ماذا قدم العرب للمغرب؟

بقلم : عصام لكرد

ماذا قدم العرب للمغرب؟ هل توفي جندي عربي واحد فداءً للمغرب؟ هل أرسلت الدول العربية جيوشها لتحرير الصحراء المغربية أو تحرير سبة و مليلية؟ هل يوجد قبر جندي عربي واحد فوق التراب المغربي؟

صور بألف معنى لزيارة الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله و الملك الحالي محمد السادس حفظه الله لقبور الجنود المغاربة في سوريا و الذين ضحوا بأرواحهم ضمن التجريدة المغربية المشاركة في حرب 1973 المكونة من لواء الدبابات الوحيد الذى كانت تمتلكه القوات المسلحة الملكية المغربية فى ذلك الوقت.
و إذا نسي الجميع أو تعمدوا النسيان فإن التاريخ يأبى ذلك حيث تمكن الجنود المغاربة لوحدهم من تحرير جبل الشيخ الإستراتيجي بهضبة الجولان و المطل على دمشق و تل أبيب.
لكن و لأسباب غير معروفة، قام حافظ الأسد بخيانة الوحدة المغربية و أمر بسحب الجنود السوريين و لو يوفر التغطية الجوية لهم، و ذلك دون إشعار الجنود المغاربة الذين تركوا ليواجهوا مصيرهم و صاروا تحت مرمى نيران الطائرات الإسرائيلية، لولا تدخل الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي أمر سلاح الجو العراقي بتأمين التجريدة المغربية التي كان سيتم إبادتها بالكامل.

رياح المشرق العربي في زمن القومجية العربية كانت نسائمها مسمومة ملغومة بنار العداء للمغرب و الرغبة في إطاحة النظام الملكي في المغرب و زعزعة إستقرار الوطن، إنطلاقا من جارتنا الشرقية الجزائر التي سعت في عهد بومدين و لا زالت تسعى سعيا لتدمير المغرب .. الجزائر التي تحالفت مع جمال عبد الناصر و مع معمر القذافي للإطاحة بالملك الراحل الحسن الثاني، و هي مستعدة للتحالف مع الشيطان شخصيا لتحقيق مآربها .. الجزائر التي ضحى المغرب في وقت صعب من تاريخه برجاله و نسائه و ماله و أرضه في سبيل نصرة الثورة الجزائرية يجني ثمار العداء من دولة ناكرة للجميل، و قس على ذلك الفلسطينيين الرافضين للإعتراف رسميا بالسيادة المغربية على صحرائه رغم كل ما قدمه المغرب و لا زال يقدمه من أجلهم .. لا ننتظر دعم أحد و لا مساندة أحد، لكن كنا نتوسم في دول ننعتهم بالأشقاء و قدمنا من أجلهم النفس و المال من أجل نصرتهم أن يحتكموا لمنطق العقل و أن يعودوا لجادة الصواب و أن يعرفوا أننا كنا و لا زلنا دولة الأفعال و ليست دولة أقوال و شعارات زائفة.