تصريحات ممثل روسيا في الأمم المتحدة مقلقة

يبدو أن تصريحات ممثل روسيا في الأمم المتحدة ،فيما يخص الصراع في الصحراء المغربية اعتبرها العديد من المتتبعين للعلاقات المغربية الروسية تراجعا خطيرا ،ستبعثر أوراق الملف .هذا الملف الذي نعتبره كمغاربة خط أحمر لا يمكن تجاوزه ولا يمكن أن نسمح لأي كان بالتطاول على حقنا المشروع فيه .روسيا من خلال ممثلها في الأمم المتحدة أصبح يتكلم بلغة مختلفة فيما يخص ملف الصحراء المغربية، في الأمم المتحدة ومجلس الأمن .أن تخرج روسيا عن موقف الحياد أوتعترض على قرارات مجلس الأمن التي تتكلف الولايات المتحدة دائما بصياغتها وطرحها للتصويت عليها .وامتناع روسيا عن التصويت عن القرارات الصادرة في مجلس الأمن سابقا ، كان يخدم مصالح المغرب ويعتبر تحدي كبير للمغرب في الأمم المتحدة،ومجلس الأمن.استقبال المغرب لوزير الخارجية الأوكراني كان في نظر العديد مفاجئ ونقطة التحول الروسي في قضية الصحراء ، بل اعتبر الكثير أن المغرب ارتكب خطءا تاريخيا ،لا يخدم قضية الصحراء،،استغله الخصوم لاستمالة حليف استراتيجي لهم في مجلس الأمن ، وهو ممولهم الرئيسي بالسلاح إلى جانب فرنسا .وتنضاف روسيا مع كامل الأسف كعضو دائم في مجلس الأمن إلى جانب فرنسا،التي توترت علاقتها مع المغرب منذ مدة ليواجه المغرب صعوبات قد تبعثر كل أوراق ملف الصحراء في ردهات الأمم المتحدة ومجلس الأمن .روسيا منذ سنوات وهي تحافظ على علاقة متينة ،رزينة غير منحازة للكابرنات حفاظا على مصالحها مع المغرب وفي نفس الوقت مع الجزائر والتي تعتبرها روسيا حليفا استراتيجيا لها في المنطقة ولها مع الجزائر مصالح أكبر من مصالحها مع المغرب ،بحيث أن روسيا لها علاقات اقتصادية واتفاقيات في مجال الصيد البحري ،يقابلها استيراد المغرب حاجياته من الغاز من روسيا .العاهل المغربي هنأ اليوم الرئيس فلادمير بوتين بمناسبة العيد الوطني لبلاده،مما يعني أن مايروجه الإعلام الجزائري عن توتر العلاقات المغربية الروسية ، قد يكون غير صحيح ،لكن تصريحات ممثل روسيا في مجلس الأمن وخطابه فيما يخص الصحراء المغربية ،يؤكد أن الأخبار قد تكون صحيحة رغم أن المغرب باستقباله لوزير الخارجية الأوكراني وتصريحات بوريطة قد مسك بالعصا في الوسط فيما يخص علاقته سواءا مع روسيا أو مع أوكرانيا ،فبلادنا عارضت الإعتداءات المستمرة على الأراضي الأوكرانية من طرف روسيا وطالبت بالإلتزام بالشرعية الدولية وعدم الإعتداء على أراضي الغير.في الواقع لابد من التعبير عن موقفنا كمغاربة ،مع أي جهة يجب أن يصطف المغرب ،ولو أن روسيا هي المزود الرئيسي بالسلاح للجزائر والتي تستمر في التآمر على المغرب وتهديده.هل من مصلحة المغرب أن يخسر الموقف الروسي الغير المحايد والمتزن ويصطف في خندق الجزائر؟ هل من مصلحة روسيا أن تخسر المغرب الذي أصبح يلعب دورا استراتيجيا في شمال إفريقيا ؟هل من مصلحة المغرب التفريط في روسيا وإلغاء اتفاقية الصيد البحري معها وتعليق اتفاقية بناء مفاعل نووي روسي في المغرب ؟هل تعرض المغرب لضغوط أمريكية باستقبال وزير الخارجيةالأوكراني الذي كان سببا حقيقي في التوتر الذي تعرفه العلاقات المغربية الروسية؟ أسئلة كثيرة تتطلب توضيحات وأملنا كبير أن يتمسك المغرب من وسط العصا ،ويحافظ على مصالحه الإستراتيجية وبالخصوص مع روسيا .إن من مصلحة المغرب بناء تحالفات لحماية مصالحه الإقتصادية وكذ الإستراتيجية والصحراء المغربية تعتبر من أهم القضايا الإستراتيجية التي يجب الدفاع عنها وحمايتها.إن الحفاظ على علاقتنا مع الدول الكبرى شرقية وغربية.يجب أن تكون من أولويات دبلوماسيتنا ،وخطابنا السياسي يجب أن يكون متزنا حتى نتفادى غضب حلفائنا في الغرب والشرق معا .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك