حيمري البشير

الشارع المغربي فقد ثقته في الأحزاب السياسية

هذه هي الحقيقة المرة ،ومن له مصلحة في ذلك ؟ولماذا أصبح النفور من الأحزاب وممارسة السياسة في المغرب قناعة يعبر عنها الذين فقدوا ثقتهم في الأحزاب والتغيير الذي يريدونه.بصراحة التجارب التي مرت بها البلاد والحكومات المتعاقبة على تدبير شؤون البلاد،وعدم تحقيق تطلعات الشعب وآماله في التغيير ،جعلت الغالبية المطلقة يفقدون ثقتهم في الأحزاب السياسية وفي الممارسة والتنافس الشريف الذي تبخر خلال محطات انتخابية عديدة ،من دون تحقيق آمال الشعب في التغيير وفي التنمية المستدامة.إننا نعيش أزمة ثقة حقيقية في المؤسسات،التي لم تعد موضع ثقة لدى الشعب المغربي ،ولدى الجيل الذي قادة الإنتفاضة الشعبية ،أو سميها الحركة التصحيحية لمقاومة الفساد في المجتمع .ونتساءل لماذا لم يعد الغالبية من الشباب مقنع بالممارسة السياسية من داخل الأحزاب الموجودة في الساحة ويفضلون تأسيس تيارات سياسية تتبنى أفكارا سياسية،أكثر تقدميةلتعزيز البناء الديمقراطي في المغرب وللقطع مع كل الصور التي تسيئ للممارسة السياسية في بلادنا ،الشباب الذي خرج في شوارع المملكة للتعبير عن رفضه استمرار الفساد واستمرار نفس الأحزاب في تدبير الأمور في البلاد،يريد أن يقود التغيير الحقيقي للخروج من الأزمة التي يتخبط فيها المجتمع المغربي .ولن يتأتى تحقيق المبتغى من حركة الإحتجاج ،إلا بإرادة سياسية،ورغبة في التصحيح والممارسة الديمقراطية.هل سنخرج من الأزمة التي نعيشها ،من خلال مبادرة ملكية تعبر عن استجابة لانتظارات جيل الغضب الذي خرج للإحتجاج ولم يعد يثق بالنخب السياسية التي تدبر الأمور في البلاد ،إنه سؤال ينتظر أجوبة ملموسةتكون مبنية على خارطة طريق يرسمها جلالة الملك لتصحيح ما أفسدته الحكومات التي تعاقبت على تدبير الأمور في بلادنا .إننا واثقون أن الجميع قد استوعب الرسائل من حركة الإحتجاج ،وأن التغيير يجب أن يقوده جيل جديد يتبنى سياسة مختلفة عن السياسات الغير الشعبية والتي لم تلبي مطالب الشعب المغربي في الصحة والتعليم ،وفشلت الأحزاب التي تعاقبت على تدبير دواليب الدولة خلال السنوات الماضية في إخراج البلاد من الأزمة .إننا نعيش مرحلة جديدة عبر فيها جيل جديد مثقف واع مرتبط بالوطن ،منشغل أكثر بهمومه ،واثق بأنه قادر على المساهمة في التغيير الإيجابي لإخراج البلاد من الأزمة للوصول إلى بر الأمان بحكمة وتبصر وواقعية في التدبير بعيدا عن الإبتزاز وكل صور الفساد ،قريبا من تحقيق التصور الذي يحمله الشباب الذي خرج للشارع من أجل التغيير ،وتصحيح الوضع .

لا نريد مرة أخرى للخروج عن الطاعة،وعن الصف ،ولكن نريد أن يشارك الجميع في النقاش السياسي الجاد ،وبناء الثقة،وإعطاء فرصة للجيل الجديد ليقول كلمته ويساهم بدوره في ترسيخ قيم الديمقراطية وتحقيق العدالة من خلال حرية التعبير التي هي من أسس المجتمع،الذي يكون موضع ثقة لدى أغلبية المواطنين المغاربة.إن الأحزاب السياسية المغربية قد تلقت بدورها رسائل واضحة وعليها أن تقتح نقاشا داخليا بكل شفافية وروح وطنية من أجل التغيير الداخلي والمساهمة بدورها في النقاش المجتمعي لترسيخ قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان في المجتمع المغربي

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID