شخصيات

حلقة أصدقاء باهي تحتفي بالذكرى 25 لرحيل الكاتب والإعلامي حرمة محمد باهي

احتفت حلقة أصدقاء باهي، يوم 4 يونيو، بمرور ربع قرن على غياب هذا الكاتب والإعلامي والأديب الذي تميز في تاريخ المغرب والعالم العربي. هذا الفقدان، يذكر أصدقاء الحلقة، بغياب آخر، وهي الذكرى الأولى لرحيل سي عبد الرحمان اليوسفي، الذي كان قيد حياته دينامو «حلقة أصدقاء باهي» وكان خلال 23 سنة يساهم، يتابع ويقترح من أجل انعقاد هذه الذكرى والحفاظ على هذه الذاكرة.
عمق الروابط بين الرجلين عكسها التأبين الاستثنائي، الذي قام به سي عبد الرحمان اليوسفي لصديقه، حين قال عنه أثناء تأبينه في كلمة مؤثرة بتاريخ 7 يونيو 1996 بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء «كنت خير من جسد نضال المغرب من أجل استقلاله ووحدة ترابه وتحرير إنسانه ودمقرطة مؤسساته»، وهي كلها كلمات لها معنى عميق في مسار هذا الرجل، والأستاذ اليوسفي كان يعرف اختيارها في حق هذا الرجل، وأضاف في نفس السياق « صدق من وصفوك بالموسوعة المتنقلة، حيث أعجبوا بما كنت تختزنه من ثقافة بلا حدود، ومن خبرة نادرة مشهود لها في مختلف المجالات، وكانت من انشغالاتك الأخيرة وأنت على فراش العلاج في الأيام الأخيرة،إتمام باستعجال «الكتاب الموسوعة « حول صحرائنا الغالية.»
كانت كلمات استثنائية، تعكس عمق ما جمع الرجلين من روابط وقيم ناضلا من أجلها من أجل مغرب مستقل وموحد وديموقراطي. هذا ما يفسر الوفاء الذي ميز العلاقة بين الرجلين، هذا الوفاء جسدته حلقة أصدقاء باهي، التي تستمر اليوم بفضل الوفاء لهذه الذاكرة المشتركة، وللمسار النضالي الطويل من أجل مغرب أفضل. هذا الإطار الذي جمع ويجمع رفاقه، أصدقاءه وكذلك القراء الذين عرفوا الباهي من خلال كتاباته وأعماله في جريدة الاتحاد الاشتراكي، دون أن تتاح لهم فرصة التعرف عليه بشكل مباشر. خاصة أن باهي لم يكن صحفيا عاديا، فقد كان أديبا ومفكرا وكاتبا وصحافيا ومناضلا له رؤية للعالم الذي نعيش به.
محمد الباهي عند وصوله إلى المغرب قادما من الجنوب، كان يحمل مشروعا وطنيا لمد الجسور بين الأجيال، عندما التحق بجريدة العلم بطلب من علال الفاسي، قام بتأسيس جريدة «صحراء المغرب» رفقته، وكان أول مغربي يتحدث بالحسانية في الإذاعة، في برنامج موجه إلى الأقاليم الجنوبية سنة 1958.
أحد رفاق الراحل محمد الباهي، وهو الأستاذ عباس بودرقة، أحد مؤسسي الحلقة، عبر عن فرحته وسعادته لاستمرار المشعل الذي حملته حلقة أصدقاء باهي، والذي يحمله اليوم باحثون جامعيون من جيل الشباب، سواء من خلال العمل الذي قدمه الباحث حسنا شهيد أو من خلال أعمال المؤرخ الطيب بياض.
بفضل هذه الأعمال التي قامت بها الحلقة وأعضاؤها، وخاصة الأستاذ عباس بودرقة، الذي كرس وقته لجمع والحفاظ على وثائق الحركة الاتحادية في الخارج، ولعب دورا أساسيا في الحفاظ على هذه الذاكرة والأعمال وطبع جزءا مهما منها، وكذلك جريدة الاتحاد الاشتراكي التي منحت هذا الأرشيف ووضعته رهن إشارة الحلقة، بتضافر هذه الجهود كلها، والتي انخرط فيها الشباب اليوم من خلال بعض الأبحاث بالجامعات المغربية، أصبحت أعمال باهي ومساهماته معروفة وفي متناول القراء، يقول الأستاذ عبد الحفيظ امزيغ، رئيس الحلقة .
وحسب رئيس الحلقة دائما فإنها أخذت على عاتقها جمع وطبع أعمال محمد باهي، أصدرت الطبعة الثالثة لرسالة باريس، بعد أن نفدت الطبعات السابقة من السوق بسرعة، التي تتضمن التدخلات الأساسية للمشاركين في الاحتفاء بالذكرى 20 التي نظمت بمدينة الرباط، والتي تمت بمشاركة الفقيد عبد الرحمان اليوسفي وعدد من الشخصيات المغاربية والعربية التي كانت ذات ارتباط كبير بالراحل الدكتور حرمة ولد ببانا، الكاتبة السورية حميدة نعنع، وأحد مؤسسي الحلقة إبراهيم اوشلح، والكاتب حسن نجمي.
«أصبحت في ذهن الجميع، نتيجة لإبداعاتك، ونضالك خلال الأربعة عقود الماضية، أصبحت بمثابة مؤسسة فكرية دائمة، تشتغل بدون انقطاع وفي مختلف الظروف من أجل تثقيف وتوعية المناضلين، بل تحولت إلى منارة شامخة تنير وتنعش الرأي العام الوطني، المغاربي والعربي.»يقول الراحل سي عبد الرحمان اليوسفي في تأبين رفيق دربه محمد حرمة باهي ( أحاديث في ما جرى.ص 303).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube