فضاء الأكادميينمستجدات

حتى لا تسيح المغالطات إلى الأمم المتحدة أيضا..!

البروفسور محمد الشرقاوي واشنطن

أستاذ تسوية النزاعات الدولية وعضو لجنة الخبراء في الأمم المتحدة سابقا

واصل الأخ نورالدين بوشكوج تزييف الوقائع والنفخ في ما هو ليس من الحقائق، فكتب يقول:
“سعادة السفير جيري ماتيوس ماتجيلا، المندوب الدائم لجمهورية جنوب افريقيا لدى الامم المتحدة، بالتأكيد لم يستطع النوم خلال الليلة الماضية حيث فرض عليه الرئيس دونالد ترامب التوقيع على مذكرة رسمية تتضمن اعلانه الاعتراف بالسيادة المغربية على كامل اراضي الصحراء المغربية مما لا شك فيه أن سعادة السفير سيلعن مرات عديدة القدر الذي كان سببا في تزامن رئاسته لمجلس الامن مع صدور الاعلان التاريخي لدونالد ترامب وإرغامه ، وفقا للانظمة الدولية ، على توقيع مذكرة تعميم الاعلان على جميع الدول الاعضاء في مجلس الامن.”

لا يعلم السيد بوشكوج مدى الأنين التي تشعر بها الحقيقة عندما يطالها مثل هذا التلاعب. وحتى لا تكبر كرة الثلج المزيفة، دعوني أفصل الحقيقة عن المزايدات الواهية: سلّمت كيلي كرافت مندوبة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة سلّمت نسختين من الإعلان الرئاسي لترمب يوم الثلاثاء إلى الأمين العام غوتيريش والرئيس الحالي هذ الشهر لمجلس الأمن وهو مندوب جنوب أفريقيا. وما يذكره الأخ بوشكوج حول “إرغام” السفير ماتگيلا على التوقيع مفتعل غير صحيح إطلاقا، إذ أن الإجراءات المتداولة في الأمم المتحدة تقضي بأن يقرّ الأمين العام ورئيس مجلس الأمن بتسلم الرسالة على غرار كافة الرسائل التي تأتي من كافة الدول.

وكما هو بديهي، الرئيس ترمب لا يحكم مجلس الأمن، ولا يتبع له موظفو الأمم المتحدة. هذا من قبيل الواقع الذي لا يرتفع تحت وطأة النفخ، إلا إذا كان الأخ المحترم بوشكوج يريد أن ينفخ في دونالد ترمب حتى يصبح “امبراطور العالم”..!

من باب الصدق والموضوعية، ينبغي ألا نضحك على ذكاء المغاربة والملك، و ألا ننفخ في قِربة المغالطات وليّ عنق الوقائع بفعل التهافت على كل ما فيه رائحة نصر للدبلوماسية المغربية. مصلحة المغرب وتوقعات المغاربة تستدعي نقل الأمور كما هي، ودون “فوتو شوب” سياسي.

فما الجديد بعد تسليم الرسالتين؟

طلبت ألمانيا عقد اجتماع خلف أبواب مغلقة لمناقشة الوضع في الصحراء، ووافق مجلس الأمن على عقد الجلسة الإثنين المقبل. وقد سئل متحدث باسم الرئيس المنتخب جوزيف بايدن عن رأيه، لكنه امتنع عن التعليق.

مغربي ومغاربي وأفتخر، أملي في مغرب الحقيقة والشفافية، ولا مغرب التزييف والرومانسية الدبلوماسية..!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube