مستجداتمقالات الرأي

نعم…وداعا يا نوال ⁦

لبنى الجود / فاعلة سياسية و حقوقية

“وقفت بين يدي خالقها الذي كانت تعصاه”

يقول ظلامي ما على صفحة ما و هو شيخ و علامة ، ينظر إليه تابعوه كأنه ذاك المهدي الذي ينتظرون.

إنه الشيخ الذي ينعي الملحدة أو هكذا يظنها على أية حال.

بعيدا …بعيدا كل البعد عن جمال ذاك الدين الذي نؤمن به و عن سعة رحمة ذاك الإله الذي نتلهف لملاقاته .

الرحمن الرحيم
الغفار الوهاب
الرازق الفتاح العليم
الرافع المعز
الحكيم الخبير

و بعيدا عن أخلاق سيد الخلق ، و تسامحه بل حتى و تغاضيه.

بعيدا عن الأحاديث التي تحكي لنا عن السيدة التي أطاعت الله العمر كله و عذبت في هرة حبستها، و عن قاتل التسعة و تسعين روحا ، ذاك الذي أراد أن يتوب فأخبره ، مثل هذا الشيخ الذي يفتي في إلحاد نوال السعداوي، أن لا توبة له …فقتله، مكملا بروحه المائة قتيل ، فأخبروه أن في قرية صالحة يوجد شيخ صالح قد يجيبه على سؤاله و هو أوسع علما و معرفة ، و هو على الطريق توفاه الله تعالى ، فتنازعت ملائكة الجنة و النار روحه، أهو تائب أم كافر؟ فاحتكموا لله جل جلاله، فطلب منهم سبحانه أن يقيسوا المسافة التي كانت تفصله عن القرية الصالحة و تبعده عن القرية الطالحة… فهمت ملائكة الجنة و النار تقيس الأرض،
فمد جل و علا في الأرض ، كي يذهب قاتل مائة روح للجنة…
لأن نيته كانت التوبة…و لو في آخر دقيقة من عمره .

هذا ديننا
و هذا ربنا

فما دينك ؟
و من ربك أيها الشيخ المتعالي ؟

هل كنت مع نوال السعداوي حين كانت تسلم روحها لخالقها؟
هل تعلم إن كانت تائبة أم عاصية ؟
هل تعلم إن كان ربها يحبها أم لا ؟
هل تعلم إن كان قد غفر لها خطاياها أم لا ؟

و من أين لك أن تعلم أنه يحبك أنت؟
و أنه سيغفر لك خطاياك … و لو تلك الصغيرة التي لا تلتفت لها؟

ما أدراك أن نوالا لن تأتي يوم القيامة فتحاسبك كما حاسبتها، و لها رب هو أعلم بما في صدرها؟

ما أدراك أن رغم إقامتك للفرائض و النوافل فستعذب في تجبرك على إمرأة ميتة ، كما عذبت إمرأة في هرة إذ تجبرت عليها؟

ما أدراك ؟

أنت و هو و هي … و كل أولئك الذين يشمتون و يسخرون ؟

الله حب و جمال و رحمة و مغفرة .
و كل سيقابله كما يظنه ( أنا على ظن عبدي بي)

رب العباد أعلم بهم
فالتفتوا لشؤونكم
ودعوا الخلق لخالقهم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID