مستجداتنجاة بوعبدلاوي

حينما يقتل الوطن أولاده

باريس / نجاة بلهادي بوعبدلاوي

حينما تترك شبابك يموت في السجون، حينما يرمي شبابك بنفسه في قوارب الموت، حينما يشتد الظلم، حينما يكسر الشباب ويصبح غير قادر على أخذ أبسط حقوقه كمواطن . حينما تصبح سجينا لا حق لك ولا وطن ولا عدل، حينما تعذب وتقتل بالبطيئ لتشعر بالقهر وتتمنى الموت ولا تستطع أن تضع حدا لنهايتك لأن هناك من يرتبطون بك ومسئوليتهم بك أينما كنت ووجدت، حينما يقتل الشرف، والضمير، حينما نجد الخداع لسرقة قوتنا وحلمنا، حينما يصبح الوطن بلا مواطن لأننا نفتقد أدميتنا، حينما يجلد الأستاذ ويعنف لا لشيء إلا لأنه يطالب بأبسط حقوقه، حينما تكون حياة معتقلي الريف المضربين عن الطعام بالسجون في خطر، ولا من مبالي، حينها نصبح في وطن تحكمه مجموعات قليلة تلتهم كل شئ ويستكثرون علينا حتى الحق في العيش الكريم.. حينما تخرج للشارع تجد طفلا مقهورا، وتجد شابة ضحية الجهل تغتصب، فتاة تبيع شرفها لتعيش وتنفق على أسرتها وأخواتها، شاب مغيب هروبا من الواقع لم يجد عملا وإن وجد استحقروه، أب عاجز عن إطعام أولاده فيقتل على نار هادئة، إهمال بحياتك وكأنك صرصار عفوا أيها المواطن أنت خارج الخدمة… لقد اصبحنا في نظرهم لاشئ مثل نمل يدهس بالأقدام، الحياه أصبحت عقابا ولاندرى ما هو مصيرنا؟… فالحكومة لا يعجبها حال المواطن ولا المواطن يعجبه حال الحكومة، المواطن لا يجد في الحياة سوى الألم والحسرة. لاجديد سوى رؤى الحكومة الفاشلة ومخططاتها ومشاريعها لحل الأزمات عفوا لحل أزماتهم، والتفريط بما تبقى لنا ومع ذلك لم نجن شيئ نافعا يعود علينا، لم نجن سوى المأسى والجوع والبطالة والجشع وقتل الشعب لبعضه البعض بحثا عن الحياه نفسي نفسي….يتفننون في تسميتنا.. مداويخ_ قطيع_انفصاليون… كل النعوث البئيسة يطلقوها علينا وهم يحصدون خيرات البلاد.. لم نستطع الحياة لأن العملة تنزف وتنهار والتفريط قادم، حينها نجد ارتفاع جنوني في الأسعار ولا جديد سوى البكاء والنزيف، والعدالة عملة نادرة… أيها المواطن كن على يقين فنحن لن ننعم بشئ وحتى وإن خرجنا وتظاهرنا، فسوف نجد أمامنا أيادي تجلد وتقهر ، سنجد أمامنا اعتقالات بالجملة وشهادة وفاة وقتل سيسمونه قضاء وقدر .. أيها المواطن هل نطالب بنصينا بالمال العام وبيع وطننا بالمزاد العلني ونرحل لوطن يحتضننا جميعا وطن يقدر الإنسانية والكفاءات؟ … نوهم أنفسنا بحلم ثورة العزة والكرامة والحرية والعدل ولا نجنى سوى الألم والمرارة والتراجع والأعتقالات وتلفيق التهم …نعم فنحن لا نملك حتى حق الاعتراض وحتى إن اعترضنا سيجز بنا في السجون فنصبح مجرمين خطيرين في نظرهم.. اعلمي يا حكومة أن التاريخ لن ينسى الشعب المقهور طيلة حياته عفوا أيها المواطن الوطن يقتلنا والحكومة تجلدنا بسوط من حديد.. ونحن المواطنون متهمون أمام الحكومة وبعض من ابواقها الرخيصة بالجهل والسوقية هكذا نحن في نظرهم..فلا نوهم انفسنا … الظلم باق ويتمدد ولا قانون سوى لحكم الضعيف عفوا أيها الشعب لن يحترمك أحد ..فالعدالة بمأزق والجميع يورث من صمتنا خلقوا أسيادا واليوم نحن العبيد. فعفوا يا وطني أحببتك وعشقتك لكن جعلوا الحياة بك وفيك متعثرة، فاضطرننا أن نبحث عن وطن يحضننا ويضمنا بين ذراعيه.. .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube