أحمد رباص -حرة بريس
في الولايات المتحدة التي قننت الكيف للاستخدام العلاجي في 26 ولاية والترفيهي في ست ولايات، يدر هذا النشاط عائدات بمليارات الدولارات ومئات الملايين من الدولارات كضرائب ومئات الآلاف من فرص الشغل القار. وهذا مجرد واحد من العديد من الأمثلة.
هل سيجرب المغرب “المعجزة الخضراء”؟ يبدو الامر كذلك. على أي حال، هذا ما تقترحه صحيفة “المساء” المغربية، التي خصصت ملفا عن تقنين الكيف للاستخدامات الصناعية والصيدلانية في عددها الخاص بنهاية هذا الأسبوع.
تمت الموافقة على مشروع القانون ذي الصلة بالأغلبية في مجلس النواب، على الرغم من معارضة الحزب الحاكم. ولكن رغم ذلك، يبدو المغرب بالفعل متأخرا جدا مقارنة بالدول الأخرى التي تستفيد بالفعل من المكاسب المالية غير المتوقعة الناتجة عن هذا النشاط الزراعي.
في هذا الصدد، تستشهد الصحيفة بحالة ولاية كولورادو (الولايات المتحدة الأمريكية).
والجدير بالذكر أن هذه الولاية الأمريكية ترخص للاستخدام الترفيهي لنبتة الكيف، على خلاف المغرب الذي يسمح بزراعة القنب الهندي للاستخدامات القانونية فقط.
لمزيد من التوضيح، تم تقنين زراعة واستهلاك القنب في هذه الولاية عام 2013. يباع فيها النبات للبالغين في عبوات من 14 غرام توزعها متاجر بلغ عددها 108 وتستقبل أكثر من 400 زبون في اليوم.
الفوائد الاقتصادية لهذا النشاط هائلة، تعود أولاً على قطاع السياحة، وكذلك على العقارات والخدمات.
أما الإيرادات الضريبية الناتجة عن هذا النشاط، فتبلغ في مجموعها أكثر من 10 مليارات دولار في السنة، وهو أكثر بكثير مما يدره نشاط المشروبات الكحولية من الضرائب. كما أتاح خلق 18000 فرصة شغل.
فضلا عن ذلك، تشير الصحيفة اليومية إلى أن سوق القنب مليء بالعصائر لدرجة أنه أحد أكبر منتجي النبيذ، وقرر ثالث أكبر منتج لهذا السائل المسكر في الولايات المتحدة ان يستثمر رساميل ضخمة في هذا القطاع.
عموما، قالت الصحيفة إن 26 ولاية أمريكية تصرح بزراعة القنب للاستخدام الطبي والصيدلاني بينما ترخصها 8 ولايات أخرى لأغراض ترفيهية.
سيرا على هذا النهج، قامت العديد من البلدان الأخرى حول العالم بتقنين الكيف من أجل ان تجني الفوائد بالفعل. في أمريكا الشمالية، بلغ رقم معاملات سوق القنب الهندي 6.7 مليار دولار خلال عام 2016، بزيادة 34 ٪ عن العام السابق.
يلاحظ أنه بالنسبة للمكسيك، التي تستعد هي الأخرى لتقنين زراعة الماريخوانا، تشير التوقعات المختلفة إلى أن رقم معاملات السوق الوطني للأدوية والترفيه سوف يتراوح بين خمسة وستة مليارات دولار بحلول عام 2025. ويمثل هذا جزءا كبيرا من الإجمالي العالمي المتوقع وصوله إلى 73.57 مليار دولار في عام 2027 ، وفقا لعدة دراسات.
ومن المتوقع أيضا أن يجلب ما بين 900 مليون دولار و 1.7 مليار دولار من الضرائب السنوية، وفقا لتقديرات الكونغرس المكسيكي وتلك الخاصة بالمجلس المكسيكي للكيف القنب.
منذ ديسمبر 2020، عندما قامت لجنة المخدرات، وهي الهيئة الرئيسية لصنع القرار في الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات، بإزالة الكيف من قائمتها الخاصة بالعقاقير الأكثر خطورة، وقررت عدة ولايات تقنينه، كما تؤكد الصحيفة اليومية.
دول آخرى أكثر عددا، اتخذت هذا القرار منذ وقت طويل. في الوقت نفسه، تضاعفت الدراسات حول الاستخدامات العديدة لهذه “العشبة” في جميع أنحاء العالم.
