مستجداتمقالات الرأي

في نقد الانتقال من المادية الجدلية إلى الشعبوية الدجلية

(على هامش نهضة الحماس القومي دون بعث الوعي الثوري )

بقلم مصطفى المنوزي

صحيح أنه حصلت تحولات كثيرة كان لها أثر على مستوى الفكر والاختيار ، ولكن رغم سقوط جدار برلين وبعده بغداد ، ظلت قوانين الجدل والتحليل نفسها ، وتحيين نجاعتها سيظل مرتبطا بإرادة توصيف الوقائع بغاية تغييرها ، ولا يعقل البحث عن اصطفافات وتحالفات خارج قانون وحدة وصراع الأضداد ، فالتناقضات لم تعد هي نفسها ، والبنيات تماهت بين ما هو فوقي وما هو تحتي ، في ظل تضخم النزعات اليسارية الانتهازية ، المجهضة للتراكم والمقوضة للمكتسبات ، مما جعل المفارقات تتوحد على إيقاع ” حرب العصابات ” بدل الحرب الشعبية الطويلة النفس والأمد .
من هنا فاليسار يؤدي كلفة تخليه عن تحديده الجدلي للتشكيلة الاجتماعية والاقتصادية غاليا ، فلم يعد مجديا توجيه اللعنة لمخزن هلامي غير معينة مكوناته في الزمن والمكان ، مخزن قوي افتراضيا بسبب إضعاف مواقع الحركة التقدمية وقوى الحداثة التفاوضية و في عمقها تهدد الوجود ؛ بتخوين الحلفاء الطبيعيين أو بتضخيم هيبة الدولة والتحالف مع عملائها وخدامها الأصوليين .
لقد انقضى زمن التشيار ف السما والتقلاز من تحت الجلابة ! وعلينا أن نتساءل عن جدوى استراتيجية النضال على أنقاض بعضنا ، ونعيد استحضار تيمة تلازمنا كل ذكرى :
أيننا من ” إن لهزيمة 5 يونيو 1967 الوقع الكبير على شبيبات اليسار وعلى فشل القيادات البورجوازية الصغيرة الإصلاحية ” وما مصير كل المشاريع التي تطلعت إلى أن تكون بديلة ؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube