حوادثمجتمعمستجداتمقالات الرأي

الطفل عدنان “عطبنا الجماعي ، مجتمعا ودولة”


صورة المرحوم و صورة والده المكلوم لحظة سماعه خبر اغتيال فلذة كبده البارحة

لحسن صابير ناشط مدني

صباح مر بطعم “الحدج” على وقع الاستفاقة على فاجعة مقتل الطفل عدنان الشويف ، صباح اليم ,, جارح ومهين ،،صباح بطعم الاحساس بالخزي لاننا لم نستطع حماية براءة طفل ,,
لوالديه احر التعازي ، وللسيدة لطيفة ازماني قريبة الطفل عدنان والتي اكتشفت انها زميلة لابنتي في العمل ,,
أنا الذي أناهض عقوبة الاعدام ، اجدني امام مشاعر ملتبسة بين قناعة مبدئية وبين هول ووحشية الفاجعة الم يحن الوقت لان نجعل من الاعتداء على النساء والاطفال مجالا لاحكام مؤبدة نهائية وغير قابلة لاي عفو ,,
القتل قتل والاغتصاب قتل ولا مجال للتعايش مع ثقافة القتل ايا كان شكل تصريفها ,,
ألم يحن الوقت لمراجعة منظومات حماياتنا الاجتماعية قياسا بالتحولات الاجتماعية العمرانية منها والقيمية ؟ ,,
فيما مضى كان الحي أمان الكل يراقب والكل يربي الكل ,,وأمن الحي من أهله قبل ألامن المحترف ,,
اليوم صارت الحياة اليومية بالمفرد وشعار “ماشغليش” ثقافة حتى وهو يتفرج على “كريساج” في الطريق العام ,,,وتزيد البيروقراطيات الامنية والقضائية تنفير الناس من اي شكل من اشكال المساهمة في امنهم الجماعي فيغدو كل صاحب نخوة وطنية او انسانية حتى ،عرضة للسين والجيم والتجرجير والطلوع والهبوط كما لو يقال له ضمنا : “ادخل سوق راسك” “آش داك”,,
بينما في كثير بلدان تحترم نفسها تعبئ وتنظم وتؤطر الحملات المدنية تحت اشراف رسمي للبحث عن طفل او طفلة مختفيين بشتى الوسائل بما فيها الكلاب المدربة على كذا حالات ,,
أمر آخر فرطنا فيه ولم نوائمه تبعا للتحولات المجتمعية : الارشاد الاسري ، ففيما قبل كانت المراكز الصحية تركز على التحسيس بسبل تغذية والوقاية الصحية للاطفال وفق برامج ممولة امميا لتقليص وفيات الرضع والاطفال، لكن اليوم ما الفائدة ان كنا نقيهم الموت المبكر ولا نمنحهم سبل الوقاية من القتل المتأخر،معنويا اغتصابا او ماديا ازهاقا للروح على يد معتوه او وحش آدمي ,,
ما الذي مكننا منه الاسر ثقافة تربية في سبل تحمل المسؤولية بعدم تعريض اطفالهم لاخطار المغامرات غير المحسوبة العواقب ، او في كيفيات تشريب ابناؤهم قواعد ذاتية للحرمة الجسمية وللتعاطي مع اية اشكال علائقية لاقتراب الغرباء حديثا او طلبا او هدية او اي شكل من وسائط الاغراء والاستمالة والافخاخ ,,
وما دور الاعلام ومراكز القرب الصحية والارشادية الاسرية في ذلك ,,هل نملك اصلا كذا برامج أم اننا اسارى برامج ممولة من الخارج لكي ننهب نصف تمويلاتها ؟
لسنا وحدنا ، كمجتمع أفراد معطوبين ، ثمة دولة وكيانات سياسية ومدنية بمكان ما معطوبين وعلى أكثر من صعيد .,,
شئنا ام أبينا :المقتل الهمجي للطفل عدنان الشويف ,,وغيره كثير يسائل عطبنا الجماعي ،مجتمعا ودولة .ولا خير فينا يرجى مستقبلا ان لم تكن الفاجعة هزة وزلزالا لمحفزات الاصلاح : تصوراته وآليات إعماله الفورية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube