مستجدات

الإرهابيون يضربون مجددا في فرنسا

من يقف وراء العملية الإرهابية التي ذهب ضحيتها مواطن فرنسي وسقط آخرون جرحى ،لماذا يستمر هذا الصراع بين الحق والباطل ،بين الذين يعشقون الحياة وبين الذين لم يعد لهم علاقة بالقيم المشتركة بين المسلمين والمسيحيين،وأضف إليهم حتى اليهود الذين هم كذلك تجاوزوا كل الحدود في تعاملهم مع المسلمين ،ألا يعتبر من أزهق روحا عزيزة عند الله كما نقول نحن المسلمون جرم غير مقبول في قاموس المسلمين.ثم هل الذي ارتكب الجريمة سوي عقليا ،أم يعاني من أزمة لها جدور لا علاقة لها بالدين،علامة استفهام كبيرة.ثم أن الذي ربط الجريمة بالإسلام ،ألا يستهدف التغطية على الجرائم التي ترتكب في غزة ،والآن امتدّت الجرائم والتطهير العرقي لباقي المدن الفلسطينية في الضفة.من يقف وراء العملية التي وقعت في فرنسا ؟ولماذا ،وما أبعادها ودلالاتها في الوقت الراهن ؟هل أصبح ثمانية ملايين مسلم في فرنسا غير قادرين على القطع مع التطرف والإرهاب ،والإنصهار في المجتمع الفرنسي ؟الجواب عن هذا السؤال والحقيقة التي لا يمكن لأي أحد أن يخفيها ،أن من بين أسباب التطرف والإرهاب ،العنصرية ،والإقصاء في سوق العمل ،والذي أصبح يغذي التطرف والإرهاب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ،والتطهير العرقي الذي بات يهدد ليس فقط الشعب الفلسطيني في الداخل بل حتى الذين يعيشون في الشتات والذين يخرجون منذ أكثر من سنة لفضح الممارسات الإسرائيلية ولغياب العدالة والإنصاف في المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية وفشل المجتمع الدولي في تحقيق العدالة ،هو عامل يؤدي إلى التطرف والإرهاب ،ثم لابد من تسليط الضوء على عامل أساسي يولد التطرف والإرهاب ،هو استمرار عدم تفعيل القانون الدولي وتعطيل قرارات مجلس الأمن ومحكمة لاهاي من طرف رئيس أكبر دولة وأعتاها في العالم والذي أعلن علنا معارضته لمحاسبة إسرائيل على جرائمها .إن الإسلام كدين له موقف واضح من قتل النفس إلا بالحق ،وما ارتكبه الجاني في فرنسا وذهب ضحيته مواطن فرنسي كيفما كانت عقيدته ،جريمة مرفوضة في الإسلام،وبالتالي فرجال الدين من الديانات السماوية الثلاثة يجب أن يكون لهم موقف ثابت ،من الصراع العقائدي داخل المجتمع الواحد.والحل يكمن فيما يسمى بالحوار الحضاري بين أتباع الديانات السماوية الثلاثة،وتبني العدالة والإنصاف كحل لتذويب الخلافات القائمة.إن الذي يغذي التطرف والإرهاب ،هو ما يحدث في فلسطين من تطهير عرقي ،هو غياب العدالة من طرف المجتمع الدولي ،والمنظمات الإنسانية ،وهو انحياز غالبية الدول الكبرى لإسرائيل .إن محاربة التطرف والإرهاب يبقى مرتبط بحل المشكل الفلسطيني وتحقيق العدالة والإنصاف للشعب الفلسطيني ،ومن دون تحقيق العدالة لن تستطيع الدول الكبرى وأد التطرف والإرهاب في المجتمعات الأروبية ،والدول الكبرى بصفة عامة..ثم لابد من قول الحقيقة ،إن محاربة التطرف والإرهاب يبقى رهين برغبة الدول الكبرى بتنفيد القانون الدولي .إن انحياز فرنسا لإسرائيل سيزيد من الكراهية في المجتمع الفرنسي ،والتضييق على المسلمين في المجتمع الفرنسي سيزيد من حدة التطرف والإرهاب والإقصاء لشريحة واسعة من المجتمع الفرنسي ،وبالتالي لن يكون قطع مع التطرف والإرهاب إلا بالحوار الحضاري وتبني الأفكار التي تدعو إلى السلم المجتمعي .تبقى الإشارة في الأخير أن مرتكب الجريمة مواطن من أصول جزائرية رفضت الجزائر تسليمه وكان يعاني من اضطرابات عقلية ومعروف لدى الأجهزة الأمنية الفرنسية

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID