عندما يستيقظ الضمير في الغرب ويستمر في سبات عميق عند العرب والمسلمين

من يعرقل حرية التعبير والديمقراطية في البلدان العربية؟وهل تتمتع الشعوب العربية والإسلامية بما تتمتع به الشعوب في الغرب بمافيهاالعلمانية،أو التي تؤمن بالمسيحية كدين أو الذين يطلق عليهم رجال الدين المسلمين بالعلمانيين؟لماذا لم يحرص الذين يقودون بلاد المسلمين على تفعيل تعاليم الإسلام وماوردفي القرآن الكريم وزكته الأحاديث النبوية الشريفةوماسار على نهجه السابقون من الصحابة والتابعين ؟إنها أسئلة متعددة تؤرقني باستمرار.أتساءل باستمرارلماذا يصف الزعماء الحكام وحتى رجال الدين المسلمين الذين يقودون الشعوب في مختلف القارات بالكفر ،في الوقت الذين هم يخرجون عن تعاليم الإسلام الدين الحنيف ؟هذه مجرد أسئلة تؤرق ضميري ،خصوصا عندما يغيب الإنصاف والعدل في البلدان التي نطلق عليها مصطلح الإسلامية،إن ما يعيشه الشعب الفلسطيني من تطهير عرقي وإضطهاد غير مبرر ويسكت عنه العلمانيون والسياسيون ورجال الدين المسيحيين في الغرب ولا أحد من كل الذين ذكرتهم يجرئ على انتقاد ما ترتكبه إسرائيل من جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي ؟لماذا يلتزم الصمت رجال الدين المسيحيين ،المتشبعين بالقيم الإنسانية بما يقع في غزة وبمسلسل القتل في باقي المدن الفلسطينيةالمحتلة ؟إنها مجرد أسئلة تؤرقني ولا أجد أجوبة مقنعة لجيل مسلم يعيش في الغرب ؟ما ارتكبته إسرائيل خلال أكثر من خمس وسبعينسنة من جرائم حرب يندى لها الجبين ،وسكت عنها الجميع .يفرض الخوض فيها من جديد .إن مايجري اليوم على أرض غزة يفرض صحوة لشعوب الأرض لإحقاق الحق وعدم السكوت على الجرائم التي ترتكب بدم بارد .أتساءل دائما لماذا لم ينتفض من يقود بلادالمسلمين ضد الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزة وفي كافة المدن الفلسطينية المحتلة؟عجيب أمر البلدان التي زارها ترامب مؤخرا ،وحجم الأموال الخرافية التي أهداها الحكام العرب للشيخ والحاج ترامب وفي الوقت نفسه يغضون الطرف عن سكان غزة الذين يموتون جوعا وعطشا ،ومحرومون من العلاج بسبب قصف إسرائيل للمستشفيات ،وحرمان المصابين من العلاج ؟إن سكوت الغرب عما ترتكبه إسرائيل من جرائم حرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة يعطي شرعية لإسرائيل لارتكاب مزيد من الجرائم ،لكن الذي لا يمكن قبوله هو موقف دول العالم الإسلامي والعربي عن ما يقع من جرائم بشعة واعتداءات على العديد من دول الجوار لإسرائيل لبنان واليوم سوريا واليمن وكل دولة من الدول العربية التي تناهض سياسة إسرائيل سوف يكون مصيرهاماتتعرض له سوريا والإستيلاء على مزيد من أراضيها لتضمها للجولان المحتل منذ سنوات،وتدمير لبنان وقتل الذين يقودون المعركة ضد سياسة إسرائيل ،لم يعد هناك بلد عربي من دول المواجهةوفي مقدمتهم مصر ،والأردن يرفعون صوتهم ضد ماجرى ومازال في غزة وكل المدن تحت الإحتلال الإسرائيلي لن أستثني دولا إسلامية له وزنها في الساحة الدولية ولكن الجميع يخشى تغيير موقفها مما ترتكبه إسرائيل من جرائم حرب .الشعب الفلسطيني يباد بالقصف والجوع ،مدن قطاع غزة حولتها إسرائيل إلى ركام والحكام العرب أعطوا للرئيس الأمريكي هبات بالملايير من الدولارات،ولم يبق لهم لإرضائه سوى منحه جواري .لقد أوجعوا قلوبنا بسياسة الخنوع والإنبطاح التي ألفوها ،وصادروا حقوق شعوبهم حتى لإبداء موقفها والخروج في مظاهرات عارمة وتوجيه رسائل واضحة لكل الأنظمة المساندة لسياسة إسرائيل .إن ما ارتكبته إسرائيل من جرائم حرب مروعة ذهب ضحيتها لحد الساعة أكثر من خمسين ألف شهيد وشهيدة صغارا وكبار ،والتزام الدول الكبرى المساندة لإسرائيل الصمت يبين حجم المؤامرةالتي تستهدف فلسطين والدول المحيطة بها .إن الحرية والعدالة والإنصاف تنتزع ويكون المقابل قافلة طويلة من الشهداء .التاريخ يسجل مواقف الزعماء العرب والمسلمين ،والحق ينتزع ويكون مقابله قافلة من الشهداء.
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك