مستجداتمقالات الرأي

مجلس الجالية المغربية يحطم الرقم القياسي في خرق القانون

محمد بونوار كاتب مغربي مقيم بالمانيا


العزة للكفرة أمثال رونالد ترامب الذي يتهيء لمغادرة كرسي رئاسة أكبر دولة في العالم .    والعزة أيضا للسيدة أنجيلا ميركل التي سوف تغادر مقر رئاستها بعدما انتهت مدة الرئاسة . 

أما مجلس الجالية المغربية  فرئاسته غير معروفة ، وبرامجه غير واضحة ، ومسائلته بعيدة عن المستحيل وبعيدة عن القانون وعن الدستور التشريعي ، وبعيدة عن الجالية المغربية  بكل ما تحمل الكلمة من معنى .

متى ومن ولماذا لا يتم الترميم ، ولا اٍعادة النظر فيها ، رغم عدم  الشفافية الذي يميزها ، ورغم  بعدها عن مبادء الديموقراطية .

وكأن مغاربة العالم لا يعرفون القراءة والكتابة لتعويض أعضاء المجلس .

بصراحة مجلس الجالية وما يحمله من مشاكل قانونية وتنظيمية وأدبية يعتبر مهانة واحتقار لمغاربة العالم ، فهل يعقل أن تمر 10 سنوات بدون اٍعادة النظر في مكونات مجلس الجالية .

غير ما مرة كتبنا بكل بساطة أن مجلس الجالية غير قانوني منذ سنة  2011 ، لكن يظهر أن   الرسالة لم تصل الى مكانها ، أو ربما وصلت واصتدمت بمعطيات تفضل  خرق القانون المكون لمجلس الجالية .

كثير من المغاربة سواء خارج الوطن ، أو داخله تتشابك عليهم الخيوط ، ويخلطون بين مغاربة العالم ومجلس الجالية و وزارة الجالية و وزارة الخارجية .

علاوة على الاحزاب التي تتسابق لفتح فروع  لها في الخارج لربح بعض الاصوات في الانتخابات ، مع العلم أنها تعلم علم اليقين أن مجلس الجالية يتذبذب بدون رئيس فعلي وبدون برامج قوية ، وبدون تمثيلية يشهد لها بالكفائة والجدية والاسمرارية والتصورات .

مشكل مجلس الجالية المغربية يحتاج الى مناقشة جدية عل مستوى عال ، مع العلم أن هناك مشاكل أخرى لها صلة مباشرة  بمغاربة العالم ، منها مثلا مشاركتهم في التنمية الوطنية بشكل فعلي ، ومشاركتهم في الانتخابات التشريعية ، وهناك مواضيع أخرى أقل درجة ، لكنها تستحق بعض الايضاحات وشيئ من التفسيرات .

على الصعيد الثقافي مثلا ، يكتفي مجلس الجالية بالحضور في معرض الكتاب المنظم بالدار البيضاء باستدعاء بعض أفراد الجالية ويهمشون البعض الاخر ، والمتتبع لهذه الانشطة يلاحظ أن نفس الاشخاص يتم  استدعائهم كل سنة  بدون غضاضة ، نفس الشيئ يعرفه العمل الجمعوي ، حيث يعقد مجلس الجالية بعض الشراكات الثقافية مع نفس الجمعيات كل سنة .

على مستوى التواصل ، تبقى برامج مجلس الجالية في قمطر الادارة بحي الرياض بالرباط من البداية الى النهاية ، ولا علم لمغاربة العالم لذالك الا من خلال بعض المواقع الاكترونية الذي تكتب عن الحدث باختصار شديد .

كثيرة هي الفرص التي لم يستغلها مجلس الجالية ، والتي تبين ضعف التصورات في التدبير ورسم البرامج الهادفة بشكل يناسب متطلبات الوقت ومواكبة الاحداث عن قرب وتفاعل انساني .

مثلا ، تنظيم مقابلة في كرة القدم بين أبناء مغاربة العالم والذين وصلوا الى النجومية مع أكبر الفرق الاروبية ضد الفريق الوطني المغربي المحلي مرة في كل سنة يعتبر من أكبر الفرص التي لم يفلح مجلس الجالية  في استغلالها ، لانه ببساطة مهرجان وملتقى  يعطي للجالية المغربية وجها مشرقا ومضيئا  يترجم منظومة التماسك والذي يصرف عليه مجلس الجالية أموال طائلة دون  تحقيق الهدف المنشود ، والغرض من هذا المقترح  طبعا ليس تجاريا بقدر ماهو وظيفي لربط وشاءج القربى وصلة الرحم والتشجيع على التشبث بالانتماء الوطني ، وتلميع صورة المغرب وطنيا ودوليا  .

فتح المجال للمواهب في مجالات الفن والرسم والغناء والتمثيل والابداع والاعلام ، وتحفيز الكفاءات الثقافية والسياسية والعلمية ، وتسهيل الاستثمارات كيفما كانت  من خلال منح رخص استغلال في ربوع المغرب .

خلاصة الكلام ، العزة للكفرة الذين يحافظون على احترام القانون ، أما مجلس الجالية المغربية فهو يحتاج الى مراجعة جذرية لانه حطم الرقم القياسي في خرق القانون ، وضيع فرص كثيرة  لسنوات عدة كانت كافية لبلورة صورة مغاربة العالم بشكل يليق بالمؤهلات والمهارات والكفائات والتميز الذي تزخر به هذه الشريحة المهمشة ، وكأن مغاربة العالم كتلة جامدة ، لا تملك من المحاسن اٍلا عندما يكون الحديث عن العملة الصعبة ، وما أدراك من العملة الصعبة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube