حيمري البشيررسائل

أنا متأكد أننا سنتجاوز الأزمة في المغرب

قلتها وأكررها أنا مغربي وأفتخر ،ومتمسك بمغربيتي كجاد المالح وغيره وقد يتساءل البعض لماذا هذا الهوس بتمغربيت.فأجيب بصراحة الزلزال بخسائره في الأرواح ،جعلني أقدر قيمة الإنسان المغربي بقيمه المثلى .المغرب أصبح حديث الساعة في العالم،وبالأمس لمست التضامن العالمي مع المغرب في عالم الكرة،ولمست موقف المديرة العامة للبنك الدولي التي قررت أن تعقد اجتماع رجال المال والأعمال في عاصمة النخيل مراكش.وقررت أن تمنح المغرب قرضا بقيمة مليار ومائة مليون دولار لتجاوز المحنة التي يمر بها،وهي مصرة على أن يكون اجتماع البنك الدولي في عاصمة النخيل .ماجعلني أتمسك أكثر بمغربيتي هو استمرار التضامن الشعبي المغربي للموظفين من كل الفئات،رغم الإكراهات التي نمر بها لأننا ابتلينا بحكومة تمتص دماء الشعب بدون رحمة ولا شفقة .لقد طالعت على أخبار تضامن الموظفين من كل الفئات،وبحثت عن تضامن الوزراء الأغنياء فلم أعثر على إسم من الذين يمتلكون الأموال الطائلة ويغدقونها على بناتهم وأبنائهم منهم من يفضل أن يتابع إبنه دراسته في كندا كوزير العدل الذي بات يهدد كل من ذكر إسمه في خرجة إعلامية،والمفاجأة الغير المنتظرة هي الحوار الذي أجرته شوف تفي مع مدللة رئيس الحكومة التي فاجأت المغاربة بأثمنة الملابس التي تلبسها والذهب الذي تتقلده والسيارة الفاخرة التي تملكها ،لكنها تعاني هي كذلك كباقي المواطنين والمواطنات من غلاء أسعار البنزين ،ومن دون شك أنها فيها قليلا من لفشوش لأن أبوها هو مالك محطات البنزين المسمات إفريقيا واستثمارات ضخمة في الجزائر العدو .وأعود لحملة التضامن المالي الشعبي للموظفين لإعادة الإعمار في المناطق المنكوبة.فقد كان أول المساهمين جلالة الملك بمليار ومائة مليون درهم فأين تضامن أغنياء المغرب وعلى رأسهم أخنوش ويليه من أرسل إبنه للدراسة في كندا وأخوه الذي يملك شركات متعددة وأنشأ مؤخرا كلية خاصة للطب في آكادير ستذر عليه مزيدا من الأموال من دون شك .ثم ما موقع الأحزاب السياسية والبرلمانيين مما يجري في المغرب .لماذا لم يتبرع البرلمانيون براتب شهر أوشهرين ماداموا أنهم في غالبيتهم لهم مداخيل متعددة ويستفيدون من سيارات الدولة ومن بنزين الدولة.لماذا سكت رجال الإعلام المغاربة من فضح مايجري في إطار التضامن الشعبي .وهي مرحلة لا يجب أن يتركوها دون أن يسجلوا مواقفهم للتاريخ ،وكشف الحقيقة المرة للعديد من رجال السياسة والمال الذين يمتصون دماء الشعب المغربي .زلزال الأطلس نقمة ونعمة ،نقمة لأن أرواحا غادرت الدنيا وعاشت دون أن تتمتع بخيرات وهبها الله لتلك الأرض الطيبة ،ندعو الله لهم بالرحمة والمغفرة وهم من دون شك في مقام الشهداء ،ونعمة لأن من بقوا من ساكنة المنطقة على قيد الحياة ،فإنهم سيعيشون حياة تختلف عن حياة البؤس والذل والهوان ،سيعيشون حياة كريمة لأنهم قدموا ضريبة بسبب الفقر وغياب الحياة الكريمة وسكوتهم عن الفاسدين من السياسيين الذين كانوا يمتصون دماءهم بدون ضمير .الزلزال وجه رسائل عديدة للأحياء وللمسؤولين .للأحياء لكي يستيقظوا من سباتهم ومن الآن فصاعدا لا يضعون ثقتهم في السياسيين الذين يمتصون دماء شعبهم .الذي أعطى صورة وضاءة في التضامن.الزلزال كشف حقيقة العديد من الوزراء ورأسا الأحزاب وأصحاب المال .المغاربة بينوا للعالم بأنهم شعب التحدي والتضامن .وأن مسيرة البناء سوف تستمر وأن الشعب قد استيقظ ومن الآن فصاعدا لا مكان للفاسدين وللناخبين للمال العام ولغير المتشبعين بقيم التضامن والتكافل .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube