ترامب ورؤيته لحل أزمة الغزاوين

يبدو أن سكان مدن قطاع غزة صدموا بالمقترح الذي طرحه ترامب لحل الأزمة التي يعيشها سكان غزة،قراره يتجسد في ترحيل ماصمد من سكان غزة في القطاع للأردن ومصر لفترة قد تطول وقد تقصر وقد يكون تهجيرا من غير عودة وبالتالي إنهاء حلم التشبث بالأرض،أمريكا وإسرائيل وبكل شفافية وبكل وضوح عينهما على الغاز الموجود في سواحل غزة،ولقطع الطريق على الشعب الفلسطيني وعلى سكان غزة يجب ترحيلهم بذريعة إعادة الإعمار الذي لن يكون على نفقة أمريكا وإسرائيل وإنما سيكون على نفقة دول الخليج بالرغم أنفهم ،لأنهم وبصراحة لا ضمير لهم ،ولا مواقف ثابتة لهم لأنهم لم يتحركوا ليوقفوا العدوان الغاشم الذي ذهب ضحيته أكثر من خمسين ألف شهيد وشهيدة.الإقتراح الأمريكي ارتاحت له إسرائيل من خلال صمتها،وهذا يندرج في مخطط مدروس مع أمريكا ،هل ستقبل مصر والأردن مقترح أمريكا الذي يخدم مصالح إسرائيل ؟لا نسبق الأحداث ،لكن أن متأكد أن الأردن ومصر ستتعرض لضغوط أمريكية لقبول المقترح ولا أستبعد ذلك لكن الذين يهمهم الأمر أي سكان غزة سيقابلون الرأي الأمريكي بالرفض لأنهم يعتبرون المقترح الأمريكي مؤامرة مدروسة ،وقبولهم للمقترح الأمريكي ،مصادرة لحقهم في بناء الدولة الفلسطينية.لا يجادل أحد في أن المقترح الأمريكي في تهجير الفلسطينين من غزة إلى مصر والأردن لن يكون لفترة قصيرة ولكن التهجير سيصبح بصفة دائمة ولن يعودوا لغزة في حالة قبولهم لفكرة التهجير .كيف سيكون موقف السيسي والملك الأردني من قضية التهجير الذي يقولون أنه لفترة مؤقتة وهذا لليس صحيح ،لأن إخلاء القطاع من ساكنيه مؤامرة ومخطط إسرائيلي لإنهاء التواجد الفلسطيني في غزة لكي يكونوا المستفيدين من الإحتياطي الكبير للغاز في سواحل غزة.هذه هي حقيقة المقترح الأمريكي الذي بناه ترامب على المعطيات الدقيقة التي قدمته الحكومة الإسرائيلية للرئيس الأمريكي المنتخب .ثم لابد من فتح ملف الدمار الشامل الذي تعرضت له غزة والبنية التحتية من مستشفيات وجامعات ومدارس وثانويات من سيتحمل الخسائر الكبيرة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني والتي تتحمل إسرائيل المسؤولية ،هل ستقبل دول الخليج العربي إعادة الإعمار عن طيب خاطر حبا في الشعب الفلسطيني الذي يتحملون المسؤولية في تجويعه وعدم الدفاع عنه بسوء نية لأنهم كانوا كلهم وبدون استثناء يرغبون في القضاء على حركة حماس والجهاد الإسلامي واللتان كانتا لا تساومان على القدس والأقصى وبناء الدولة الفلسطينية .ومن خلال التصريحات الأخيرة لترامب والمقترحات التي طرحها والتي هي ليست مطلقا في مخطط التسوية لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بل هي بكل صراحة في مصلحة إسرائيل التي تسعى للاستلاء على مخزون الغاز الموجود في سواحل غزة ،وكذلك لإنجاز قناة جديدة للإستغناء على قناة السويس وكذلك لتفادي الإكراهات الكبيرة التي تعرضت لها في هذه الحرب.إن مخطط ترامب هو في الحقيقة مشروع يعزز من الإستيطان والإستحواد على أراضي جديدة وإنهاء الحلم الفلسطيني بتشكيل دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية والحفاظ على المسجد الأقصى وكنيسة القيامة والحفاظ على التعايش الذي عاشها الشعب الفلسطيني لقرون.مع كامل الأسف أن الرئيس ترامب كان من الممكن أن يتخذ قرارات متقدمة مثل القرار الذي اتخذه فيما يخص المثليين وكان أكثر جرأة عندما أنهىزواج الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة وهذا قرار يعتبره الحكماء في العالم قرار مهم ،وبالتالي رد الفعل التيار المعارض في العالم سيكون عنيفا وإصراره على تفعيل القرار ،سينهي الجدل الذي دام سنوات عديدة.لابد من الإشارة في الأخيرة أن الرئيس ترامب كان من الممكن أن يتخذ قرارات ملزمة التنفيذ لصالح الشعب الفلسطيني وإنهاء هذا الصراع الذي دام سنوات طويلة بطرح مشروع قرار ملزم لتأسيس دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية ليكبر في عيون الشارع العربي والإسلامي ،لكن يبدو أنه لا يملك الشجاعة والجرأة لفرض قرار ملزم لإنشاء دولة فلسطينية لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي .
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك