عصام لكردمستجدات

قراءة في الحوار الحصري مع جلالة الملك المنشور بحرة بريس

عصام لكرد

لا يختلف أي مواطن مغربي حر على أن جلالة الملك و حسب نص الدستور الذي يعتبر أسمى تعبير عن إرادة الأمة، هو أمير المؤمنين و حامي حمى الملة و الدين، و الضامن لحرية ممارسة الشؤون الدينية، و هو كذلك رئيس الدولة، و ممثلها الأسمى، و رمز وحدة الأمة، و ضامن دوام الدولة و إستمرارها، و الحكم الأسمى بين مؤسساتها، حيث يسهر على إحترام الدستور، و حسن سير المؤسسات الدستورية، و على صيانة الإختيار الديمقراطي، و حقوق و حريات المواطنين و المواطنات و الجماعات، و على إحترام التعهدات الدولية للمملكة، و هو ضامن إستقلال البلاد و حوزة المملكة في دائرة حدودها الحقة.
و ما يجمعنا بملك البلاد أيضا هو رابط بيعة دينية شرعية و وصال روحي متجذر في القلب و العقل لا يقبل الإنفصام، و حب خالص لشخص جلالته لا يفنى و لا ينقطع، فهو الأب، الأخ و المعلم، و النبراس و القدوة، بخطاباته الملكية نستنير و بمضامينها نبني مجدنا و للعلى بخطوات ثابتة نمشي و نسير.
و على ذلك تأسس مقال نشر في موقع حرة بريس التابع للمركز الأوروبي للإعلام الحر الذي لم يقم بحوار مباشر و شخصي مع جلالة الملك، لكن إستلهم الخطب الملكية و وضعها في سياقها الظرفي و اللحظي، لأن الخطب الملكية ليست مناسباتية و محكومة بحدث خاص فقط، بل تعد مرجعا أساسيا يحتدى بها و خارطة طريق وجب السير في ظلالها و إستخلاص الدروس و العبر منها.
فما يعيشه المغرب من هجمة شرسة على وحدته الترابية سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي، و إيمانا من الإعلام الحر بنبل الرسالة التي يجب أن يضطلع بها الصحافي المغربي من أي موقع و في أي مكان، فقد واكبت حرة بريس كل الأحداث بحرفية و مهنية عالية و في دفاع لا يقبل الجدال عن وحدة الوطن و سلامة أراضيه و عن ثوابت الأمة المغربية المجيدة، بل و الأكثر من ذلك، رفضت و لا زالت ترفض أن تكون منصة إعلامية لأي مرتزق أو متملق أو طامح لنفث سمومه داخل الجسد المغربي الواحد، و المقال الذي نشر يوم أمس و الذي حمل عنوان : ” حصري العاهل المغربي الملك محمد السادس في حوار خاص مع مدير المركز الأوروبي للإعلام الحر ” كان طفرة علمية و إعلامية حقيقية تستنبط عمق الخطابات الملكية و تنزلها خير المنازل بإستعمال الأفكار العلمية البحتة  في تزاوج شرعي لا يقبل التأويل أو التشكيك في فحوى الصياغة أو الأهداف الخفية التي ربما توجد فقط سوى في مخيلة من يعشقون التغني بنظريات المؤامرة و محاولة التشكيك في كل ما هو هادف و بناء.
العارف بعالم النفس الأمريكي الشهير كارل روجرز سيتيقن من أن المقال كانت أركانه علمية بإمتياز، فصاحب نظرية الإرشاد العلاجية و التي طورها في مجال التربية كان الآلية التي تمت بها الصياغة، حيث أن صاحب المقال إستعمل البيداغوجية اللاتوجيهية من أجل كسر النمط الروتيني في صياغة النص الصحفي و إعطاء الأهمية القصوى لمحور العلاقة بين الكاتب والمتلقي، في تطبيق تام لنظرية الذات التي ترتكز على ثلاث عناصر أساسية و هي الإنسان، الذات و المجال الظاهري.
فحسب “روجرز” فإن الفرد يختار إستجابته على أساس ما يدركه و ليس على أساس الواقع، و لا يمكن لهذا الفرد فهم ما يدور حوله سوى عن طريق التفاعل مع البيئة المحيطة به.
و إختيار الخطب الملكية في هذا المقال لم يكن عبثيا، بل كان موجها لعموم القراء لإعادة الغوص بين ثناياها من جديد و محاولة إستنباط معانيها و دلالاتها و ذلك بإستعمال أسئلة مباشرة تسهل فهم السياق العام للخطب و إعادة تحيين الإدراك داخل عقل المتلقي و توجيهه بما يناسب الأحداث الدائرة حاليا.
إن الإعلام هو سلاح العصر، بواسطته يمكن غزو العقول و توجيهها بالشكل المطلوب، لذا وجب إتباع السبل العلمية لضخ دماء جديدة و الخروج من النمطية التي يغرق فيها الإعلام المغربي لكي يصبح سلاحا ناجعا في وجه كل جهة معادية للمملكة المغربية، و تفاديا لأي زيف قد يطال الأخبار المتداولة في إطار ما بات يعرف بثقافة ” Fake News ” و حائط صد أيضا في مواجهة موجة الشعبوية التي إنتشرت في مواقع التواصل الإجتماعي و باتت الموجه الآخر للإعلام غير الممنهج و البعيد كل البعد عن أبجديات و أدبيات العمل الصحفي الحر و النزيه.
و ختاما أقول، مهما علت أصوات الفتن لن نسمع إلا صوت الوطن و نحن دائما أوفياء لشعارنا الخالد : الله الوطن الملك .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube