مقالات الرأي

أَمْرِيكــا هي الطَّــاعُونُ من يوم التَّكْوينِ إلى يوم الدِّينِ


مليون انفجار في المدينة/وأمريكا على الأسوار،
تهدي كل طفل لعبة للموت عنقودية/يا هيروشيما العاشق العربي،
أمريكا هي الطاعون و الطاعون أمريكا،
إنها أمريكا التي هي الطاعون بوصف “محمود درويش ” شاعر الثورة الفلسطينية فلقد أبدع عندما أسقط كل توصيفات وتشبيهات حرب أمريكا على الشعوب العربية وخاصة الشعب الفلسطيني في قصيدة (مديح الظل العالي) فتاريخيا العالم كله يعلم أن أمريكا قامت كدولة وفق خطة إحلال شعب مكان آخر إحلال المهاجرين الغربيين بديلا عن شعب الهنود الحمر السكان الأصليين في أمريكا وأصحابها وملاكها وبمقارنة سريعة مع كيفية قيام الكيان الإحتلال الصهيوني فوق أرض فلسطين سنجد أن الأسلوب في أمريكا وفي فلسطين واحد وأنه قد خرج من بوتقة الغرب نفسه تدمير شعب وقتله وإحلال شعب بديل غريب وإقامة وطن وكيان آخر مكانه، وتعكس القصيدة إلى حد كبير معاناة الشعوب التواقة للتحرر مع أمريكا فسياسة الحكومات الأمريكية المتعاقبة ودس أنفها في كل صغيرة وكبيرة وخاصة فيما يتعلق بالصراع العربي مع الكيان الصهيوني وتزويده بكل الدعم السياسي والإقتصادي والكيل بميزان أعوج ودائما الكفة الراجحة فيه تميل لصالح اسرائيل، فالشعوب العربية وعلى رأسها الشعب الفلسطيني يكره أمريكا لأنها تغلغلت فيها الصهيونية والمسيحية المتطرفة وأصبح نصف موظفي البيت الأبيض تابعين لجماعات التأثير الصهيونية أو ما يسمى باللوبي الصهيوني في أمريكا المعادي للإسلام وللعرب بمختلف انتماءاتهم الدينية وتنوع حضاراتهم.

إنها أمريكا التي هي الطاعون بوصف “محمود درويش “شاعر المقاومة الفلسطينية قتلت وتقتل عشرات ملايين البشر خارج حدودها وقتلت وتقتل الملايين داخلها ومن وراء أقنعة وأصباغ ثقيلة صورتها كبلد أحلام بينما لا تحمي سوى مزارع القتل فقد أبادوا 20 مليون من السكان الأصليين المعروفين بالهنود الحمر ودمروا حضاراتهم في حملات همجية غير مسبوقة ولا ملحوقة ومن دون أن تنزل عليهم دمعة، كما ظل الأمريكيون الأفارقة على مدى نحو ثلاثة قرون هدفا لإضطهاد وحشي اختلفت صورته لكن لم تخف وطأته فهو عنف ممنهج لصيق ببنية النظام الأمريكي حتى في زمن “باراك أوباما ” الذي كان أول أمريكي من أصل إفريقي لم تمنع رئاسته قتل السود بالمجان وعلى يد الشرطة الأمريكية، وها هي ومنذ اللحظات الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة أعلنت واشنطن الإصطفاف الكامل مع تل أبيب وأرسلت إليها حاملتي طائرات ثم مساعدات إقتصادية ومعلومات إستخبارية وأنظمة دفاع جوى لصد أية هجمات خارجية لتنفرد تل أبيب بقطاع غزة ورأينا الرئيس الأمريكي الحالي “بايدن” الصهيوني يزور إسرائيل في الأسبوع الأول من العدوان وهو أول رئيس أمريكي يزور إسرائيل وهى في حالة حرب وجاء بعده وزير الخارجية “بلينكن ” ليعلن أنه جاء لإسرائيل بصفته يهوديا وليس كوزير لخارجية الولايات المتحدة.
إنها أمريكا التي هي الطاعون بوصف “محمود درويش “شاعر المقاومة الفلسطينية هي من ثبتت زراعة الكيان الصهيوني السرطاني في البلاد العربية بعدما نجحت بريطانيا في زراعته و هي من دعمته عسكريا و سياسيا وإعلاميا في كل حروبه ضد العرب وما حدث ويحدث اليوم في غزة العزة ما هو إلا مسلسل أمريكي دراماتيكي متواصل في سياق الدور القذر الذي لا و لن ينتهي إلا بهزيمة نكراء لأمريكا، أمريكا هي من كانت وراء تفكيك الإتحاد السوفياتي الذي كان محور داعم للقضايا العربية لأجل أن تستفرد لوحدها بقيادة العالم بعدما تورط السوفيات في حرب الإستنزاف في أفغانستان و بعدما أوعزت لعملائها في السعودية وباكستان بتفريخ ما يسمي بالأفغان العرب علي أساس عقائدي حيث زج بالألاف منهم في حرب لم تخدم سوى مصالح الغرب في المنطقة و عندما انتهت مهمتهم أمرت عملائها بإحراقهم و سجنهم و متابعاتهم قضائيا بتهمة الإرهاب، أمريكا هي من صنعت القاعدة ومولتها وسلحتها وغولتها بالتعاون مع آل سعود هم وفكرهم الوهابي المتطرف ورمت بهم في وجه الأمة العربية ليفسدوا في الأرض ويسفكوا الدماء بإسم الدين الحنيف .
إنها أمريكا التي هي الطاعون بوصف “محمود درويش “شاعر المقاومة الفلسطينية هي زعيمة الدول المارقة وهي إسرائيل وما إعلان الولايات المتحدة الأميركية حق (الفيتو) ضد قرار وقف الحرب في غزة إلا انحيازا صريحا للجريمة الإسرائيلية/الأميركية المستمرة ضد شعب غزة كما يمثل انعطافة أميركية صريحة للموقف العنصري لإسرائيل وتعاليم التعصب الديني لمنظومة حاخامات “الحريديم” التي تغذيها بعقيدة قتل وإبادة العرب عامة وشعب فلسطين بنحو خاص، سموها ما شئتم لكن تبقى هي الإمبراطورية العسكرية العالمية التي تتمدد علی أكثر من 700 قاعدة في كافة زوايا الكرة الأرضية ومن عجب الصدف إليها ينتسب نصف حائزي جوائز نوبل للسلام وتدعمها وسائل التواصل أمثال جوجل، فيسبوك، مايكروسوفت، أمازون، وخير ما نختم به هذا المقال هو قول الكاتب والشاعر اللبناني “ميخائيل نعيمة ” عن طاعون وغطرسة وجبروت أمريكا وكان قد عاش فيها 20 عاما ودرس وانضم لجيشها إبان الحرب العالمية الأولى:
من أنتَ حتى تحكمَ البشرا، كأن في قبضتيكَ الشمس والقمرا،
هل أنت نور السما؟ أم أنت خالقها، تسيّر الفلكَ والدوارَ والقدرا ؟،
أم أن ربّك لاقى فيك سيّده، فعاف من أجلك السلطان وانتحرا !،
عبد الإله شفيشو / فاس

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube