الاستجابة الملكية لمطالب جيل Z ليست ضعفًا بل ذكاء قيادة لشعب ذكي

بقلم: عزيز الدروش
في زمن التحديات الكبرى، تتبدى ملامح القيادة الحقيقية ليس في التشبث الأعمى بالسلطة أو في تجاهل أصوات الشارع، بل في الإنصات الواعي لنبض الشعب واتخاذ قرارات شجاعة تُجنّب الوطن الفوضى والاصطدام.إن استجابة جلالة الملك محمد السادس لمطالب شباب جيل Z، الذين خرجوا في مختلف المدن المغربية مطالبين بالعيش الكريم، ليست ضعفًا كما يروّج له بعض تجار الأزمات وعشّاق الفتن وخراب الشعوب، بل هي تعبير عن ذكاء القيادة الملكية التي تدرك جيدًا أن قوة الدولة تكمن في تلاحمها مع شعبها، لا في قمعه أو تجاهله.الاستجابة لمطالب الشعب المغربي ليست منّة، بل واجب وطني ودستوري، وهي في الوقت ذاته رسالة إلى الداخل والخارج مفادها أن المغرب بلد الإصلاح الذاتي، لا الانتظار حتى الانفجار.لقد حان الوقت اليوم لأن تتحول هذه الاستجابة إلى “ثورة ملك وشعب من أجل الإقلاع الحقيقي”، ثورة سلمية مؤسساتية تُعيد الثقة إلى المواطن وتضع المغرب على سكة التنمية العادلة.ولعل أولى ركائز هذه الثورة الوطنية تتمثل في:
1. تنظيف المؤسسات العمومية من لصوص المال العام، الذين حولوا المناصب إلى غنائم شخصية ونهبوا ثروات البلاد تحت غطاء النفوذ والحصانة السياسية.
2. تطهير الأحزاب والنقابات من الانتهازيين والمنبطحين للزعماء الأبديين الذين صادروا القرار الحزبي وحوّلوا التنظيمات إلى دكاكين انتخابية ومصانع للولاء بدل النقاش والمحاسبة.
3. فتح نقاش وطني حقيقي حول القوانين والسياسات العمومية بمشاركة النخب السياسية والثقافية الوطنية الصادقة والمستقلة، بعيدًا عن الكائنات التلفزية والوجوه المستهلكة التي فقدت مصداقيتها.
جيل Z اليوم لا يبحث عن شعارات أو خطابات منمقة، بل عن كرامة، عدالة اجتماعية، تعليم وصحة وفرص عمل.وإذا كانت الدولة الذكية هي التي تتطور قبل أن تُضطر لذلك، فإن المغرب اليوم مدعو إلى استباق التحولات الاجتماعية والسياسية القادمة عبر مشروع وطني جديد يؤسس لعقد اجتماعي جديد بين الملك والشعب.
ختامًا، من الحكمة أن نقول:
> إن قيادة ذكية لشعب ذكي لا تُقاس بالخطابات، بل بشجاعة الإصغاء والعمل والإصلاح.والمغرب اليوم أمام فرصة تاريخية لبناء دولة قوية وعادلة… بثورة ملك وشعب من أجل مغرب جديد.
