العالم أمام تحديات كبرى اقتصادية ونووية

هل ستكون عودة ترامب لسدة الحكم في الولايات المتحدة بداية عهد السلام في الشرق الأوسط وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية؟هل هو قادر فعلا على تحقيق السلام وممارسة الضغوط على إسرائيل ؟ كيف يبدو العالم باستمرار الحرب الروسية الأوكرانية وتولي ترامب الحكم في الولايات المتحدة وعلاقته مع الرئيس بوتين والفتور التي تعرفه علاقته بالرئيس الأوكراني ؟هل سيضغط ترامب لتحقيق السلام وتفادي حرب نووية ؟سنحاول الإجابة عن هذه الأسئلة ،من خلال وجهة نظرنا وتحليلنا لمايجري .
يبدو أن انتخاب الرئيس الأمريكي ترامب لعهدة جديدة تشوبه تحديات كبرى تصاحب التصريحات المتتالية التي أطلقها مؤخرا والتي تزامنت مع الحرائق الكبرى التي عاشتها سان فرانسيكو والتي لم يعرف أسبابها ومصدرها نظرا لضخامتها وهولها ،والتي أفرزت خسائر كبرى لم تعرفها الولايات المتحدة منقبل .ترامب أطلق تصريحات ،مشفوعة بتهديدات لا تصدر من إنسان عاقل ،يحترم القانون الدولي ويحرص على تنفيذه بحكم أن الولايات المتحدة من الدول الخمس الكبرى العضوة في مجلس الأمن ، والتي تمتلك حق الفيتو ،ومن الدول التي تمتلك أكبر ترسانة من السلاح النووي الفتاك .الحرائق المبهمة التي اجتاحت ولاية سانفرانسيسكو خلفت خسائر كبيرة،وأدخلت الرعب في مجموع أمريكا .حتى أن العديد من المتتبعين اعتبروها فال شؤم على الولايات المتحدة.وعندما تمعن في تصريحات ترامب الأخيرة ،تعتبرها لا تصدر من رئيس عاقل ،يزن المصطلحات التي يستعملها في خطابه كأقوى دولة في العالم .شخصيا انتابتني شكوك في سلامة عقله عندما يهدد بضم كندا وبنما وغرينلاند ويثير رعبا حقيقيا ،بسبب التصريحات التي يطلقها.كما أن الدول التي ذكرت ،أصبحت بالفعل تخشى من تصريحات ترامب ،إذا حاول بالفعل تنفعلي محطته .ترامب في خرجاته الإعلامية ،تحدث كذلك على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ،واستفز بالخصوص الشعب الفلسطيني عندما تحدث عن نقل السفارة الأمريكية للقدس ،ولم يوضح موقفه من مشروع الدولة الفلسطينية والسلام الذي أصبح يؤرق المجتمع الدولي ،إلا أنه في نفس الوقت مارس ضغوطه لوقف الحرب التي دامت فترة ليست بالقصيرة وخلفت أكثر من خمسين ألف شهيد وشهيدة،ودمارا شامل في قطاع غزة.ترامب ربما سينهي الحرب الروسية الأوكراني والتي أثرت سلبا على أوروبا بالخصوص والعالم كذلك بسبب ارتفاع أثمنة المحروقات بصفة عامة .ترامب كشف في نفس الوقت عن السياسة التي ينوي نهجها فيما يخص التغيرات التي سيفرضها في مجال التبادل التجاري ونيته في فرض رسوم جمركية على الجميع.والتي من شأنها تغيير الموازين،والتي من دون شك سيترتب عنها صراع اقتصادي في العالم .فيما يخص علاقة الإدارة الأمريكية الجديدة بالمغرب فأعتقد منذ فوزه في الإنتخابات بعث الرئيس المنتخب رسائل مطمئنة للمغرب ومواقف صارمة للجزائر المرتبط بالخصوص بقضية الصحراء المغربية،ومن المرتقب أن يجري وزير الخارجية الجديد اتصال رسمي مع نظيره المغربي وهي إشارة واضحة للدعم الأمريكي في هذا الملف.عودة ترامب ،بداية لعصر ذهبي للولايات المتحدة،لكن يبدو أن آثار هذا العصر الجديد ستتجاوز حدود بلاده لتعيد تشكيل المشهد الدبلوماسي في مناطق عدة وعلى رأسها شمال إفريقيا
ومن حقنا كجالية عربية أن نطرح تساؤلات عدة لمعرفة موقف ترامب من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ،هل سيضغط ترامب بكل قواه على إسرائيل لتقبل السلام العادل مع الشعب الفلسطيني وتجاوز الخلافات،هل سترضخ إسرائيل لضغوط ترامب ،أم سيستمر الوضع على ماهو عليه اليوم .يبدو من السابق لأوانه معرفة قدرة ترامب على انتزاع حل الدولتين من إسرائيل التي عادت من جديد لاحتلال أراضي سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد ،وتهديده باعتبار القدس عاصمة لدولة إسرائيل .
في اعتقادي والله أعلم أن كل تصريحات ترامب سواءا أثناء الحملة الإنتخابية ،أو بعد الفوز ،أعتبرها مجرد هذيان لرئيس أمريكي بلغ من العتي كبرا وبدأت علامات الشيخوخة تظهر عليه وعلى تصرفاته ،وأشك شخصيا على قدرته في حل النزاعات الكبرى وبالخصوص في المجال الإقتصادي والتي أعلن عن فتحها ،ثم مشكل الشرق الأوسط والضغوط التي بدأ يمارسها على السعودية ودول البترودولار ستكون من دون شك بداية أزمة وسيزداد الصراع الإقتصادي أكثر حدة وضراوة بين الدول الخمس الكبرى .
ويبقى مشكل الشرق الأوسط والصراع الفلسطيني الإسرائيلي ،أكبر تحدي لترامب ،وهوالقادر على فرض ظغوط على إسرائيل للوصول إلى سلام دائم من خلال إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك