حيمري البشير

إلى روح يسرى التي انتقلت إلى الرفيق الأعلى

من المسؤول عن استشهاد الطفلة يسرى هل الأب الذي كاد أن يكون ضحية للأمطار الغزيرة التي تهاطلت على المدينة؟ هل المسؤول الجهة التي أنجزت قنوات الواد الحار ولم تعطي اعتباراً لمكامن الخلل ؟ أم الجهة المسؤولة عن تقييم الإنجازات التي تحققت؟أسئلة كثيرة يطرحها المواطن البركاني ،في انتظار جمع كل المعطيات المتعلقة بهذا الحدث الأليم الذي ذهب ضحيته فتاة في عمر الزهور وتركت حزنا عميقا في نفوس سكان المدينة وكل الذين يفتخرون بانتمائهم لهذه المدينة في العالم وفي كل دولة استقر بها المنحدرين من هذه المدينة في العالم .فاجعة ألمت بالأسرة وبأم وأب مكلوم من هول الصدمة فقدا التعبير عن استشهاد طفلة يافعة كان لها طموح لتذهب بعيدا في دراستها ،يسرى لقد افتقدناك جميعا وتألمنا لرحيلك ،ولم تسعفنا الظروف لتوديعك لمثواك الأخير ،لكننا مطمئنين بأنك مثل طموحك متيقنون ستكونين في في منزلة أحسن من هذه الدنيا التي خطفتك وهي تعلم أن كل المغاربة تألموا لفقدانك.يسرى لم تتركي غصة في قب أمك وأبيك وأقرب الناس إليك ،لقد تركت ألما في قلوب كل المغاربة الذين تابعوا الأمطار الغزيرة التي تساقطت في غفلة،وكانوا سعداء بطموحك وبحرصك على مواصلة طريق النجاح لإسعاد والدتك ووالدك وسكان مدينة لازالت تعرف أشغالا متواصلة ولكن تعرف أخطاءها وإهمالا وعدم الإتقان وغياب المراقبة .من يتحمل الفاجعة في يوم ممطر فاق كل التوقعات ؟لماذا مازال هناك من يؤدي أعمالا في غياب الضمير ،وفي غياب الإتقان ،الممزوج بالجشع ،والإهمال بأرواح تسقط كلما فاقت الأمطار كل التوقعات؟يسرى نقولها ونتحمل المسؤولية في ذلك ذهبت ضحية غياب المراقبة بعد الإنجاز ،وغياب المراقبة يؤدي ثمنه دائما اليافعين الذين يغادرون في غفلة كما غادرت يسرى التي كانت طموحة في دراستها لتحقق المستحيل ،يسرى الوجه الجميل ،التي تظهر في الصورة وكالعادة دائما مبتسمة تعبر عن طموح منقطع النظير .يسرى التي ودعناها من بعيد من كل الأقطار وأنا متأكد من ذلك ،من القارات الخمسة تألمنا لرحيلك المؤلم سمعنا أمك ولمسنا من كلماتها شدة الصدمة التي حلت بها،لقد فقدت الكلمات والتعبير ،كان حلمها فقط أن تحملين على نعش إلى سريرك لتلقي تحية الوداع الأخير وتسير في جنازتك إلى مثواك الأخير رفيقاتك في المدرسة وكل الذين عرفوك من سكان الحي ،ليعبروا جميعا عن حزنهم لهذا الرحيل المبكر قبل تحققي مبتغاك وأحلامك .لقد استشهدت في غفلة من الجميع وكوني على يقين أنك دفعت روحك ثمنا حتى يتم محاسبة كل الذين أنجزوا المشاريع في المدينة في غياب الإتقان لقد رحلت لمثواك الأخير ولكن تركت غصة في قلوبنا في القارات الخمس ،لقد تابعنا خبر رحيلك ،وتألمنا كثيرا .كنت شمعة تضيئ ليس فقط بيت الأسرة ولكن مدينة بكاملها بل وطنا تألم هذا الرحيل المبكر ،ورحيلك سيكون درسا لكل الذين لا يتقنون عملهم ،لكل الذين لا يحملون ضميرا مهنيا .اليوم بعد رحيلك المبكر عرفنا قيمة كل الذين تجندوا في البحث عنك في ظروف صعبة ،وعرفنا صبر الوالد والوالدة التي فقدت التعبير عن ألم الفراق عن زهرة كان سيكون لها شأنا في مدينة بركان ،لقد تيقنا بأن كل الذين ينحدرون من هذه المدينة والمتواجدون في كل بقاع العالم تألموا لرحيلك وللفاجعةالتي حلت بالأسرة والأمطار الغزيرة التي تهاطلت بالمدينة كشفت العيوب التي يجب أن يحاسب عليها كل الذين لا يتقنون عملهم.رحيلك يا يسرى سيكون درسا يتعلم منه الجميع ،وكل من أخطأ في الإنجاز وفي المراقبة يجب أن يحاسب ولا يجب أن تكوني أنت الضحية بدون حساب ولا عقاب .رحمك الله أيتها اليافعة التي كانت تحمل طموحا ويظهر ذلك من خلال الإبتسامة الظاهرة على وجهها ،رحمك الله يايسرى الجميلة فموعدنا في الجنة إن شاء الله .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID