حيمري البشير

الرئيس الجزائري ينفتح على التطبيع مع الكيان

علامة استفهام كبيرة يطرحها كل من يتتبع تصريحات الرئيس الجزائري الأخيرة في ظل التطورات الجارية في الشرق الأوسط.تبون قال بأنهم منفتحون على التطبيع مع إسرائيل ،وبما قاله بصريح العبارة تتبخر مواقف النظام الجزائري والشعارات التي رفعها الرئيس الجزائري (فلسطين خليوها علي)و(مع فلسطين ظالمة أومظلومة)رفعوا باستمرار شعارات وعندما تم انتخاب ترامب وظهرت ملامح سياسته اتجاه الشرق الأوسط وانحيازه الكامل لإسرائيل ،استيقظ تبون وفاجأ العالم باستعداده للتطبيع مع إسرائيل بشروط هو الإعتراف بالدولة الفلسطينية .هو كلام تشم منه رائحة الخوف بعد سقوط النظام في سوريا ،وأن الدائرة ستأتي على الجزائر ،وأن المخرج لتحاشي الدائرة على الجزائر ومحيطها أقصد تونس ،هو التطبيع مع الكيان .لا أحد كان ينتظر هذا الخطاب وهذه الصراحة ،وأعتقد أن زيارة رئيس الأركان الأمريكي للجزائر الأخيرة ولقائه مع شنقريحة ،بدأت تظهر ملامحها وتأثيراتها على السياسة الجزائرية ،وتبخر الخطاب العنتري المتعجرف اتجاه إسرائيل ،هم يسعون للتطبيع مع إسرائيل اليوم لأنهم أحسوا بالخطر خصوصا بعد فوز ترامب في الإنتخابات الأمريكية ،فانبطح الزعماء الذين كانوا السند والقوة لشعب الجبارين .بصراحة قد أتقبل تطبيع مصر مع إسرائيل ودول الجوار الأخرى الأردن والإمارات والبحرين،وحتى السعودية في الطريق،لكني كنت دائما أستبعد دولا ،سموها دول الممانعة كالسعودية،في عهد الملوك الأشاوس الذين كان لهم وزن في الساحةالملك عبد العزيز والملك فهد رحمهما الله ،لكني لا أخشى القول بأن العهد الجديد في الجزائر بفعل الضغوط التي تمارسها أمريكا ،أصبحوا منبطحين .أمريكا طلبت600مليار دولار ولم يقولوا لا والغزاوين يموتون جوعا ولم يمنحونهم قرشا وخبزا باسم الأخوة الإسلامية .وعودة لتصريحات الرئيس الجزائري المفاجأة فيما يخص التطبيع مع الكيان المحتل لأرض فلسطين واستعداده الكامل لفتح صفحة جديدة مع هذا الكيان الغاصب ،أعتبر تصريحاته الجديدة مفاجأة ودليل أنه أحس فعلا بالخطر وبأن الدور على الجزائر قادم لا محالة بعد سقوط النظام في سوريا .بالأمس القريب فقط شنوا حملة على المغرب ووجهوا له اتهامات خطيرة بسبب التقارب مع إسرائيل ونسوا بأنهم كانوا السبب في مسلسل التآمر على بلادنا بسبب قضية الصحراء ودعمهم لمرتزقة البوليساريو .إن التغيير الذي حصل اليوم في موقف الجزائر اتجاه إسرائيل واستعدادهم للتطبيع بشروط أو بغير شروط ،ينم فعلا على تذبذب الموقف الجزائري ومحاولة تفادي الضغوط الأمريكية بعد زيارة رئيس الأركان الأمريكي للجزائر وأعتقد ولو لم يصدر أي أخبار عن فحوى هذه الزيارة يظهر أن الجزائر أصبحت هي المستهدفة في المخطط الأمريكي ولا نستبعد أن تكون تصريحات فيما يخص استعداد الجزائر للتطبيع مع إسرائيل بشروط ،وهوكلام زائد ،بل إذا قبلت إسرائيل التطبيع معهم.النظام الجزائري يتخبط والأزمة الداخلية تتفاقم يوما عن يوم في كل المجالات ومداخيل الغاز والبترول تنهب وتهرب مواردها للخارج ،الآن وبعد سقوط نظام الأسد ،وتدهور الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية وظهور حركات الإحتجاج والتمرد ،وإحساس النظام بخطورة الأوضاع وخطورة تحرش النظام بمحيطه الإقليمي وتدهور علاقته مع فرنسا بسبب موقفها من قضية الصحراء واعترافها بمغربيتها .ووضعها تحت المراقبة من طرف القوات الأمريكية التي اعتادت تنظيم تداريك عسكرية يشارك فيها المغرب والعديد من الدول الإفريقية وعودة ترامب لسدة الحكم في الولايات المتحدة يعني استمرار التعاون الإقتصادي والعسكري مع المغرب ويعني أن الجزائر باستمرارها في خلق البلبلة في المنطقة سيدفع الولايات المتحدة للتحرك وتصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية ،مما يعني كذلك ستكون الجزائر مستهدفة أكثر . كل المعطيات التي ذكرت سيجعل الوضع في الجزائر يزداد تدهورا وستكون القوة العظمى في المنطقة محط سخرية واستهزاء ،لن تخرج منها

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID