات الجزائرية والإسبانية من أجل تجميد تحركات الديبلوماسية المغربية في سعيها لنيل تأكيد إعتراف جو بايدن بسيادة المغرب على صحرائه .

إسبانيا معروفة أن لا وزن لها دوليا وغير قادرة على الثأتير في قرارت البيت الأبيض بخصوص الصحراء المغربية إضافة إلى العلاقة الغير جيدة بين البلديين مند عهد ترامب .
لهذا الجزائر تراهن في المرحلة الحالية على قصر الكرمليين التي تملك عدة أوراق ضغط دولية مؤثرة على سياسة أمريكا الخارجية بداية من سوريا والبحر الأبيض المتوسط وشرق ليبيا و السودان والساحل الإفريقي ….إلخ

شخصيا لا أستبعد نهائياً أن المخابرات الروسية أشهرت هذه الأوراق من وراء الكواليس في وجه سي آي إيه و الكونغرس وإدارة جو بايدن لتحذيرها من أي قرار علاني مفاجئ يخص تأكيد سيادة المغرب على صحرائه وكل هذا التحركات بطبيعة الحال مقابل المصالح الإقتصادية والعسكرية والإستراتيجية التي تجمعها بقصر المرادية الذي ليس له مشكل في تسخير مداخيل الغاز في إتجاه معاكسة وحدتنا الترابية .

على المغرب إستخلاص الدروس وعدم السقوط مستقبلاً في الفخخ التي تبطئ مسيرته في إنهاء مشكل الصحراء المغربية والعمل بديناميكية على تنويع أوراقه الخارجية وعدم الإتكال على الدعم الأمريكي والإسرائيلي واللوبي اليهودي بواشنطن.

يجب على صناع القرار في الرباط التهديد بالتوجه إلى تركيا التي أعتبرها ورقة وازنة على المستوى الدولي توازي إلى حد كبير ورقة روسيا يجب إستغلالها بشكل ذكي وهي تحت حكم أردوغان رغم أن هذا القرار ممكن أن يلقى معارضة من قصر الإليزيه إلا أنه علينا وضع مصالحنا العليا فوق كل إعتبار .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube