أخبار دوليةمستجدات

الغارديان البريطانية.. الاعتراف والاحتفال بوعد بلفور أسوأ خطإ في تاريخها

أحمد رباص – حرة بريس

بمناسبة مرور مئتي عام على تأسيسها، نشرت صحيفة الغارديان البريطانية يوم سابع ماي الجاري تقريرا تضمن أفدحَ الأخطاء الصحفية التي ارتُكبت خلال مسيرتها الإعلامية التي دامت قرنين من الزمن!
واعتبرت الصحيفة أن تغطيتها لوعد بلفور عند صدوره عام 1917م كانت من أفدح أخطائها، لأن هذا الوعد غيَّر العالم حينما سهَّل تأسيس، (وطن قومي لليهود في فلسطين) الذي كان خطأ فادحا، لأنه منحاز للحركة الصهيونية.
وجاء في التقرير أنَّ إسرائيل اليوم ليست هي البلد الذي تنبأت به صحيفة الغارديان، ما يوحي بأنها سقطت في أسوإ خطأ عرفه تاريخها نتيجة استماعها إلى أنصار الصهيونية وتغاضيها عن حقوق الفلسطينيين.
وأضافت د: عندما وعد آرثر بلفور وزير خارجية بريطانيا آنذاك قبل 104 سنة بالمساعدة على إنشاء (وطن قومي للشعب اليهودي) في فلسطين غيرت كلماته العالم.
وأكدت الصحيفة دعمها لصدور وعد بلفور آنذاك قائلة: “دعمت صحيفة الغارديان الوعد الصادر عام 1917 واحتفلت به ويمكن القول إنها ساعدت على تسهيل وعد بلفور.”
واعترفت الصحيفة بأن تغطيتها لوعد بلفور في حينه تحكم فيها توجه الصحافي سكوت الذي أشرف عليها والذي كان لا يخفي نصرته للحركة الصهيونية.
وكانت ردود المنظمات الصهيونية في بريطانيا غاضبة على هذه المراجعة التاريخية للصحيفة التي سيكون لها آثارها المستقبلية، فقد أعلنت رئيسة الجاليات اليهودية، ماري زيال، وكذلك السفارة الإسرائيلية في لندن، وجمعية مكافحة التمييز اليهودية عن غضبها على الصحيفة، لأنه يقوِّض مشروعية دولة اليهود الوحيدة في العالم!
يثير مقال الصحيفة تساؤلات حقيقية حول مشروعية الوعد ونتائجه على أرض فلسطين. فهل يا ترى بدأ رصيد إسرائيل من الشرعية في التآكل عند النخب السياسية في بريطانيا والغرب ودخل مرحلة الانحدار؟ وكيف سيوظف الفلسطينيون والعرب هذا التوجه الجديد المعلن؟ وما موقف الحكام العرب الذين هرولوا للتطبيع مع الكيان الصهيوني؟ اسئلة سوف يتكفل المستقبل بالإجابة عنها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube