مشروع المشاركة السياسية لمغاربة العالم المؤجل
عندما تحاول أن تبحث عن أسباب تأجيل تفعيل فصول المشاركة السياسية لمغاربة العالم،فإنك تتيقن بأن الأحزاب السياسية ،تعرقل تحقيق الحلم الذي يراود فئة عريضة من مغاربة العالم،والذين يريدون نقل القيم الديمقراطية المتشبعين بها والمساهمة في تخليق الحياة العامة في المجتمع المغربي ،ومحاربة الفساد ،بالأمس فقط غطت الصحف الوطنية ،فضيحة كان بطلها أستاذ جامعي ،كان يبيع الشواهد المزورة للراغبين في ولوج المهن بمختلف أنواعها ،وبقي لسنوات وهو ،يمارس التزوير في غياب المراقبة الصارمة ،حتى وقع في الفخ وانكشفت الجرائم التي ارتكبها.هذا غيض من فيض وكل يوم يمر ستنشر الصحف الوطنية والتي وجدت المادة الخام لكشف حقائق خطيرة عن الجرائم التي ارتكبها هذا الإطار جامعي الذي لا ضمير له .والتحقيقات التي باشرتها المصالح الأمنية ستفجر هذه الفضيحة ،التي وقع فيها وستسقط رؤوسا عديدة بتهمة التزوير .إن تخليق الحياة العامة في المغرب ،أصبح مطلب شعبي لوضع حد لأمثال هؤلاء الذين يسيؤون لسمعة الوطن .ومع كامل الأسف ،هذا الأستاذ المتهم بالتزوير المنعدم الضمير ،والذي مارس جرائمه لسنوات بحثا عن المال في غياب الضمير المهني .إن واقعة التزوير التي كشفتها المصالح الأمنية في أكادير معقل رئيس الحكومة ،ستسقط رؤوسا عديدة من دون شك .وستصبح واقعة التزويرموضوعا يشغل الرأي العام الوطني ،وموضوع نقاش مفتوحا سيجر العديد من المستفدين والذين ولجوا الوظيفة العمومية في غياب مؤهلات علمية ،حقيقية .الفضيحة تفجرت في معقل رئيس الحكومة الذي هو في نفس الوقت يرأس المجلس الجماعي لأكادير ،ولا نستبعد أن تسقط رؤوسا عديدة استفادت من الشواهد المزورة ودخلت مجال الوظيفة العمومية على حساب أبناء الشعب المغربي .إن مايكشف عنه يوميا من فضائح ،يستوجب تعبئة عامة في البلاد ،لمحاكمة كل المتورطين في الفساد .
إن واقعة أكادير التي سقط فيها أستاذ جامعي ،ستكشف من دون شك جرائم أخرى ،عرقلت مسيرة التنمية والإقلاع الإقتصادي ،واستمرار الفساد هو من أسباب غياب تخليق الحياة العامة في البلاد، لقد أصبحنا كل يوم نتفاجأ بخبر غير سار بتورط العديد من الذين دخلوا السياسة والمناصب وتورطوا في تجارة المخدرات ومثل هؤلاء هم الذين يعرقلون مشاركة مغاربة العالم في تخليق الحياة العامة في المجتمع المغربي ويستمرون في إغلاق الأبواب في وجه مغاربة العالم في المشاركة السياسية،والتي من خلالها يفسح المجال لهم في بناء مجتمع خال من الفساد والرشوة والتزوير والإستغناء الغير المشروع ،ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب .إن سقوط هذا الأستاذ الجامعي في يد رجال الأمن ويقظة المسؤولين الكبار ،ستكون بداية لتطهير الدولة من الفساد الذي ينخر عدة مصالح في الدولة.
إن ماوقع في مدينة أكادير دليل قاطع على تغلغل الفساد في المجالس المنتخبة وفي أجهزة المجالس المنتخبة،وفسح المجال لمغاربة العالم بالمشاركة السياسية وولوج تدبير المجالس المنتخبة ستكون فرصة لهم للمساهمة في تخليق الحياة العامة ومحاربة الفساد بشتى صوره .
نحن بحاجة في المجتمع المغربي لمسؤولين يحملون ضمير مهني وغيرة على مستقبل البلاد لا لمسؤولين يتورطون في الفساد والتزوير والغنى الفاحش ،والوعي السياسي ومسؤولين ،متشبعين بالقيم الإنسانية والديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان .
ولنا عودة للحديث عن الكثير من القيم الغير الأخلاقية التي تتسم بها المرحلة في المغرب في ضل حكومة يغلب عليها نخب سياسية همها الغنى الفاحش وتهريب المال بكل الطرق إلى خارج البلاد.لنا ثقة في جلالة الملك لإعادة تربية النخب السياسية الفاسدة والشعب المغربي يجب أن يتحمل مسؤوليته في الدفاع عن القيم الإسلامية والديمقراطية التي هي أساس بناء مجتمع راقي همه إنجاح البرامج التي تخدم المصلحة العامة ومحاربة النخب الفاسدة ومحاكمتها شعبيا وقضائيا وفضح كل الممارسات التي تسيئ للتاريخ المغربي الحافل.إننا ننتمي لدولة لها تاريخ وعلينا أن نحافظ على التاريخ الذي تمسك به المرابطون والموحدون والمرينيون والوطاسيون ونحترم كذلك المشروع الملكي الذي سيقود البلاد إلى النمو والرقي ،ونحافظ على القيم التي عشنا عليها لقرون بعيدا عن الفساد الذي سيقود البلاد إلى الهاوية ونحرص على إعطاء مغاربة العالم الذين يعيشون في مجتمعات ديمقراطية خالية من الفساد ليجسدوا هذه القيم في المجتمع المغربي ونكون بذلك مساهمون في الرقي بالبلاد لا إلى جرها إلى حافة الهاوية في ضل الفساد المستشري في المجالس المنتخبة وفي برلمان فيه الكثير من النواب الذين همهم النهب والفساد والتغطية على النخب الفاسدة ودعمها لقيادة البلاد إلى الهاوية.
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك