مستجداتمقالات الرأي

سداجة قد تعيد المكتسبات النضالية إلى مربع الصفر

الرباط بأزرار أبوسرين

المشاركون في الوفد عن مسيري و أرباب القاعات في لقاء السيد رئيس الحكومة يوم الأربعاء 5 ماي 2021 هم رجال صادقون في نضالهم ولا أحد يشك في طوية سريرتهم حتى أنهم رجال صدقوا ماعاهدوا المناضلين عليه في السر وفي العلن كما أن لا أحد يشك في نواياهم الحسنة التي لا يختلف عليها إثنان وأنهم رجال أبلو البلاء الحسن في مهنتهم كمقاولين ناجحين في مجال الحفلات والتظاهرات كمسيرين وأرباب قاعات الحفلات وتاريخهم شاهد على ذلك ؛ لكن الترافع في قضايا يتقاطع فيها العلمي والإجتماعي والإقتصادي تلزمه مخالب سياسية مجربة ومناورة في حوار التفاوض وخبرة في العمل النقابي لانتزاع الحقوق لأن الحق يؤخذ ولا يعطى كما تقول القاعدة .
إن منازلة الدكتور سعد الدين العثماني سياسيا في الترافع حول القضايا الحساسة كملف الحفلات والتظاهرات ليس بالأمر الهين ؛ فالرجل دبلوماسي كبير حين غادر الحكومة كوزير للخارجية وسياسي محنك حين عاد إليها كرئيس من الباب الواسع نهيك عن أن الرجل وبحكم مهنته خبر النفس البشرية بتجربة طويلة قل نظيرها عند الكثيرين لذلك كان الذهاب إلى هذا اللقاء دون إعداد قبلي خطأ استراتيجيا جسيما ينطوي على مخاطر قد لا تحمد عقباها كما انه يشكل إشارة إلى المهنيين قصد إعادة ترتيب البيت الداخلي .
لقد نجح السيد رئيس الحكومة وبإقتدار في إمتصاص غضب المهنيين حين أدخل المشاركين في هذا الوفد إلى عيادته الحكومية وأخرجهم منها وهم في إنتشاء طفولي بريء كأن لقاء السيد الرئيس كان هدفا في حد ذاته . فالمشاركون في هذا اللقاء تقاسموا صورهم على مواقع التواصل الإجتماعي بفرحة كبيرة كمن عاد من المعركة منتصرا قبل أن يصيغوا مايشبه البلاغ وهو عبارة عن فقرة إخبارية عن اللقاء تفتقر إلى أبسط شروط المهنية والحرفية .
لقد كان على الوفد أن يسائل السيد رئيس الحكومة عن مصير المراسلات بذلا من تمكينه من نسخ لها لا أحد يعلم مصيرها .
كما ان السيد رئيس الحكومة ليس في حاجة إلى إطلاعه عن أحوال القطاع فالتوقف عن العمل لمدة سنة ونصف تغني عن السؤال .
ألم يكن حريا بالمشاركين في هذا اللقاء الإستعانة بخبراء في الإعلام السياسي ومستشرين في التفاوض ومتمرسين في العمل النقابي والسياسي لأن تدبير الملف يحتاج إلى طكتيك ومناورة على مستوى التفاوض والحوار وطرح القضايا وفق أجندات معينة .
لقد كان على المشاركين أن يعملوا على بيان مشترك مع رئاسة الحكومة حتى تكتسب أقوالهم القوة الإبرائية سياسيا والمناعة التفاوضية ترافعيا كما كان عليهم العمل على توقيع محضر مشترك يلزم الحكومة أخلاقيا وقانونيا التعامل مع الملف بشكل جدي وبكل مسؤولية وداخل أجل معلوم لأن الوقت كما يقال كالسيف إن لم تقطعه قطعك .
لقد كان على الوفد المشارك أن يعمل على فرض ممثل له داخل اللجنة العلمية واللجنة اليقضة بصفة ملاحظ على الأقل لإبداء الرأي في ما هو مهني . وقد نقل عن الوفد ان السيد رئيس الحكومة مستعد لمساعدة القطاع كي يستأنف عمله بعد شهر رمضان ؛ وفي غياب الأجل الزمني لهذا الإستئناف فإن ما بعد رمضان قد يمتد إلى 30 شعبان القادم هذا إذا إستكمل الثلاثين .
إن الوفد المشارك عن مسيري وأرباب القاعات قد سقطوا في فخ السداجة فنحن لا نعلم هل هذا القاء كان تواصليا أو إستطلاعيا وهل كان حبيا أم داخل أي إطار يمكن أن ندرجه ؟ والأكيد أنه ليس رسميا فرئاسة الحكومة لم تجند له الإعلام الرسمي لتغطيته كما هو معمول به في البروتوكول المعتمد حين يتم إستقبال الجمعيات المهنية الوازنة .
إن تدبير الملف على هذا المستوى شابته إختلالات عديدة خاصة على مستوى المنهج والتأطير السياسي والإعلامي ومن هنا يجب ألا تعلق عليه آمال كثيرة لأنه لقاء خال من الوثائق الملزمة للحكومة كما وردنا سلفا من قبيل إعلان وتوقيع محضر مشترك في الموضوع .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube