غزة ليست وحدها

قافلة التضامن الدولي التي انطلقت من برشلونة الإسبانية وليست العربية تواصل إبحارها في اتجاه غزة وإسرائيل تواصل ارتكابها لجرائم الحرب بدعم من أمريكا ودول الغرب لإفراغ القطاع من سكانه بالتجويع والقتل المتواصل ،هم يسابقون الزمن لإخلاء القطاع من سكانه لكن الشعب الفلسطيني صامد رغم الجوع والعطش ،إسرائيل ترتكب جرائم بشعة والعالم المتحضر ساكت ،صامت لا يتحرك ضد التطهير العرقي والمجازر التي ترتكبها إسرائيل،لم يعد هناك ضمير لدى الغرب الكافر ،وأرجو أن تسمحوا لي لاستعمال هذا المصطلح الذي يثير الفزع والغضب لدى الغرب بصفة عامة هذا الغرب الساكت عن الجرائم التي ترتكب في كل دقيقة ليس فقط في غزة بل امتد القتل والدمار لباقي المدن الفلسطيني ،واستمر تجريف البساتين واقتلاع أشجار الزيتون وكل شجرة غرسها الأجداد من جيش صلاح الدين الأيوبي الذي حرر القدس ،لن ننسى الجنود الأشاوس الذين ساهموا في تحرير القدس من المغاربة وبقوا وسميت أحياء بأسماء الوطن الذي أنجبهم ،حي المغاربة شاهد على ما أقول في القدس .والذين حرروا القدس سيساهمون في تحرير غزة بدمائهم ،اليوم تشهد غزة معركة حياة أوموت ،معركة وجود وتشبث بالأرض ،لن تستطيع إسرائيل ولا أمريكا بترحيل الشعب الفلسطيني من غزة .غزة هي حياة أوموت ليس فقط للشعب الفلسطيني وإنما لكل مسلم يؤمن بالكرامة وبعزة النفس وبالمقاومة فإما الحرية والعيش بكرامة على أرض هي ملك ليس فقط للفلسطينيين وإنما لكل إنسان عربي مسلم أومسيحي يؤمن بالحرية وبالعدالة وبأن فلسطين أرض عربية ،يجب أن نقف جميعا من أجل أن تبقى فلسطينية .العرب والمسلمون الذين اجتمعوا في لجنة القدس منذ سنين في مؤتمرات عدة وأسسوا لجنة القدس التي بقيت إلى يومنا يدعمها المغرب ويسهر على أن يبقى الفلسطيني متشبثا ببيته وحيه في القدس ،سيبقى داعما للشعب الفلسطيني ملكا وحكومة وشعبا .المغاربة يؤمنون بتحريرها وما يجري حاليا في غزة سيزيد من عزيمة قيادتها وشعبها لكي تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في محنته.العالم اليوم شعبيا يواصل دعمه لغزة وللغزاويين حتى يتشبثوا بأرضهم والقافلة التي تبحر في اتجاه غزة بمشاركة المًئات من الذين يؤمنون بالقضية الفلسطينية وبالعدالة والحرية في طريقهم إلى غزة وهم عازمون على الوصول لشواطئ غزة ودعم الغزاويين ليستمروا بالتشبث بأرضهم ووطنهم ودحر الإحتلال المغتصب لأرضهم .الشرفاء في العالم يواصلون حملة التضامن الشعبي والرسمي من زعماء أحزاب سياسية وناشطون يؤمنون بعدالة القضية الفلسطينية والدول العربية والمسلمون يقفون موقف المتفرج من حملة التطهير العرقي التي ترتكبها إسرائيل يوميا في غزة ،لم نرى زعيما عربيا ولا مسلما يخرج للعالم ليندد بالجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزة لقد بحثنا عن معنى مصطلحات عديدة عن النخوة العربية والشهامة العربية فلم نجد لها وجود في الواقع العربي والإسلامي اليوم .لقد وجدنا فقط شعوبا تندد ولا تملك إلا الخروج في مظاهرات عارمة بدءا بالمغرب الذي أصبح يقود الدعم الشعبي في الوطن العربي ،فلم نرى مظاهرات عارمة في الجزائر ولا في تونس ولا في باقي الدول الإسلامية.وابحثوا عن أسباب عدم الخروج في دول الخليج التي فتحت قواعدها ومطاراتها أما أمريكا وباقي الدول التي تحمي دولة الكيان الصهيوني . اسمحوا لي أن أبوح لكم بحقيقة وأنتم قد أصبحتم تمقثونها في الوطن العربي أصبحوا يخشون المظاهرات حتى التي تندد بمجازر الصهاينة،لأن الزعماء والرؤساء والملوك يخشون من أمريكا ومن الغرب الداعم لإسرائيل إلا من رحم ربك .اللهم لا تهلكنا بمايفعله السفهاء منا ،اللهم لنا فقط الدعاء أن تحمي الشعب الفلسطيني وتسدد رمي الأبطال الذي يسجلون انتصارات ضد كل جبار عنيد لا يخشى الله وارحم الشهداء الذي سقطوا فداءا لغزة ولتحرير فلسطين وسجلوا انتصارات ستبقى للتاريخ تذكرها الأجيال بمداد الفخر والعزة
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك
