حزبيات مغربيةمستجدات

محمد الكنودي يوجه رسالة إلى محمد حفيظ ويدعوه فيها إلى الاستقالة من مهمته كنائب لنبيلة منيب

أحمد رباص – حرة بريس

في اليوم الثالث من أيام عيد الفطر، طلع علينا محمد الكنودي، عضو الحزب الاشتراكي الموحد، بتدوينة هي عبارة عن رسالة موجهة إلى رفيقه محمد حفيظ بصفته نائبا للأمينة العامة نبيلة منيب.
يقول الكنودي قي بداية رسالته إنه فكر في الكيفية التي سيكتبه بها وتساءل في قرارة نفسه: لم لا يتصل به مباشرة ليخبره بفحوى رسالته؟ ولم لا يكون الأمر متاحا للجميع، طالما ان الذي سيخبره به ليس سرا.
اعترف المرسل بانه اصيب بالحيرة في الجواب على سؤال كيف يمكن أن يدبج رسالة موجهة لشخص، لكنها مكتوبة على وسيط اجتماعي. وكامتداد لحواره الداخلي، تاكد لديه أن الأخ حفيظ سيتفهم الامر، فهو يعرف، بل هو مقتنع بأن الشأن الحزبي شأن عام، ولا يضيره أن يقرأ هذه الرسالة عبر فيسبوك، مع شكه في هذا الأمر.
قبل الدخول في صلب الموضوع، ارتأى المرسل تذكير المرسل إليه ببعض “الصفحات النضالية الجميلة التي شارك فيها او كان هو صاحبها، والتي لازالت تذكر للحين، أو كيف كان يطرز ، في تجارب اعلامية متميزة، مقالات الرأي التي لم تكن تخطئ وجهتها، وعرت واقعا بئيسا او فضحت زواجا كنسيا بين اصحاب السياسة واصحاب المال.”
كان بود محمد الكنودي لو انه كتب عن تلك الفتوحات، لكن الرفيق محمد حفيظ، في نظره، حال دون ذلك الخيار، بعدما استرعى انتباهه أن “قلمه لم يعد يتطرق للمواضيع المهمة والكثيرة والكبيرة التي يناضل من أجلها الحزب الذي يوجد هو في مكتبه السياسي، بل يشغل مهمة نيابة الامينة العامة.”
لمزيد من التوضيح، ذكر كاتب الرسالة أن رفيقه توقف عن كتابة مقال يوازي من حيث الأهمية المقال الذي كتبه حول محاولة تدخل وزارة الداخلية في موضوع زيارة النائب البرلماني للحزب لمدينة جرادة، وهو المقال الذي انتهي إلى علم المرسل بأن نائب نبيلة منيب عارض اصدار بيان بنفس محتواه من داخل المكتب السياسي.
“ربما عذره أن الأخ دخل مجال التدريس الجامعي، وهذا يأخذ كل وقته ما بين اعداد الدروس، ومراجعة العروض، ومراقبة الطلبة، ومواكبة بحوثهم، والاهتمام بالبحث العلمي الشخصي.”، يخمن محمد الكنودي.
لكن سرعان ما يتخلى الأخير عن افتراضه لانه لاحظ أن المعني بالرسالة يخصص من وقته لمتابعة انشطة امينته العامة، نبيلة منيب وهذا ليس فقط حقه، بل واجبه التنظيمي، لانها لسانه، كما هو لسانها، ولانه على هذا الاساس قبل مهمة أن يكون نائبها، أو هكذا يتصور صاحب الرسالة وفق ما يعرف في ادبيات التنظيم، يسارا كان او يمينا.
الى هنا الامر طبيعي بالنسبة للمدون، لكن الذي لا يجده طبيعيا هما أمران، الاول أن خفيظ يشحذ قلمه في نقد خطاب أمينته العامة ولا يتوانى في الوقوف في منصة الواعظ واعطاء الدروس حين يقتطع لها جملة او موقفا لا يتوافق مع ما يفكر فيه، ولكنه يختفي حين يكون لها مواقف وخطابات يتحدث عنها ويتبانها ويستحسنها البعيد قبل القريب.
من ذلك يستنتج محمد الكنودي أن قلم محمد حفيظ لا يتسم بالتوازن، فهو ليس متوازنا في حديثه عن الدكتورة نبيلة منيب. هو حاضر بسرعة واستفاضة حين يكون الموضوع نقدا، وغائب في ما عداه.
والأمر الثاني – يتابع الكنودي- هو انه لا يفهم لماذا يختار إيصال نقده لشخص عبر الفيسبوك مع أنه سيلتقي به نهاية الأسبوع، بمناسبة اجتماع رسمي.
في ختام رسالته، ينصح الكنودي رفيقه حفيظ بتقديم استقالته من مهمته كنائب للأمينة العامة اذا لم يكن يرى أن الأخيرة لا تقول ما يتفق عليه، وإذا لم يحس بأنها لسانه، ويجعلها تحس بأنه لسانها.
إنه ملزم من الناحية السياسية والفكرية والاخلاقية -يؤكد الكنودي – بأن يقدم استقالته من مهمة نائب الامينة العامة، ويحتفظ بمقعده في المكتب السياسي، وبعدها قد يكون لكتاباته معنى ودلالة.
بطبيعة الحال، لم تمر هذه الرسالة دون إثارة ردود أفعال من المنتمين للحزب والمتعاطفين معه. ونظرا لصعوبة إدراجها هنا بالجملة، نكتفي بالوقوف عند نماذج منها.
أبدى كاتب التعليق الأول عدم اتفاقه مع رفيقه كاتب الرسالة، متسائلا عما إذا كان من الضروري لأي رفيق أبدى ملاحظة حول شيء يخص الأمينة العامة أن يقدم استقالته.
معلق آخر اعتقد ان الرفيق حفيظ يلعب دورا مهما من داخل المكتب السياسي من أجل كبح جماح الأمينة العامة المنتهية ولايتها ومنعها من الانزياح يمينا وجر الحزب جهة التمخزن.
في حين كتب ناشط ثالث مدافعا عن نائب الأمينة العامة: ما أحوجنا الى مناضلين صادقين من طينة الرفيق محمد حفيظ قادرين على الحفاظ على الخط السياسي للحزب و الدفاع عن أفكاره و مبادئه بكل حنكة و ووضوح بعيدا عن مستنقع الشعبوية الذي جرتنا اليه المنتهية ولايتها ومن يدور في فلكها من الطبالة و العياشة والانتهازيين الباحثين عن موطئ قدم في حضن المخزن.
.وقال معلق آخر إن ما إستنبطه من الرسالة هو أن صاحبها أخد موقع المحامي و المدافع عن الأمينة العامة ولم يعرف عنه يوما أنه أخذ الكلمة لينتقد الأمينة العامة أو المكتب السياسي، بالعكس كان دائما الشخص الذي لا يدخل في الصراعات ويبقى متفرجا لكي تبقى علاقته طيبة مع العموم. إنه يتمنى ان يتحلى بالشجاعة يوما ما، مع التعبير عن الأسف من كون رسالته لن تتعدى باب المقر المركزي.
ومن بين التعاليق الساخنة ما قاله أحد الرفاق من أن حفيظ يتصدى للسيدة منيب التي تريد جر الحزب نحو الاعتاب الشريفة لدار المخزن، مؤكدا أنه يختلف باحترام ويدافع عن مواقفه بشكل راق ولا يلجأ للأساليب المدانة كالشعبوية والتخوين والمظلومية متل السيدة منيب.
وفي إطار هذا الجدل الذي أثارته رسالة محمد الكنودي، عبر أحد الرفاق عن أسفه عليها، محبذا لو كانت تدوينته تسير في الاتجاه الآخر، يقصد تقويم الخلل الذي أصاب الحزب نتيجة الانقلاب على مخرجات المؤتمر الوطني الرابع من طرف أحدهم، غير انه شحذ سيفه وتوجه به إلى من يحاول جاهدا إعادة الحزب لسكته.
في نفس السياق، اعتقد رفيق آخر أن حفيظ ومعه اعضاء المكتب السياسي تقاعسوا لمدة طويلة، حيث كان عليهم ان يوضحوا ما يجري داخل المكتب السياسي مند مدة طويلة. فما يجري الآن في الحزب – حسب هذا الناشط الفيسبوكي – هو إخفاق واضح وضوح الشمس للقيادة الحالية، واذا رمنا عرض تفاصيله يلزمنا ساعات وساعات، لكنه يعتقد أن البيان ضرب في الخط السياسي للحزب وكان من الواجب الوقوف عنده وما قام به الرفيقان حفيظ وشناوي كان من صلب مهامها.
لكن معلقا آخر لم يستوعب الرسالة التي أراد إيصالها متضمنة الدعوة للاستقالة من المسؤولية. هو لا يدري هل الكنودي يتكلم بصفته التي يعرفه بها كمكلف بصفحات الأمينة العامة، أم بصفة أخرى.
واكتفى مشارك في هذا الجدل بطرح مجموعة من الأسئلة: هل كل من اختلف مع الأمينة العامة مجبر على تقديم استقالته من المسؤولية الحزبية التي انتخبه المؤتمر لتحملها؟
أين تركت كل الترسانة التي يتوفر عليها الحزب من القوانين والأنظمة ومدونة السلوك وغيرها؟ أين رسالتك من الحق في الاختلاف واحترام الرأي والرأي الآخر ونحن نتعايش داخل حزب متعدد المشارب والمكونات؟
في محاولة للإجابة، قال نفس المشارك: يبدو أن مدونة السلوك تحتم على كل من يتواصل مع خصوم الحزب ويتخذ قرارات دون العودة للمؤسسات هو من يحق عليه أن يقدم استقالته.
ووفاء منه للطريقة التي صاغ بها تدخله، تساءل مجددا: هل ضاق بك الحال لهذه الدرجة حتى أصبحت مقتنعا بضرورة أن يقدم رفيق لك استقالته من المسؤولية الحزبية فقط لأنه انتقد الأمينة العامة للحزب؟ ثم أضاف مستدركا: الاشتراكي الموحد هو حزب يضم مدارس يسارية متعددة، خطه السياسي واضح منبثق من أرضيته التي صادق عليها المؤتمر الأخير. ومن انسلخ عن الأرضية وعن الخط السياسي للحزب هو من تجب مساءلته.
ولهذا هو لا يحبد أن يستقيل اي مسؤول(ة) قبل أن يحاسب. بالنسبة له، واهم من يظن أن المناضلين الحقيقين الذين خبروا كل هذه المناورات سينسحبون من مسؤولياتهم الحزبية ومن حزبهم الذي اسسوه بمجهوداتهم الفكرية والنضالية ومساهماتهم المالية وتضحياتهم المشهود لهم بها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube