مستجداتمقالات الرأي

*كلمات* .. في الأجندة و الشجرة !

*الصهيودية .. الشذوذ الجنسي .. الهويات الجديدة و”بيزنيسها” .. ودور الحكومة !*

دأحمد ويحمان

*ظاهرة الهويات البديلة*

شهد المغرب في السنوات الأخيرة ظاهرةً غريبةً تجتاح الساحة الاجتماعية والثقافية، حيث بات العديد من الشباب من كلا الجنسين يبحثون عن هويات جديدة، لا سيما “اليهودية” و”الشذوذ الجنسي”، باعتبارهما أشكالاً من “اللجوء الاجتماعي” المدعوم بلبوس سياسي، تحت ذريعة اضطهاد الأقليات.هذه الظاهرة، التي تتزايد بشكل لافت، تُعدُّ إحدى تبعات النشاط المكثف للأجندة الصهيونية في المغرب، والتي تهدف إلى إعادة إنتاج مفهوم “المحميين الجدد”، وذلك في سياق مشروع يستغل اليهودية كغطاء لتمرير الأجندة الصهيونية؛ وهي الديناميكية التخريبية التي كثفها فنان الشعب أحمد السنوسي (بزيز) في إحدى إشراقاته؛ “الصهيودية”؛ أي الارتكاز على الديانة اليهودية لتمرير المخططات الاستعمارية والتآمرية الصهيونية.المحميون الجدد واستغلال الدينلم تعد القضية مقتصرة على الترويج الثقافي أو الأكاديمي للتطبيع، بل امتدت إلى هندسة اجتماعية تسعى لتغيير الهوية الدينية والوطنية للمغاربة. وقد ظهرت، في هذا السياق، سوق جديدة وغريبة: بيع شجرات الأنساب التي “تثبت” يهودية بعض المغاربة. وقد أصبح من المألوف سماع قصص عن أشخاص يحملون أسماءً إسلامية مثل “محمد” و”عبد العالي” و”عبد القادر” و”فاطمة” و”هدى” و”سميرة” … لكنهم، بين عشية وضحاها، يصبحون، عبر وثائق مدفوعة الثمن، من حشود “السفارديم”.

*الإبراهيمي والتجنيد العسكري*

عبد القادر الإبراهيمي، الذي أعلن اعتناقه للديانة اليهودية التلمودية، رئيس معهد “ألفا” الإسرائيلي، تحول بين ليلة وضحاها إلى أحد وجوه الترويج للصهيونية داخل المغرب، كما أنه مرتبط بتدريبات عسكرية يشرف عليها الحاخام والضابط الصهيوني أبراهام أڤيكزير، والتي تهدف إلى إعداد عناصر قادرة على تنفيذ عمليات بدم بارد، وفق دليل تدريبي خاص بالموساد بعنوان: “كيف تقتل بدم بارد”.

*الرحماني والنحيلة وأبعدور والتطبيع مع الشذوذ*

عبد العالي الرحماني، الذي أعلن اعتناقه لليهودية التلمودية، وأسس جمعية باسم “موشي بن ميمون”، معترفًا علنًا في تدويناته بعلاقاته مع الأجهزة الاستخباراتية الصهيونية، وخصوصًا الموساد، لم يكتفِ بذلك، بل كشف عن رغبته في تنظيم مسيرة للشواذ جنسيًا في مدينته الناظور، وهو ما يوضح الترابط العميق بين الأجندتين: الصهيونية والتخريب الاجتماعي. ولعل الأخطر في حالة الرحماني هو الحظوة التي يتمتع بها لدى السلطات، لدرجة أنه هدد باشا مدينة الناظور لمجرد أنه لم يحضر حفلًا تكريميًا له، بل طالب وزارة الداخلية والديوان الملكي بمعاقبته ! تهديد الرحماني للباشا ووعيده له يذكرنا بقصة صاحب مهرجان سيدي قاسم الفضيحة، مسؤول الجمعية المعروفة بميولاتها الشاذة، المدعو عبد اللطيف النحيلة، الذي سبق أن اقتحم مفوضية الأمن، في حالة غير طبيعية، وشرع يسب بأقذع النعوت المسؤولين في المفوضية مستقويًا بعلاقاته بضيفه، مدير مكتب الاتصال الصهيوني، المجرم غوفرين، الذي اغتصب الفتيات المغربيات وقال بأنه يتعمد إهانة الملك! ومستقويًا كذلك بعلاقاته وصوره مع المستشار الملكي ازولاي التي ينشرها، متبجحًا في حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي. يونس أبعدور، الذي غير اسمه إلى “يونا أبيدور”، الطالب الذي سافر إلى تل أبيب حيث حضر دكتوراه !! وحرص على أن يمثل الشواذ المغاربة “أحسن” تمثيل في المسيرات الدورية ل”المثليين” في عاصمة الكيان، نموذج آخر للمستقوين بعلاقاتهم وصورهم مع المستشار الملكي أزولاي.

*فاطمة كريم وهدى بلقاضي وسميرة بار .. ومحمد أوحساين*

نموذج آخر من المتهودات والمتصهينات تجسده المدعوات؛ فاطمة كريم التي أعلنت اعتناقها للديانة اليهودية التلمودية، وانخرطت، بكل جوارحها في أجندة الاختراق والتخريب الصهيونيين درجة إحراج السلطات بتركيز هجومها، وهي عائدة من تل أبيب، على الإسلام وعلى الرسول محمد (ص) .. وهو مستوى لا ينافسها فيه غير زميلتيها في العمالة للموساد؛ هدى بلقاضي الحلوي، وإسمها الحركي في الموساد إستر دهان، التي لا تفتأ ترفع علم كيان الإجرام وعلم الشواذ أنى حلت وارتحلت، وكذا سميرة بار، المتنقلة بين تل أبيب والدار البيضاء، التي ما انفكت تدعو مع بلقاضي إلى الإسراع في هدم المسجد الأقصى وبناء “الهيكل المعظم” مكانه ! وهذه الدعوات كلها تصب وتتقاطع مع الدعوة التي شرع فيها المدعو محمد وحساين، مؤطر النشء في التلفزيون الرسمي، بالصوت والصورة، حول ” يهودية الملك وأسرته ” وأنعدام أية علاقة لهم بآل البيت !!!

*دور الحكومة في دعم الأجندات التخريبية*

في سياق متصل، يبرز دور رئيس الحكومة ووزير العدل في الترويج لثقافة الشذوذ الجنسي تحت غطاء الحريات الفردية. وهذا ليس مجرد توجه سياسي، بل هو جزء من مخطط أشمل يهدف إلى زعزعة القيم المجتمعية، وضرب البنية الأخلاقية للأسرة المغربية. ويتجلى هذا الدور في التحضير لتمرير قوانين تحمي هذه الفئات والسلوكيات وتشجعها، رغم رفض الشارع المغربي القاطع لمثل هذه التوجهات. ولعل تخصيص رئيس الحكومة، بصفته رئيس المجلس البلدي لمدينة أݣادير، لمآت الملايين لتتويج ملك الشذوذ الجنسي وكذا تصريح وزير العدل بأن الشذوذ أمر واقع، ما له من دافع، خير دليل على هذا الدور وهذا التشجيع.

*وكر الأنساب و”بيزنس” الهوية*

ومن غرائب هذه الظاهرة، أن هناك حديثًا عن “وكر” خاص بهذه الحرفة الجديدة، يُروج بقوة أنه يقع في البرتغال، حيث يتم تصنيع الهويات الجديدة، في سوق أصبحت تدر أرباحًا طائلة. فبيع شجرات الأنساب أصبح تجارةً مربحةً، تستغل الجهل، والفقر، والرغبة في الهجرة، وتستفيد من الغطاء الذي يقدمه بعض المتنفذين في الدوائر العليا. ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل سبق أن تم الكشف عن “النشاط” التجاري للضابط الصهيوني إيلان ماكستويل، الذي قام بتأسيس شركة في المغرب مختصة في “تسويق” جوازات السفر المغربية! (تجارة بيع وشراء وإعلانات لكل من يهمه الأمر). هذا “المستثمر” في قطاع السيادة المغربية لم يتردد في نشر صورٍ تجمعه بالمستشار الملكي أندري أزولاي، ليضفي على نشاطه غير المشروع صبغةً من المصداقية والضمان.

*فضيحة الحاخام البرتغالي دانيال*

في السياق ذاته، تأتي سابقة تؤكد ماويروج عن الشجرة السحرية المدرة للربح، حيث تفجرت فضيحة كبرى في البرتغال، قبل حوالي ثلاث سنوات، حين تم سحب جواز السفر من الحاخام اليهودي بالبرتغال؛ دانيال ليتكاف ومنعه من السفر، بسبب دوره في تسهيل حصول الملياردير الروسي، صديق بوتين، رومان أبراموفيتش، على الجنسية البرتغالية، ضمن شبكة بيزنس/فساد كبيرة تعمل على منح الجنسية للأثرياء تحت غطاء أنهم “يهود سفارديم” للإفلات من العقوبات التي فرضت على روسيا بخلفية الحرب على أوكرانيا !!

*بين الأمس واليوم: أين يسير المغرب؟*

ما يجري اليوم في المغرب يعيد إلى الأذهان فترات الحماية الأجنبية، حين كان بعض المغاربة يسعون للحصول على حماية القناصل الأجانب لضمان امتيازات شخصية. الفرق اليوم أن الحماية تأتي تحت مسميات جديدة: الهوية اليهودية، الحقوق الفردية، اضطهاد الأقليات، لكنها جميعها تصب في هدف واحد: تفكيك الهوية الوطنية وضرب الإسلام كركيزة أساسية في بناء الدولة والمجتمع.

*آخر الكلام* هل يمكن القول إن المغرب أصبح سوقًا مفتوحةً للهويات البديلة والقاتلة، حيث تقلب المعايير، ويصبح النسب الشريف مدنسا والنسب المدنس، سابقا، هو المقدس، والضامن للحماية والحصانة والامتيازات حاليا؟ .. سوقا يُباع فيه النسب ويُشترى الجواز، ويُوظف الدين والجنس لخدمة أجندات أجنبية؟ أم أن هذه الموجة، رغم خطورتها، ستواجه بحصانة الوعي الشعبي الذي ظل عبر التاريخ صامدًا أمام محاولات الاختراق والتفكيك؟الأيام وحدها كفيلة بالإجابة على هذا السؤال !ولله الأمر من قبل ومن بعد .

————————-

× باحث في علم الاجتماع السياسي ورئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID