صدق من قال أن مستقبل الصحافة هي الحرية،الحقوق،والأخلاقيات

كلام في الصميم ،ونطرح سؤالاً على الجميع بدءا بالحكومة التي تسير الشأن في البلاد هل تحترم حقوق الإنسان التي من مرتكزاتها الحرية والتي تعني أن المواطن المغربي يجب أن تضمن له الحكومة الحق في التعبير عن انشغالاته عن مطالبه من دون تعسف ولا تعذيب ولا اعتقال .صحيح أن أي مواطن إن أراد أن يتمتع بالحق في التعبير بكل حرية وجرأة ،يجب أن يكون ملزما بأسس الحوار التي من ضمنها أن يلتزم بالأخلاق في الحوار مع الآخر ،الذي هو كذلك ملزم بأن يتمتع بقمة الأخلاق كمسؤول في أي إدارة كانت ،مسؤول في الحكومة ،أو قاضي في المحكمة أو ضابط في الشرطة والدرك أو أي مسؤول كيفما كانت مسؤوليته في الدولة المغربية .وعندما يؤكد البعض على أن مستقبل الصحافة في المغرب أو في أي دولة كانت ،هي الحرية والتي تعني الكثير للإنسان كان مواطنا عاديا أومسؤولا في أعلى جهاز في الدولة ،وزيرا أوضابطا في الجيش أوالشرطة أوالدرك أو وزيرا أورئيسا في الحكومة ،وكل مسؤول قد يتعرض للإستفزاز أوالإنتقاد من طرف الشعب وعليه أن يلتزم بمصطلح الحرية (أن يرد على الإنتقاد بكلام نابي على مواطن يمارس حقه في التعبير ،فهذا غير ملتزم بأخلاق المسؤولية والأمثلة كثيرة تغطيها الكامرات الخفية وأبسط مثال للعزيز أخنوش كما قال لإحداهم مستشارة في المجلس البلدي لآكادير في نقاش مسؤول بعبارات منحطة لا تليق به كرئيس حكومة ،في الوقت الذي كان ملزما بأن يخاطبها لا كرئيس للحكومة ولكن كرئيس للمجلس البلدي لأكادير ،والشخص نفسه يرد على انتقاد مواطنين عاديين فضحوا ممارساته الخارجة عن القانون قائلا لهم (سير سلم على لي صافطك) بالدارجة المغربية هذه ليست حرية تعبير التي نلح أن يستفيد منها المواطن العادي ويلتزم بها المسؤول الثاني في المملكة أوأي مسؤول كيفما كانت مسؤوليته في الدولة المغربية .المغاربة كما تعلمنا على يد رجال الدولة الذين تركوا بصماتهم في تاريخ المغرب يلتزمون دائما بالأخلاق وباحترام المواطن البسيط الذي لا يمتلك الجرأة والشجاعة في بلادنا للتعبير عن معاناته وعن مطالبه بكل معنى حقيقي للحرية ،والمسؤول كيفما كانت مرتبته في هرم الدولة إذا فقد أسس الحوار والإستماع للمواطن وضبط النفس عليه أن يرحل ولا يستحق أن يتحمل أي مسؤولية في هرم الدولة .والصحفي الذي لا يتميز بالجرأة والشجاعة بالتعبير بكل حرية في أسمى معانيها وقدسيتها ليقف ندا متسلحا بالحرية التي تعلمها والتزم بالسير على نهجها في الحوار مع أي مسؤول كان في الدولة احتراما لقدسية الحرية ودفاعا عن الذين لا يستطيعون التعبير عن مطالبهم والأوجاع التي يعانون منها لا أقصد الآلام والأمراض بل الحقوق الأساسية ،الحق بالعيش بكرامة،واقتسام الثروة ،وضمان مدخول قار وحمايته من ذوو النفوذ وممارسات كثيرة تؤجج الصراع في المجتمع وتوسع من دائرة الفوارق الاجتماعية والتي تؤدي إلى انعدام الأخلاق في الدولة والمجتمع ككل .وأي مجتمع إذا لم تتوفر فيه صحافة نزيهة تتمتع بالحرية والجرأة والحقوق في انتقاد أي مسؤول في جهاز الدولة مع الإلتزام بأخلاقيات المهنة كصحفيّ له ضمير حريص على استقرار الدولة وهيبتها .هذا هو المغرب الذي نريده ،وهذه هي الأخلاق التي يجب أن يتمتع بها أي مسؤول في أجهزة الدولة.النماذج كثيرة وأعتقد أن دول شمال أوروبا وبالخصوص الدول الإسكندنافية ،تتجسد في مجتمعاتها المبادئ والقيم التي تربت عليها هذه المجتمعات فأي مسؤول في أجهزة الدولة يحترم المسؤوليات التي هو ملزم باحترامها في معاملته مع المواطن ،والصحفي يمارس مهمته بحرية وبأخلاق عالية والضابط في الأمن والقاضي وأي مسؤول في الدولة يمارس دوره ومهمته وإذا أخل بواجبه أوارتكب مخالفة وهو في سيارته أودراجته العادية فأوقفه الشرطي يسجل له مخالفة قانونية بدون لف والدوران ولا قذف ولا كلام نابي وهذا معنى ممارسة الحقوق بانضباط وأخلاق واحترام الآخر .والصحفي في الغرب يتمتع بحرية كاملة في انتقاد المسؤول كيفما كانت مرتبته في الدولة هذه هي حرية التعبير التي نريدها في بلادنا والتي يجب أن تكون مضمونة لكل من يمارس مهنة الصحافة ،فالحرية في انتقاد المسؤول الذي يتحمل المسؤولية في تدبير شؤون الدولة يجب أن يتميز بمبدأ احترام المواطن العادي كيف ما كانت مرتبته مواطن عادي أو مسؤول في الشرطة أو وزيرا في الحكومة فالأخلاق هي الأساس والحرية في التعبير ثانيا لأنها الضامن الحقيقي للتعبير عن حقوق المواطن كيف ما كانت مرتبته ثم الأخلاق وهي عنوان وأسمى قيم في الإنسان،لا يفوتني أن أوجه شكري وتقديري لصحفية أثارت الفكرة لتستفز أكبر عدد للتعليق على ما عبرت عنه بكل جرأة شكرا حنان رحاب ورمضان كريم الذي تقضونه في أجواء أفضل من أجوائنا في برد قارس ونقاش سياسي وصحفي مرتبط بما يجري في غزة وكامل فلسطين

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك