حيمري البشير

فلسطينيو غزة تهجير بلاعودة في مخطط ترامب والذي هو مجرد حلم لن يصبح حقيقة

تصريحات ترامب اليوم بحضور نتن ياهو مؤشر خطير يظهر بالملموس النيات السيئة للرئيس ترامب من اقتراحه بتهجير سكان غزة لمصر والأردن ولا نستبعد أن يقترح ترامب دول أخرى كالصحراء المغربية ودول الخليج العربي ،وهو يخشى اليوم من تعميم الإقتراح حتى يتفادى صحوة عربية تدفعهم لفتح قنوات التواصل مع الدول الكبرى كروسيا والصين لقطع الطريق على مخططات ترامب ورئيس الوزراء الإسريائيلي بالسيطرة على قطاع غزة وضمها لباقي المستوطنات وعينهما معا على حقول الغاز في سواحل غزة ومشروع قناة جديدة لمنافسة قناة السويس .كان الأجدر أن تدعو الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي لاجتماع طارئ مشترك لمواجهة التحديات الكبرى التي أصبحت تعرفها منطقة الشرق الأوسط ،لمناقشة غياب الحل في المقترح الذي تقدم به ترامب من دون طرح حل الدولتين .إن إصرار ترامب على تهجير الفلسطينيين من غزة ليس رحمة لمعاناتهم وإنما تشفي وتطهير عرقي لا يمكن قبوله ،إن تدبير الأزمة بعد إنهاء القصف والتدمير والقتل يجب أن تتكلف به المؤسسات الدوليةالتي لها مصداقية .إن غياب الأمم المتحدة ومجلس الأمن المستمر بعد خمسة عشر شهرا بلغ حجم الدمار فيها أكثر من ستين في المائة وفي مناطق أخرى أكثر من ثمانين في المائة إن تصريحات ترامب اليوم الضاغطة على مصر والأردن بقبول فكرة التهجير وتزايد المعارضة لفكرة التهجير من جهات متعددة في العالم العربي والإتحاد الأوروبي ،سيدفع الدول المستهدفة بالتهجير إلى رفض الفكرة ورفع التحدي ضد الولايات المتحدة .وكان آخرها دول الخليج العربي التي من دون شك ستتحمل الكثير في إعادة إعمار غزة .وقد أعلنت الإمارات العربية اليوم رفضها لأيّ محاولة لـ”تهجير” الشعب الفلسطيني، وذلك غداة طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقترحا لترحيل سكان غزة وسيطرة الولايات المتحدة على القطاع الفلسطيني.

وذكرت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان “أكّدت فيه رفضها القاطع للمساس بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني ومحاولة تهجيره”، ودعت “ إلى “ضرورة وقف الأنشطة الاستيطانية التي تهدد الاستقرار الإقليمي وتقوض فرص السلام والتعايش”.يأتي الموقف الإماراتي ليعطي بصيصا من الأمل للشعب الفلسطيني بتواصل الدعم العربي الرافض لمقترح ترامب .وبانظمام الإمارات للدول العربية الرافضة لمقترح ترامب،سيدفع دول أخرى لجبهة الرفض لمخطط ترامب الذي يسعى لضم القطاع .ترامب  ذهب إلى أبعد من ذلك بقوله إنّ “الولايات المتحدة ستسيطر على قطاع غزة” الذي بات أشبه بـ”موقع للهدم”، مؤكّدا أنّه بفكرته هذه يمكن تحويل هذه الأرض إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.

وكرّر الرئيس الأميركي مؤخرا القول إنّ سكان قطاع غزة الذي دمّرته حرب استمرت 15 شهرا بين إسرائيل وحماس يمكنهم الذهاب والعيش في الأردن أو مصر لكنّ الدولتين أعربتا عن معارضتهما لهذه الفكرة.

وأثارت الخطة التي تفتقر إلى تفاصيل حول كيفية نقل أكثر من مليوني فلسطيني أو السيطرة على غزة، صدمة واستهجانا دوليا واسعا، من حركة حماس والسلطة الفلسطينية والجامعة العربية إلى الصين وأستراليا، مرورا بفرنسا وبريطانيا وتركيا. إن تصريحات ترامب الجديدة التي أعلن عنها بحضور النتن ياهو ووجهت بالرفض الغربي والعربي ،فتصريحاته تبين أنه فقد عقله ،والعالم كله أصبح يعارض مخططاته.إن تصريحات ترامب الأخيرة مؤشر خطير على تغييب حل الدولتين ،بل نوايا سيئة لساكن البيت الأبيض الجديد بتحويل غزة لمنتجع سياحي يتبخر بموجبه حلم العودة لسكان غزة وهذه التصريحات لا تصدر في الحقيقة من رئيس دولة عظمى بل من رئيس بلغ من التهور مداه وسيقود المنطقة إلى مزيد من عدم الإستقرار والدمار

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID