عصام لكردمستجدات

ورقة بن بطوش التي كشفت عورة إسبانيا و الجزائر

بقلم : عصام لكرد

ما على المتتبع للأزمة المغربية الإسبانية سوى التحلي بالصبر لإستشراف حقائق مهمة عن غموض طال أمده منذ دخول كبير الإنفصاليين للأراضي الإسبانية.
لقد عاد “بن بطوش” للجزائر كما خرج و حضي بعناية خاصة من لدن رئيس الجزائر “تبون” و بمباركة من كبير قادة الجارة الشرقية العسكريين “شنقريحة” و في تغطية إعلامية درامية فاشلة ترسخ للحقد الدفين الذي يختزنه قلب و عقل النظام الجزائري إتجاه المغرب.
رحب “تبون” بكبير الإنفصاليين ترحيبا فاق الوصف و لم يحظى به حتى أبناء الشعب الجزائري الذين يعانون ويلات نظام سرطاني بائد نهش الجسد الداخلي للبلاد منذ الإستقلال سنة 1962 و لا زال، و أعطى “شنقريحة” التحية العسكرية لزعيم الإنفصاليين ليضفي طابع الشرعية على رئيس وهمي يلعب دوره بإتقان في مسرحية فاشلة إستمرت الجزائر في إخراجها لسنوات و سنوات.
بعد التحية و السلام و الإطمئنان و المتمنيات بالشفاء، حدث لسان رئيس الجزائر بما تم كتمانه لمدة، فقد أثنى على “غالي” لأنه إمتثل للعدالة الإسبانية و كأن محاكمته تمت عن (طواعية) و ليس بضغط مغربي و حقوقي و إعلامي، و إعترف “تبون” أمام الكاميرات بأن الجزائر و إسبانيا شريكين في جريمة إنسانية حين شكر الرئيس الجزائري إسبانيا على قبولها لإستقبال زعيم الإنفصاليين فوق أراضيها للعلاج، و هو إعتراف صريح من أعلى مستوى بكل ما ذكر سابقا أن الإرهابي دخل بجواز سفر جزائري مزور و بمباركة النظام الجزائري و برضى الجانب الإسباني رغم المتابعة القضائية في حقه، و هذا ما كان قد تم نفيه سابقا قبل أن يكشف المغرب بالتفصيل خيوط المؤامرة.
و ما يؤكد أن النظام الجزائري ما زال ينتشي بعهد النظام الشيوعي الزائل هو إستعمال مصطلحات أكل عليها الدهر و شرب من طرف الرئيس الجزائري من قبيل مصطلح “الثوريين” الذي وصف به كبير الإنفصاليين و أشار أن مفهوم العدالة يقتصر فقط على قضية الصحراء في تحوير حقير و خطير لقدسية العدالة حتى لا يتم إسقاطها على القضايا الداخلية للجزائر و الأصوات المطالبة بعدالة إجتماعية داخلية حقيقية من خلال حراك شعبي سلمي للشعب الجزائري الذي كسر حاجز الصمت و تحدى وباء كورونا لتحقيق مطالب مشروعة طال إنتظارها، و عدالة قضية سكان منطقة القبائل الذين يرغبون في إقامة دولة مستقلة و غير ذلك من القضايا. و هنا سأقتبس جزء من بلاغ وزارة الخارجية المغربية ردا على إسبانيا و سأوجه نفس الكلام للنظام الجزائري :  ” لا يمكن أن تحارب الانفصال في بلدك وتشجعه في بلد جار لك ” .. بيد أن نظام الجزائر يحصر مفهوم العدالة و المبادئ الأممية كحق الشعوب في تقرير مصيرها في قضية تمس الوحدة الترابية للمملكة المغربية فقط لا غير.
و هزم إبراهيم “الرخيص” النظام الجزائري الذي يدعمه بالضربة القاضية في لقطة غبية جدا حين قال أن لا يوجد شخص في الجزائر يحظى بعناية فائقة مثل التي يحظى بها هو، و كأن “غالي” يعد أغلى و  أعلى مرتبة و مكانة من المواطن الجزائري الذي لا يحظى بمثل هكذا عناية، و بذلك أفشل المجرم بن بطوش الحبكة الجزائرية في صياغة مشهد تلفزي للإستعراض و كشف عورة نظام جزائري مستبد و مجرم و راع للإرهاب و الإرهابيين أولا أمام شعبه و ثانيا أما الرأي العالمي الدولي.
و لم يتوقف غباء الرئيس الجزائري عند هذا الحد، بل صرح لصحيفة ” le point ” الفرنسية أنه لن يفتح الحدود مع جار يعتدي عليه يوميا و أن المغرب هو من يدكي نار القطيعة مشيرا إلى النظام الملكي و ليس الشعب المغربي في محاولة يائسة بائسة خبيثة لإيصال رسالة ملغومة قوامها أن الملكية في واد و الشعب المغربي في واد آخر و هو العارف حق المعرفة أن الملكية و الشعب في المملكة المغربية جسد واحد غير قابل للتفريق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube