فضاء الأكادميينمستجدات

من شرف الرئاسة إلى منجّم عن أصوات انتخابية!

البروفسور محمد الشرقاوي واشنطن

أستاذ تسوية النزاعات الدولية وعضو لجنة الخبراء في الأمم المتحدة سابقا

كشف تسجيل مكالمة هاتفية بين الرئيس ترمب وأمين سر ولاية جيورجيا الجمهوري براد رافنسبيرغير مدى الفساد السياسي والتحايل غير القانوني من قبل ترمب بغية قلب نتائج انتخابات الولاية عقب انتخابات الرئاسة في نوفمبر الماضي. وحاول إقناعه بضرورة “البحث عن 11780 بطاقة تصويت” من أجل تأكيد أن ترمب “فاز بالولاية”. واستمرت المكالمة ساعة كاملة حاول خلالها الرئيس ترمب بشتى السبل زرع الفكرة في رأس أمين سر الولاية.
وجاءت ردود الفعل حادة في وجه الرئيس ترمب. وقالت نائبة الرئيس المنتخبة كامالا هاريس للصحفيين إن تصرفات ترامب تمثل “إساءة خارقة لاستخدام السلطة من قبل الرئيس”. وقالت ألكساندريا أوكاسيو كورتيز ، إحدى الأعضاء الديمقراطيات في مجلس النواب إنها تعتقد أن ما فعله ترمب ” جريمة تستوجب الإدانة. وإذا كان الأمر بيدي، فستكون هناك مذكرات تطالب بإدانته أمام أنظار مجلس النواب على الفور. إنه يهاجم انتخاباتنا ذاتها.”
يمثل ما فعله ترمب سابقة سياسية لم يقدم عليها أي من الرؤساء السابقين على مر قرابة 250 عاما منذ قيام الولايات المتحدة. ويقلل بعد خبراء القانون الدستوري من احتمال المتابعة القانونية لمحاولة الرئيس ترمب قلب نتائج جيورجيا. غير أن لي آن ويبستر محامية الدفاع الجنائي في أتلانتا تعتقد أن “ما فعله الرئيس ينتهك بوضوح قوانين جورجيا الأساسية.” وتستشهد بقانون الولاية الذي يجعل من غير القانوني لأي شخص أن “يلتمس أو يطلب أو يأمر أو يستدعي أو يحاول بطريقة أخرى التسبب في الشخص الآخر للانخراط في تزوير الانتخابات”. لكن ماثيو ساندرسون، محامي الانتخابات وأحد أنصار الحزب الجمهوري وعمل في عدة حملات رئاسية، فيقول “إنه بينما يبدو أن السيد ترامب كان يحاول تخويف رافنسبير، ولم يكن واضحًا أنه انتهك القانون.”
وقد انتقد ترامب رافنسبيرجر عبر وسائل التواصل ووصفه بأنه كان “غير راغب أو غير قادر على الإجابة على الأسئلة” حول مشاكل الانتخابات المزعومة في الولاية. غير أن السيد رافينسبيرجر اكتفى بالقول: “حسنًا، سيدي الرئيس، التحدي الذي تواجهه هو أن البيانات التي لديك خاطئة. علينا أن نتمسك بأرقامنا. نعتقد أن أرقامنا صحيحة.”
وتتزامن هذه التعرية الإعلامية مع تكتل حوالى 12 من أعضاء مجلس الشيوخ بهدف عرقلة انتقال الرئاسة إلى جوزيف بايدين في العشرين من الشهر الجاري. وتبقى أمريكا، كما أقول دوما، بلد مؤسسات ويصحح ذاته بذاته. والأمريكيون اليوم يعاينون صدق أمين سرّ الولايات وكذب الرئيس، وإن أقسم اليمين الدستورية على الإنجيل في مثل هذا الشهر قبل أربع سنوات!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube