حيمري البشير

حلم مغاربة العالم أصبح مزعجا

مع كامل الأسف هذا تفسيري لمايقع .سيستمر العزوف عن زيارة موطننا الأصلي في السنوات المقبلة،وهذا واقع مؤلم سيزعج الدولة،لسبب وحيد عجزت الحكومات المتعاقبة على تدبير البلاد على ضمانه من أجل عيون مغاربة العالم الملهمين بالسياسة والمتعلقين ببلدهم المغرب ،سنوات مرت على الدستور الذي حمل الجديد .الحلم الذي أصبح كابوسا بهذا المفهوم لكل الأحزاب السياسية المغربية بدون استثناء إلا من رحم ربك يمينية وإسلامية ويسارية ،كلهم مع كامل الأسف باتت مطالب مغاربة العالم الشغوفين بالسياسة والحالمين على تعزيز قيم الديمقراطية في بلادنا ،وخدمة مصالح المملكة انطلاقا من دول الإقامة من خلال تعزيز الشراكة والتعاون التي تجمع بلادنا بالعديد من دول العالم.قد يتساءل البعض لماذا مازلنا نعيش على حلم المشاركة السياسية التي لن تحقق وقد تأكدت منها بعد تفكير عميق للأوضاع .الآن وبعد مرور سنوات عدة على المبادرة الملكية والخطاب الذي حمل مشروع المشاركة السياسية،يتساءل مغاربة العالم ،من يقف ضد فصول المشاركة السياسية الواضحة في الدستور ،هل هي الأحزاب السياسية ولماذا أجمعت هذه الأحزاب على عرقلة هذه المشاركة ؟لماذا تراجعت الدولة المغربية على قبول مشاركة مغاربة العالم ،وتعزيز البناء الديمقراطي .هل أصبح مغاربة العالم بالقيم التي يحملونها يشكلون خطرا على البلاد؟هذا سؤال يدور في أذهان غالبية مغاربة العالم الشغوفين بالسياسةوالحالمين بتعزيز قيم الديمقراطية في بلادنا.إن مسلسل الفساد الذي تورطت فيه أحزاب الحكومة والذي فضحته المنابر الإعلامية المغربية والدولية مدعاة للقلق العميق.يدفع مغاربة العالم لعدم الإطمئنان على مستقبل البلاد في ضل التحديات التي تحيط بالبلاد.هذا واقع مؤلم ،يجعلنا نفكر في البحث عن كل الطرق لإنقاذ بلادنا من مستنقع خطير .إن الإجهاش على القيم الديمقراطية حبا في النهب والإختلاسات المالية وتهريبها بطرق غير مشروعة من طرف المسيطرين على تدبير الأمور في بلادنا وفي مقدمتهم رئيس الحكومة ووزير العدل ،والقيام بتعديلات في القوانين ،لعرقلة عمل الصحفيين والإعلاميين الذين تطوعوا لخدمة البلاد من خلال فضح مسلسل الفساد الذي تورط فيه العديد ،يجعلنا ندق ناقوس الخطر الذي يهدد البلاد في غياب روح المسؤولية لدى من يتحكمون ويدبرون شؤون الحكومة الحالية.إن من بين الملاحظات التي سجلتها هذا الصيف ،تراجع ملفت لمغاربة العالم لزيارة المغرب ،وفقد العديد منهم الأمل في التغيير وتغلغل الفساد في ضل هذه الحكومة،زاد الطين بلة واقتنع العديد من مغاربة العالم أن الحكومة والأحزاب السياسية بالإجماع مازالت تراوغ في تفعيل فصول المشاركة السياسية لمغاربة العالم .إن المشكلين في مغاربة العالم الذين يرغبون فقط في تعزيز البناء الديمقراطي في بلادنا وإنما المشكل يكمن في الأحزاب السياسية المغربية التي لا ترغب في إشراك مغاربة العالم في تعزيز قيم الديمقراطية في البلاد ومحاربة الفساد المتغلغل في البلاد والذي يسيئ لصورة بلادنا بالخارج .

وعندما أقول بأن حلم مغاربة العالم أصبح مزعجا وبات غير ممكن في ضل سياسة التسويف التي نهجتها الحكومات المتعاقبة على تدبير شؤون البلاد ،وسيستمر هذا التسويف لسنوات ،وهذا يسيئ للمجهودات المبذولة ،وعرقلة لتفعيل الفصول الواردة في دستور 2007 .ولطموح مغاربة العالم في المساهمة في البناء الديمقراطي الذي عرفته بلادنا منذ تولي جلالة الملك العرش ورغم الإكراهات التي نعيشها في ضل هذه الحكومة فإننا سنبقى متشبثين بطموحنا في تعزيز استقرار البلاد من خلال هذه المشاركة التي ستبقى حلما معلقا إلى أجل غير معلوم ،نأسف لسياسة التماطل التي مازالت خيارا لهذه الحكومة لعرقلة الإصلاحات التي يمكن أن يطرحها مغاربة العالم من خلال التواصل في كل مؤسسات الحكامة ،وأتمنى أن تستوعب الأحزاب السياسية المبادرات التي انخرطت فيها فعاليات عدة من مغاربة العالم في هذا الصيف ،قبل فوات الأوان .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID