أخبار دوليةحيمري البشير

أصبحنا نعيش في عالم القوي يصفي الضعيف

من قال أمريكا هي الطاعون والطاعون أمريكا وقال أمريكا هي الطاغوت والطاغوت أمريكا كان محقا في ذلك .وهي مصطلحات كنا نسمعها من شعراء فلسطين .ورددناها باستمرار في حلقات النقاش وفي الندوات في الجامعة المغربية أين كنا ننشط في إطار الإتحاد الوطني لطلبة المغرب .كنا نتمتع بنقاش ليس له حدود ،ودائما نتبنى المواقف الأكثر تقدما في قلب الموازين ،ونطعن في سياسة الحكومات المتقاربة والتي كانت باستمرار نظرة الإبن العاق الذي لا يعترف بما تبذله الحكومات المتعاقبة في تدبير أمور البلاد والعباد..كنا بالأمس في الجامعة نفتح نقاش ضد الحكومة وضد من يستقوي على الشعب ويأخذ الزبدة ،ويترك لنا الفتات.واليوم ونحن لازلنا أوهام ماركس لينين.وروسيا وحربها مع أوكرانيا ،والطاغوت الأمريكي الذي لم يتغير في سياسته.يعود اليوم ليدعم إسرائيل في سياستها للقضاء على شعب الجبارين ،تريد تهجير من بقي صامدا في غزة والقدس بعدما تجدرت في مدن عربية كثيرة في أرض فلسطين ،في حيفا ويافا التي لازالت مساجدها وكنائسها شاهدة على عروبتها.أمريكا اليوم أفجعها الثوار الذين صنعوا الملاحم وقهروا القوة التي لا تقهر في الشرق الأوسط.وزرعوا الرعب في قلوب اليهود ،الذين حملوا حقائبهم وأخذوا يغادرون أفواجا من مطار اللذ قبل أن يصلهم الإعصار.مطار بن بنجوريون أصبح سوق عام كما نقول بالمصطلحات العربية ملينا بالهاربين من الجحيم ،ومن شدة الخوف والفزع من الابطال الذين لا يهابون الموت ويسعون إلى الشهادة.الكل يسعى للمغادرة وللهروب من جحيم الحرب ،ومن فشل الحكومة الإسرائيلية في مواجة الأبطال الذين يبحثون ليس عن الحياة وإنما عن الشهادة،لأنهم ملوا من الإنتظار ،ومن مواقف الحكام العرب الذين لاوزن لهم ،ولا قيمة لهم .أمريكا كعادتها تتدخل في هذه الحرب القذرة لكي تؤجج فتيلها أكثر وتدعم المعتدي الغاشم بالسلاح وتحاول أن ترفع من معنوياته المنهارة أصلا،لتقلل من القتلى الذين يتساقطون كالذباب ،وأصبحوا يخشون مواجهة الأشاوش الأبرار من الشعب الفلسطيني الذي لم يعد يثق بالأمم المتحدة ومجلس الأمن في استعادة ماضاع من حقوقه بالطرق القانونية.لم يعد للثوار ثقة في أمريكا ولا في أوروبا ولا مجلس الأمن ولا في الأمم المتحدة بإنصاف الشعب الفلسطني واسترجاع حقوقه المشروعة وقيام دولته على حدود السبعة والستين .المعركة اليوم لازالت لم تبدأ بعد لكن معالم الهزيمة باتت تظهر بسقوط المئات من القتلى من شعب الله المنهار وليس المختار.العالم لم يعد يثق في أمريكا ولا في أوروبا التي يحكم بعضها حكاما حاقدين ماسونيين على شاكلة ماكرون الذي خسر المعركة في إفريقيا ،ويواجه حشرةالبق في ذهول وبات على وشك الإنهيار .ماكرون مثله مثل بايدن يقودون شعوبهم للفوضى الخلاقة والإنهيار ،حضارتهم لم يعد لها طعم لبعدها عن القيم .ولكن مايحدث بأرض الميعاد من انتفاضة زرع فيهم الرعب ،وأصبح همهم وشغلهم هو هزم الثوار وإفشال مخططهم بإلحاق الهزيمة بإسرائيل القوة التي كانت لا تقهر لكنها أصبحت اليوم أمام قوة تبهر العالم بالإنتصارات التي تحققها بالعزيمة .المعركة متواصلة فإما الشهادةأوالنصر المبين .لم يعد مجال للإنتظار بعد خمس وسبعين سنة من القهر والذل والهوان .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube